العالم الأول أو المعسكر الرأسمالي أو المعسكر الغربي مفهوم برز خلال الحرب الباردة، حيث كان يستخدم لوصف الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة، تلك الدول كانت ديمقراطيةورأسمالية.
بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ونهاية الحرب الباردة، تغير معنى مصطلح العالم الأول وأصبح معناه مترادفًا إلى حد ما مع الدول المتقدمة أو الدول المتقدمة جدا وهي الدول التي تتمتع باقتصاد متقدم ومؤشرات تنمية بشرية عالية وذك بالمقارنة بالدول الأخرى.
عرَّفت هيئة الأمم المتحدةالعالم الأول على حسب مقياس الناتج القومي الإجمالي.
الديناميكيات العالمية بين العالم الأول والعوالم الأخرى انقسمت إلى قسمين:
أما علاقتها مع العالم الثالث كانت عادة إيجابية من الناحية النظرية، في حين أنها كانت أحياناً عدائية في الممارسة العملية (كالحروب مثلًا).
العولمة هي ظاهرة متزايدة الأهمية غُذِّيَت بشكل كبير من العالم الأول وعلاقاته.
مثال على العولمة في العالم الأول هو الاتحاد الأوروبي الذي جلب الكثير من التعاون والتكامل في المنطقة.
الشركات المتعددة الجنسيات أيضا تعطي مثالًا على تأثير العالم الأول على العولمة، وذلك لجلبها الاقتصادوالسياسة والتكامل الاجتماعي لكثير من الدول.
و مع ظهور الشركات المتعددة الجنسيات، ارتفعت مشكلة الاستعانة بمصادر خارجية في العالم الأول.
مؤشر التطور البشري هو تصنيف عالمي حيث تؤخذ مؤشرات مختلفة لتصنيف الدول بناء على تطورهم (مثل الدخل القومي الإجماليومأمول العمر ونيل التعليم). تجمع هذه المؤشرات لترتب الدول حسب التطور البشري.[3] الدول التي تمتلك تقدير عال في هذا التصنيف تكون من أعلى الدول في التقدم والصناعة بين دول العالم. هذا المؤشر ممتاز للتعرف على دول العالم الأول من حيث التطور البشري. هناك 47 دولة صنفت بأنها تمتلك مؤشرات تطور بشري عالية جدا.
الاختلافات في التعاريف
منذ نهاية الحرب الباردة لم يعد التعريف الأصلي للعالم الأول مطبقا. هناك تفاوت في تعاريف العالم الأول، بالرغم من ذلك فإنهم يتبعون نفس الفكرة، عرّف جون دانيالز -الرئيس الأسبق للأكاديمية العالمية للتجارة- العالم الأول بأنه يتكون من «دول صناعية ذات دخل عال».[4] وعرّفه البروفيسور جورج بريجاك بأنه الدول «الحديثة والصناعية والرأسمالية من أمريكا الشماليةوأوروبا».[5]
مؤشرات أخرى
التعاريف المختلفة لمصطلح العالم الأول والتعاريف الغير محددة له في عالمنا اليوم أدت إلى مؤشرات مختلفة. في 1945 استخدمت الأمم المتحدة مصطلح عالم أول، ثاني، ثالث، رابع لتقسيم الدول حسب مقياس الناتج القومي الإجمالي مقاسة بالدولار الأمريكي بالإضافة إلى العوامل الاجتماعية والسياسية.[6] (بالرغم من أن الاستخدام المشهور للعالم الرابع لم يأت إلا متأخرا [6][7]). العالم الأول ضم دول صناعية كبيرة وديمقراطية.[6]العالم الثاني ضم دول حديثة غنية صناعية لكنها تحت سيطرة الشيوعية.[6] غالبية الدول الباقية ضمت إلى العالم الثالث. أما العالم الرابع فصنفت على أساس الدول التي يعيش سكانها على أقل من 100$ سنويا.[6]
إن استخدمنا المصطلح حسب الصناعة والاقتصاد والدخل العالي للفرد فإن البنك الدولي يصنف الدول على أساس الدخل القومي الإجمالي إلى: دول ذات دخل عالي، دول ذات دخل فوق المتوسط، دول ذات دخل أقل من المتوسط، دول ذات دخل منخفض.
