جيل 1914 أو جيل 14 هو مسمى تاريخي يمثل مجموعة من الكتّاب الإسبان عُرِفوا في الفترة الزمنية بين «جيل 1898» و«جيل 1927». صاغ هذا المصطلح عالم التربية وعضو اتحاد التعليم السياسي لورنزو لوزورياجا في مقالة له صدرت عام 1947، راجع فيها «الأعمال الكاملة» لخوسيه أورتيجا إي جاسيت. واختار هذه السنة لتزامنها مع صدور الكتاب الأول المهم لأورتيجا «تأملات حول دون كيشوت»، وفي المرحلة ذاتها تم التأكيد على حضور أورتيجا كأحد أكبر المفكرين جماهيرية بفضل مؤتمره «السياسة القديمة والجديدة».[1] وكان لهذا الفيلسوف إجلالاً خاصاً جعلتهم يطلقون على هذا الجيل أيضاً «جيل أورتيجا».
الحدث الأكثر بروزاً لعام 1914 هو وقوع الحرب العالمية الأولى بين عامي (1914-1918)، وكان لهذا الحدث أهميةً خاصة لأعضاء هذا الجيل، على الرغم من عدم الإشارة إليها بالأهمية ذاتها التي حظي بها نظرائهم في بقية الدول التي تدخلت عسكرياً في الحرب نفسها، ولم يطلق على هؤلاء «جيل 1914»، بل أطلق عليهم مسميات أخرى مثل «الجيل الضائع»[3]، أو «جيل النار».[4] وكان لحيادية إسبانيا في هذه الحرب توابع اجتماعية وسياسية واقتصادية، مثل أزمة 1917. ومن الناحية الثقافية نتج عن الحرب انقسام الدولة إلى أنصار دول المحور (مناصري ألمانيا) وأنصار أعدائهم (مناصري فرنساوإنجلترا). وجاء هذا الجدل امتداداً لجدلية سابقة حول منح أوروبا الطابع الإسباني أو منح إسبانيا الطابع الأوروبي التي أثارها أونامونووأورتيجا.
المنطقيةوالإعداد البرامجي: بالمقارنة مع الجيل السابق «جيل 98» الذي اعتمد على التعلم الذاتي وغير المبرمج وتأثر بالتيارات الفلسفية اللاعقلانيةوالحيوية، فإن أفراد «جيل 1914» يتميزون بالتأهيل الفكري الثابت وببرمجة خططهم.
الانجذاب نحو النزعة الأوروبية ومفهوم إسبانيا: يشعر أعضاء «جيل 1914» بالانجذاب نحو الثقافة الأوروبية ويحللون مشاكل إسبانيا انطلاقاً من هذه النزعة. وتتضمن مخططاتهم تحديث الدولة فكرياً. ومن وجهة نظرهم، فإن إسهاماتهم فيما يدور حول كينونة إسبانيا يختلف عما قدمه «جيل 98» السابق لهم. ولا يوجد موقف مشترك داخل الجيل حتى من اؤلئك المنضون تحت لواء الجمهوريين، مثل: بيريز دي أيالا، وأورتيجا، ومارانيون، وحتى من النقاشات التي دارت في مرحلة نفيهم بعد الحرب الأهلية الإسبانية، والتي خُصّصت للنشاطات الفكرية حول شخصيات مثل: اميريكيو كاسترو، وكلاوديو سانتشز البورنوز.
التحول للبحث عن السلطة والاندماج في الحياة الرسمية والناشطة للوصول إلى مقاليد السلطة في مراحل تحول الدولة. إذ يرى أفراد هذا الجيل أن مخططاتهم للتغيير لا يمكن أن تقتصر على الكتابة فقط، بل يجب أن يشاركوا في السلطة نفسها وفي النشاطات الاجتماعية والسياسية في إسبانيا.
الاتجاه نحو العقلانية، وذلك من خلال رفض العاطفة أو تمجيد الشخصية، وأدى ذلك إلى تحليل عقلاني للفن، حتى في الشعر.
توظيف الكلاسيكية: فرض أفراد الجيل من جديد النماذج الكلاسيكية الإغريقيةواللاتينية، وأصبحت رزانة العمل الأدبي عاملاً جمالياً لا غير.
التركيز على الشكلية (الانشغال بالشكل): وتتضمن الاهتمام بجمالية النص كهدف رئيسي من خلال اتقان العمل الأدبي، مما يؤدي إلى صقل اللغة بشكلٍ كبير، وإيصال العمل إلى درجة الكمال الشكلي وإلى المساهمة في خلق فن الأقليات.
الاتجاه نحو النخبوية: وتأتي كنتيجة للنقطة السابقة.
انخراط الكٌتّاب في جيل أو آخر قد لا يكون محسوماً، فالبعض منهم مثل خوسيه بيرجامن هم أقرب إلى «جيل 1927»، غير أنهم يصنّفونه ضمن جيل كتاب المقالات الأدبية. وهناك آخرون مثل ليون فيليبي، على الرغم من كونه قريباً من الفئة العمرية لأفراد «جيل 14»، إلا أنه هو وأمثاله يصنّفون ضمن جيل الشعراء.
^Artículo en la revista argentina Realidad, citado por Justo Fernández López La Generación del 14 en Culturitalia. También en la Voz Generación del 14 en la Gran Enciclopedia de España (Arbués y Fatás).
^Artículo de José Varela Ortega y Gregorio Marañón Bertrán de Lis La amistad cívica, El País 21 de julio de 2010
^Robert Wohl, citado en The Lost Generation of 1914 en Historyguide
^Bruno Cabanes « Génération du feu » : aux origines d’une notion
^José Ortega y Gasset Un aldabonazo «Crisol», 9 de septiembre de 1931
^Ángela Carmona Rosas y espinas, citada en esta entrevista periodística
Menéndez Alzamora, Manuel. La Generación del 14. Una aventura intelectual. Siglo XXI Editores, 509 pp. 2006 ISBN 978-84-323-1243-4
VV.AA. La generación del 14 entre el novecentismo y la vanguardia (1906-1926). Fundación Cultural Mapfre Vida, 365 pp. 2002 ISBN 978-84-89455-56-6