قبيلة اساق (يعرف أيضا بني اسحاق) (بالصومالية: Reer Sheekh Isaxaaq), هي قبيلة صومالية.[1] وهي واحدة من العشائر الصومالية الرئيسية في القرن الأفريقي.[2]
نظرة عامة
وفقًا لبعض كتب الأنساب والتقاليد الصومالية، تأسست عشيرة إسحاق في القرن الثالث عشر أو الرابع عشر مع وصول الشيخ إسحاق بن أحمد بن محمد الهاشمي (شيخ إسحاق) من الجزيرة العربية، من نسل علي بن أبي طالب.[3][4] استقر في بلدة ميط الساحلية في شمال شرق أرض الصومال، حيث تزوج من عشيرة مجادله (Magaadle) المحلية.[5]
هناك أيضًا العديد من الكتب الموجودة باللغة العربية والتي تصف رحلات الشيخ إسحاق وأعماله وحياته العامة في أرض الصومال الحديثة، بالإضافة إلى رحلاته في شبه الجزيرة العربية قبل وصوله.[6] إلى جانب المصادر التاريخية، فإن إحدى أحدث السير الذاتية المطبوعة عن الشيخ إسحاق هي كتاب (أمجاد) للشيخ حسين بن أحمد درويش الإساقي الصومالي، والتي طُبعت في عدن عام 1955.[7]
يقع ضريح الشيخ إسحاق في ميط، وهو مزار مهم في المنطقة.[6] كما يتم الاحتفال بمولد الشيخ إسحاق كل خميس بقراءة مناقبه.[5]
أماكن الانتشار
ولقبيلة إسحاق منطقة تقليدية واسعة للغاية ومكتظة بالسكان. إنهم يعيشون في جميع مناطق أرض الصومال الستة مثل أودال، مارودي جيح، توغدير، ساحل، سناجوسوول. ولديهم مستوطنات كبيرة في المنطقة الصومالية من إثيوبيا، بشكل رئيسي على الجانب الشرقي من المنطقة الصومالية التي كانت تعرف سابقا باسم هَود والمنطقة المحايدة والتي تسكنها بشكل أساسي عشائر مختلفة من القبيلة. لديهم أيضًا مستوطنات كبيرة في كل من كينياوجيبوتي، ويشكلون نسبة كبيرة من السكان الصوماليين في هذين البلدين.
تشكل قبيلة إسحاق أكبر عشيرة صومالية في أرض الصومال. سكان خمس مدن رئيسية في أرض الصومال - هرجيسا، بوراو، بربرة، عيريجابووجابيلي - جميعهم في الغالب من هذه القبيلة.[8] ويعيشون بشكل حصري في منطقة مارودي جيح ومنطقة توغدير، ويشكلون غالبية السكان في المناطق الغربية والوسطى من منطقة سناج، بما في ذلك عاصمة الإقليم عيريجابو.[9] كما أن لإسحاق وجود كبير في الأجزاء الغربية والشمالية من منطقة سول أيضًا،[10] حيث تعيش عشيرة هبر جيعلو في محافطة عينبة بينما تعيش عشيرة هبر يونس التي تتفرع من قرحجس في الجزء الشرقي من محافظة حودون والجزء الغربي من محافطة لاسعنود.[11] ويعيشون أيضًا في الشمال الشرقي من منطقة أودال، حيث تتمركز عشيرة هبر أول الفرعية حول لوغهايه (Lughaya) وضواحيها.
