ويؤدي المدخل الرئيسي للزاوية إلى فناء كبير تصطف على جانبيه أقواس وأشجار ونباتات، في وسطها تتدفّق مياه في حوض.
ويتمثل ضريح سيدي أحمد بن يوسف في غرفة مربعة الشكل، مغطاة بقبة مغطاة من الخارج ببلاط أخضر وتدعمها ثمانية أعمدة ملتوية تدعم أقواس متكسرة، وتصطف جدران الغرفة ببلاط خزفي، وفي وسطها تنتصب القبة الخشبية المنقوشة.
أما الزاوية، فهي تقع على الجانب الغربي والشمالي، وتحتوي على عدة غرف صغيرة لاستيعاب طلبة القرآن والزوار من جميع الجهات.[7]
فبعد إحراق المدينة وإفراغها من سكانها، تم اتخاذ قرار بتحويل الزاوية إلى مقر للقوات الفرنسية، إلا أن أحداثا معينة وقعت فعجلت بالتخلي عن هذا المعلم الديني وإرجاعه إلى المسلمين ليواصلوا الصلاة فيه وتعليم القرآن الكريم.[9]
لعبت «الزاوية» أدوارا تعليمية وتربوية هامة منذ نشأتها معتمدة في ذلك على المرجعية الدينية الجزائرية، وتخرج على يديها العديد من العلماء والمصلحين ساهمـوا في نشـر تعاليـم الإسلام، وقاومـوا حملات التبشير النصراني بقيادة الكنيسة الكاثوليكية التي باركت وصاحبت الحملة الفرنسية على الجزائر.
وتتمثل مهام الزاوية حاليا في تعليم وحفظ القرآن الكريم وفق رواية ورش عن نافع من طريق الإمام الأزرق وكذلك من طريق الإمام الأصبهاني، التي اعتمدتها أجيال الشعب الجزائري منذ أكثر من اثني عشر قرنا، بما يسمح بتخرج سنوي لعشرات الطلبة الحافظين للقرآن الكريم بأحكامه والحديث النبوي الشريف ومعلمي القرآن والمرشدات الدينيات.[12]
ويُعتمد عليهم في تأطير مختلف مساجد ولاية عين الدفلى وخارجها، خاصة في شهر رمضان بتزويد المساجد بالمقرئين، بالإضافة إلى نشاطات سنوية ستسهر إدارة الزاوية على إقامتها بشكل منتظم في المناسبات الدينية، كإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وغيرها.[13]
ويندرج نشاط هذه الزاوية ضمن العديد من الزوايا والمدارس القرآنية وكتاتيب تعليم وحفظ القرآن وأحكامه والمساجد على تراب ولاية عين الدفلى.[14]
موسم الركبان
تشهد «زاوية سيدي أحمد بن يوسف» فعاليات استقبال الزوار والوافدين على الضريح طوال السنة وخاصة في «موسم الركبان» أين يقدم «ركب بني فرح» وكذلك «ركب بني مناصر» لزيارة ضريح سيدي أحمد بن يوسف باعتباره مزارا مشهورا يقصده الزوار من كل مكان.[15]
وتوفر الزاوية كل شروط الإيواء وإطعام الفقراء والمساكين وأبناء السبيل أثناء هذا الموسم خصوصا، كما تحرص على تعليم القرآن الكريم وتنظيم مجالس الذكر والعلم وندوات علمية أخرى.[16]
وبهذه المناسبة كانت تقام الأفراح طيلة ثلاثة أيام في جو حماسي بهيج حيث تزين ساحة الضريح وشوارع مدينة مليانة أين تُقدم الحلويات، وتشهد استعراض الفرسان بخيولهم وبنادقهم.[18]
ومن مدخل المدينة يسير جميع الزوار في موكب رائع نحو ضريح سيدي أحمد بن يوسف الراشدي حاملين البنود ومهللين قصائد دينية.[19]
ويعتبر «ركب بني فرح» أهم حج ومزار من بين مناسبات أخرى تنطلق بداية من شهر ماي إلى غاية ديسمبر، حيث تقصد ضريح سيدي أحمد بن يوسف أمواج بشرية تأتي من مدينة الجزائروالبليدة ومن مناطق الجوار، للتبرك والتضرع لله عز وجل.[21]
^"OpenStreetMap". OpenStreetMap. مؤرشف من الأصل في 2023-03-31. اطلع عليه بتاريخ 27 ابريل 2016. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
^"Flash Earth". flashearth.com. مؤرشف من الأصل في 2023-04-02. اطلع عليه بتاريخ 27 ابريل 2016. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
^"Google Maps". google.dz. مؤرشف من الأصل في 2023-04-02. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-23.