تطور التقنية عرًف العلاقات بين الدول بشكل كبير في عصرنا الحالي.[21] غالبية عظمى من الاختراعات نشأت في أوروبا الشرقيةوالولايات المتحدة الأمريكية ولاحقا تخلل تأثيرها إلى العالم. وقد قالت كلية وارتون للتجارة في جامعة بنسلفانيا بأن أهم ثلاثين اختراع في الثلاثين عاما السابقة كانت من قبل العالم الأول السابقة (الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية).[22]
تفاوت المعرفة بين العالم الأول والعالم الثالث يتضح في الرعاية الصحية والتطور الطبي. الموت من أمراض متعلقة بتلوث المياه هي مشاكل قد تم القضاء عليها في الأمم الغنية. ولكن لا يزال هناك قلق في العالم المتطور.[23] هناك أكثر من 900,000 شخص يموتون بسبب الملاريا سنويا في دول العالم الثالث ومكافحة الملاريا تأخذ 40% من التكاليف المنفقة للرعاية الصحية في العديد من الدول الأفريقية.[24]
الملاريا وغيرها من الأمراض بدأت بغزو العالم الأول، وقد عاثت فسادا في العالم الثالث. بالرغم من هذا فقد قامت بعض دول العالم الأول بعمل خطط لتسهل نفوذ دول العالم الثالث إلى المعلومات. وقد تعهد الرئيس الأمريكي أوباما بإنهاء الوفيات من الملاريا بحلول عام 2015 وذلك بحصول الجميع على العلاج المنخض التكلفة وأيضا الوقاية.[25]
وقد أعلنت آيكان مؤخرا بأن أسماء النطاقات الدولية (IDNs) ستكون متوفرة بحلول صيف 2010. وهذا يتضمن وجود لغات غير لاتينية مثل العربية والصينية والروسية. فذلك يضمن انتقال المعلومات بشكل أفضل إلى دول العالم الثالث.[26]
حركة انتقال المعلومات والتقنية من دول العالم الأول إلى العالم الثالث أنشأت وجهه طموح في معايير العيش لدى العالم الأول. فمعايير العيش لدى دول العالم الثالث منخفضة مقارنة بدول العالم الأول. في تلك الفترة ظهرت معلومات حول ارتفاع نسبي في معايير العيش لدى العالم الأول سببت ضجة كبيرة ظهرت في التلفاز، الاعلانات التجارية، والزوار الأجانب لتلك الدول. الكشف عن تلك المعلومات سبب تغيرين: 1) ارتفاع معايير العيش لدى دول العالم الثالث. 2) ظهور مثل تلك المعلومات تبعث الأمل في كثير من دول العالم الثالث وكذلك المهاجرين لدول العالم الأول -شرعيا وغير شرعيا- في الحقيقة أولئك المهاجرين هم المساهم الأساسي في ارتفاع الكثافة السكانية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.[21]
التأثير البيئي
كان هناك جدل حول ماهي أهم مشكلة للكثافة السكانية ليست ازدياد عدد البشر في دول العالم الثالث، بل في تأثر فعالية الشخص في محيطه.[21] أثر الفرد في الموارد المستهلكة والمخلفات الناتجة من كل شخص، متغير من دولة لأخرى، فأعلاها توجد في دول العالم الأول وأقلها في دول العالم الثالث، فسكان الولايات المتحدة الأمريكيةوأوروبا الغربيةواليابان يستهلكون 32 موردا وينتجون 32 مخلفا مقارنة بالعالم الثالث. على أن الصين تقود العالم في التصدير ولكن كثافتها السكانية العالية تشوه فيها إحصائية نصيب الفرد أكثر من الدول المتطورة بشكل أكثر منها.[27]
كمستهلك كبير للوقود أحفوري دول العالم الأول تجذب الانتباه إلى التلوث البيئي.[28]
العلاقات العالمية
حتى الماضي القريب قليل من الاهتمام توجه نحو مصالح دول العالم الثالث. وذلك بسبب أن أغلب علماء العلاقات العالمية أتوا من دول العالم الأول. وكلما زاد عدد الدول المتحضرة اهتمام العالم بدأ بالاختفاء. دول العالم الأول تحتوي على جامعات، صحافة، ومؤتمرات مما صعب مهمة دول العالم الثالث في اكتساب الاحترام لأفكارهم وطرقهم الجديدة في النظر إلى العالم.