التاريخ
لعبت عشيرة إسحق دورًا بارزًا في الحرب العدلبة - الحبشية (1529-1543) في جيش أحمد بن إبراهيم الغازي، [12] فقد ورد ذكر عشائر هبر مجادلة (أيوب، قرحجس، هبر أول، وأرب) من قبيلة إسحاق في سجلات تلك الحرب التي كتبها شهاب الدين أحمد الجيزاني في كتابه بهجة الزمان (المعروفة بفتوح الحبشة).[13]
فكان أول قبيلة وصلت إلى الإمام قبيلة هبر مجادلي مع سيدهم ومقدمهم أحمد جُري بن حسين الصومالي، وحطوا في موضع يسمى فشبه من أعلى وادي هرر، وأظهروا عدتهم وآلاتهم وعدتهم،(...) فسرّ بهم الإمام سرورا عظيما (...). ,[14][15]
بعد فترة طويلة من انهيار سلطنة عدل، أسست القبيلة سلطنة عامة سلطنة إساق تفرع منها عدة سلطنات أبرزها سلطنة هبر يونس. قبل الوجود البريطاني كانت هذه السلطنة تمتلك بعض أجهزة وشكل الدولة التقليدية المتكاملة: بيروقراطية عاملة، وفرض ضرائب منتظمة على شكل مواشي، بالإضافة إلى جيش (يتألف أساسًا من خيالة مع أسلحة خفيفة).[16][17][18][19] احتفظت هذه السلطنات أيضًا بسجلات مكتوبة لأنشطتها، والتي لا تزال موجودة.[20]
كانت عشيرة إسحاق مع القبائل الصومالية الشمالية الأخرى تحت إدارة محمية أرض الصومال البريطانية من 1884 إلى 1960. عند حصولها على الاستقلال، قررت محمية أرض الصومال تشكيل اتحاد مع الصومال الإيطالي. قادت قبيلة إسحاق مسعى الصومال الكبير من عام 1960 إلى عام 1991.
خلال الحرب الأهلية الصومالية، تعرضت القبيلة لحملة إبادة جماعية من قبل قوات سياد بري (من ضمنهم لاجئين صوماليين مسلحين من إثيوبيا)؛ قُدِّر عدد القتلى بما يتراوح بين 50000 و 200000.
تاريخيًا، كانت قبيلة إسحاق الأكثر ميلًا إلى التجارة من جيرانها القبائل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى روابطها التجارية التي امتدت لقرون مع شبه الجزيرة العربية. في ضوء هذا الاختلال الاجتماعي، تميل الفبائل الصومالية الرئيسية الأخرى إلى وصفهم بمصطلحات عامية قبلية مثل "iidoor"، وهو كلمة يقصد بها الإزدراء وتعني التاجر أو المبادل:
تحدث الصوماليون عن العديد من الصور النمطية لسلوك العشائر التي تعكس هذه التفاوتات الاجتماعية الناشئة. تعكس المصطلحات العامية iidoor أو kabadhe iidoora (بمعنى «التبادل») ازدراء الصوماليين للوسطاء التجاريين، الشخص الذي يجمع الثروة من خلال المثابرة والمهارات التجارية دون التزامات ثابتة تجاه أي شخص آخر. عندما أصبحت إسحاق أكثر عالمية، أثار نجاحهم التجاري وأيديولوجية إنجازهم الشكوك والغيرة، ولا سيما بين سكان الريف من قبيلة دارود الذين كرهوا ثقة إسحاق بأنفسهم وجعلوها هدفًا للصور النمطية.[27]
ولم يغب هذا عن الديكتاتور والرئيس الأوحد لجمهورية الصومال الديمقراطيةسياد بري (1969-1991)، الذي لم يكن الإعجاب لقبيلة إسحاق بسبب استقلالهم المالي، مما يجعل من الصعب السيطرة عليها:
كان لدى سياد كراهية عميقة وشخصية للعشيرة. لا يمكن تخمين الأسباب الحقيقية، ولكن يرجع ذلك جزئيًا إلى عدم قدرته على السيطرة عليها. بوصفهم رجال أعمال بارعين، فقد بنوا مجتمعًا لا يعتمد على سخاء الحكومة. كان للإسحاق علاقات تجارية تقليدية مع دول شبه الجزيرة العربية استمرت على الرغم من محاولات الحكومة تركيز جميع الأنشطة الاقتصادية في مقديشو. لكن سياد فعل ما في وسعه، واضطر تجار إسحاق إلى القيام برحلة طويلة إلى مقديشو للحصول على تصاريح وتراخيص.[28]
ومع ذلك، في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، خرجت جميع صادرات الماشية تقريبًا عبر ميناء بربرة عبر تجار المواشي في إسحاق. شكلت صادرات الماشية بالكامل ما يزيد عن 90 ٪ من إجمالي أرقام الصادرات لجمهورية الصومال في عام معين، وقدمت صادرات بربرة وحدها أكثر من 75 ٪ من دخل البلاد من العملات الأجنبية المسجل في ذلك الوقت.[29][30]
شجرة القبيلة
في قبيلة إسحاق، تنقسم العشائر إلى قسمين حسب الأم. وتلك العشائر المتحدرة من أبناء الشيخ إسحاق من امرأة هررية -هبر حبوشيد-. والأخرى المنحدرة من أبناء الشيخ إسحاق من امرأة صومالية من عشيرة مجادله من الدر -هبر مجادلة-. في الواقع، فإن معظم العشائر الكبرى في عائلة القبيلة هي في الواقع تحالفات حسب الأم، ومن هنا جاءت كلمة «هبر» والتي تعني في اللغة الصومالية القديمة «الأم».[31] ويتضح هذا في الآتي:[32]
أ. هبر مجادله
إسماعيل (قرحجس)
أيوب
علي (أرب)
عبد الرحمن (هبر أول)
ب. هبر حبوشيد
أحمد (تول جيعله)
موسى (هبر جيعله)
إبراهيم (سنبور)
محمد (عبران)
هناك اتفاق واضح على تسلسل النسب في القبيلة والعشائر الفرعية التي لم تتغير لفترة طويلة. أقدم سلسلة نسب لصومالي مسجلة في الكتب الغربي كتبها السير ريتشارد بيرتون في منتصف القرن التاسع عشر عن مضيفه حاكم زيلع شارماركه علي صالح من هبر يونس.[33]
القائمة التالية تضم العشائر الرئيسية لقبيلة إسحاق:
أحمد محمد محمود، الرئيس الرابع لأرض الصومال من يونيو 2010 إلى ديسمبر 2017، والرئيس الرابع والأطول خدمة للحركة الوطنية الصومالية، والرئيس السابق [[حزب التضامن|لحزب السلام والوحدة
آمنة موجي حرسي، رائدة أعمال حائزة على جوائز، أطلقت عدة مشاريع بملايين الدولارات في كمبالا، أوغندا
^Rima Berns McGown, Muslims in the diaspora, (University of Toronto Press: 1999), pp. 27–28
^I.M. Lewis, A Modern History of the Somali, fourth edition (Oxford: James Currey, 2002), p. 22
^ ابI.M. Lewis, A Modern History of the Somali, fourth edition (Oxford: James Currey, 2002), pp. 31 & 42
^ ابRoland Anthony Oliver, J. D. Fage, Journal of African history, Volume 3 (Cambridge University Press.: 1962), p.45
^I. M. Lewis, A pastoral democracy: a study of pastoralism and politics among the Northern Somali of the Horn of Africa, (LIT Verlag Münster: 1999), p.131.
^The Galla in Northern Somaliland, I. M. Lewis, p.
//dspace-roma3.caspur.it/bitstream/2307/4913/1/The%20Galla%20in%20northern%20Somaliland.pdf;jsessionid=F28E001218E0DFF229E2CBFF6E361652
^Foreign Department-External-B, August 1899, N. 33-234, NAI, New Delhi, Inclosure 2 in No. 1. And inclosure 3 in No. 1.
^Sun, Sand and Somals – Leaves from the Note-Book of a District Commissioner.By H. Rayne,
^Correspondence respecting the Rising of Mullah Muhammed Abdullah in Somaliland, and consequent military operations,1899–1901.pp.4–5.
^Official history of the operations in Somaliland, 1901–04 by Great Britain. War Office. General Staff Published 1907.p.56
^Official History of the Operations in Somaliland, Volume 1. p. 41
^"History". مؤرشف من الأصل في 2017-08-20. اطلع عليه بتاريخ 2017-10-26.
^L. Geshekter, Charles (1993). Somali Maritime History and Regional Sub-Cultures: A Neglected Theme of the Somali Crisis (بالإنجليزية). The European Association of Somali Studies & School of Oriental and African Studies (SOAS). pp. 21–22.
^Maren، Michael (2009). The road to hell: the ravaging effects of foreign aid and international charity. New York: Free Press. ISBN:978-1439188415.
^I. M. Lewis, A pastoral democracy: a study of pastoralism and politics among the Northern Somali of the Horn of Africa, (LIT Verlag Münster: 1999), p. 157.
^Burton. F., Richard (1856). First Footsteps in East Africa (بالإنجليزية). p. 18.