نظرية التطور (التنمية)
خلال الحرب الباردة، تطورت نظرية التنميةونظرية التحديث في الغرب نتيجة لنمو الاقتصاد، السياسة، والمجتمع، والرد الثقافي على الإدارة السابقة في استعمار الأراضي.[29] الباحثون الغربيون والممارسين للسياسات العالمية أملوا في أن يضعوا أفكارهم في نظرية ويبتكروا سياسة تعتمد على تلك الأفكار التي قد تسبب في تغيير سياسة المستعمرات الجديدة إلى سيادة الدول القومية. أغلب الباحثين كانوا من الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يكونوا مهتمين في تحقيق التطور لدول العالم الثالث من أي ناحية.[29] فلقد أرادوا لتلك الدول أن تتطور سياسيا واقتصاديا عن طريق اتباع الفكر الليبرالي، لقد أرادوا منهم أن يتبعوا طريقة الغرب المتميزة بالفكر الليبرالي والرأسمالية أو ما يسمى بـ«ولاية العالم الأول» [29] ولهذا فإن تقاليد الحضارة والتطور كان تدار من الغرب (خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية). بديلا عن استراتجيات الماركسية والماركسية الجديدة التي تدعمها دول العالم الثاني، لقد كان يشرح أنه كيف إذا ما اتبعت دول العالم الثالث هذه السياسة فإنها ستصبح من مصاف الدول المتقدمة، وقد كانت ترتكز جزئيًا في النظرية الاقتصادية الليبرالية، وشكلا من أشكال نظرية تالكوت بارسونز الاجتماعية.
^Daniels, John (2007). International business: environments and operations. Prentice Hall. p. 126. ISBN 0-13-186942-6.
^Bryjak, George (1997). Sociology: cultural diversity in a changing world. Allyn & Bacon. p. 8. ISBN 0-205-26435-2.
^ ابجدهMacdonald, Theodore (2005). Third World Health: Hostage to First World Health. Radcliffe Publishing. p. 4. ISBN 1-85775-769-6.
^"First, Second and Third World". One World - Nations Online. July 2009. Retrieved September 2009.
^Gaddis, John (1998). We Now Know: Rethinking Cold War History. Oxford: Oxford University Press. pp. 1–2. ISBN 0-19-878071-0.
^Melkote, Srinivas R.; Steeves, H. Leslie (2001). Communication for development in the Third World: theory and practice for empowerment. Sage Publications. p. 21. ISBN 0-7619-9476-9.
^Provizer, Norman W. (1978). Analyzing the Third World: essays from Comparative politics. Transaction Publishers. p. 3. ISBN 0-87073-943-3.
^Leonard, Thomas M. (2006). "Encyclopedia of the developing world". Encyclopedia of the Developing World. 3. Taylor & Francis. pp. 1542–3. ISBN 0-87073-943-3. Retrieved November 2009.
^"Winston Churchill "Iron Curtain"". The History Place. Retrieved November 2009
^ ابHinds, Lynn (1991). The Cold War as Rhetoric: The Beginnings, 1945-1950. New York: Praeger Publishers. p. 129. ISBN 0-275-93578-7.
^Powaski, Ronald (1998). The Cold War: The United States and the Soviet Union, 1917-1991. New York: Oxford University Press. p. 74. ISBN 0-19-507851-9.
^Bonds, John (2002). Bipartisan Strategy: Selling the Marshall Plan. Westport: Praeger. p. 15. ISBN 0-275-97804-4.
^Ambrose, Stephen (1998). Rise to Globalism. New York: Longman. p. 179
^Ambrose, Stephen (1998). Rise to Globalism. New York: Longman. p. 215. ISBN 0-14-026831-6.
^Painter, David (1999). The Cold War: An International History. London: Routledge. p. 66. ISBN 0-415-19446-6.
^ ابجDiamond, Jared (2005). Collapse: How Societies Choose to Fail or Succeed. New York: Penguin (Non-Classics). pp. 495–496. ISBN 0-14-303655-6.