مهرجان كان السينمائي (بالفرنسية: Festival de Cannes), هو أحد أهم المهرجانات السينمائية عبر العالم.[1][2][3] يرجع تأسيسه إلى سنة 1946. وهو يقام كل عام عادة في شهر مايو، في مدينة كان في جنوب فرنسا. يوزع المهرجان عدة جوائز أهمها جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم. مركز إقامته قصر المهرجانات في شارع لاكروازييت الشهير على سواحل خليج كان اللازوردية.
انطلقت الدورة الأولى من المهرجان في مدينة كان الفرنسية في اليوم الأول من شهر سبتمبر عام 1939. ولم يكد المهرجان يدخل يومه الثالث حتى نشبت معركة حربية بين فرنساوبريطانيا من جهة وبين ألمانيا من جهة أخرى، ما أدى إلى تأجيل المهرجان وتعليقه إلى أجل غير مسمى؛ نظراً لظروف الحرب الدائرة.
تطورت المناوشات الحربية الدائرة بين فرنسا وألمانيا إلى احتلال ألماني لجزء من الأراضي الفرنسية؛ ما قضى على أي أمل قريب في أن يستكمل المهرجان بدايته المتواضعة التي لم تتجاوز من العمر يومين اثنين! وكما هو معلوم تطورت تلك الحرب واستمرت لتكون ما عرف فيما بعد بالحرب العالمية الثانية التي وضعت أوزارها نهاية العام 1945.
ولم يكن من المنطقي حينها أن تطرح فكرة إعادة تفعيل مهرجان سينمائي، لذا احتاج الأمر إلى سنة ليعود بعدها المهرجان للظهور من جديد في منتصف عام 1946، الذي يشكل الانطلاقة الحقيقية لمهرجان كان السينمائي.
لم يلبث المهرجان أن أعيد إطلاقه من جديد حتى توقف في دورة عام 1948، ثم توقف مرة أخرى في دورة عام 1950 وذلك لظروف تمويلية مادية، ومنذ انطلاقة المهرجان بعد ذلك لم يحدث أن توقف سوى دورة واحدة سنة 1968.
حضور سينمائي كبير
يتميز مهرجان كان السينمائي بالحضور السينمائي الكبير والمتنوع الذي يرافقه، فلا يلتقي هذا الكم من السينمائيين من جميع أنحاء العالم في وقت واحد كما يحصل في مدينة كان خلال المهرجان.
كما أنه يتميز بالتجديد والقدرة على مواكبة الموجات الفنية الجديدة، بل ودعمها، وربما خلقها في رحم المهرجان وأروقة الدورات المقامة.
كما يتميز المهرجان كذلك بتنوع جوائزه من عام لآخر مع استقرار الجوائز الأصلية للمهرجان، وهي:
السعفة الذهبية: وتمنح هذه الجائزة لأفضل فيلم في الدورة على الإطلاق بحسب تقييم لجنة التحكيم.
الجائزة الكبرى: لأفضل فيلم (تختلف عن السعفة في كونها تعبر عن رأي لجنة التحكيم الخاص، ولا تخضع بالضرورة للمعايير السينمائية العامة).
ما عدا ذلك من الجوائز، والتي تتجاوز في بعض الدورات العشرين جائزة، فهي إما تتبع للجان وجمعيات سينمائية مختصة تمنح جائزتها عبر المهرجان، أو تكون موسمية غير دورية بحيث يرافقها مناسبة سينمائية خاصة.
وتمر عملية فرز الأفلام المرشحة لهذه الجوائز عبر مرشحات فنية دقيقة، حيث يتزايد عدد الأفلام المقدمة للمهرجان سنويًّا عن ألفي فيلم بقليل. وتقوم لجان مشاهدة متخصصة بفرزها والوصول بها إلى اثنين وعشرين فيلماً متنافساً فقط، يشترط فيها أن تعرض في المهرجان عرضاً عالميًّا أولًا.
فعاليات سينمائية كبيرة
ولا يقتصر دور مهرجان كان السينمائي على استضافة وعرض الأفلام المرشحة، بل يتجاوز ذلك بكثير من خلال إقامته لعديد من الفعاليات السينمائية المتزايدة كل عام، والتي تضمن عرض عدد كبير من الأفلام السينمائية من خلال تظاهرات عدة من أبرزها:
أسبوع النقاد : وهو تظاهرة فنية تعنى باختيار أبرز أفلام السنة السينمائية من خلال جمعية نقاد معينة، وعرضها خلال فترة المهرجان لإتاحة الفرصة للمهتمين السينمائيين لمشاهدتها.
نصف شهر المخرجين : وهي تظاهرة فنية تعنى باختيار أفلام سينمائية من قبل جمعية مخرجي سينمائيين.
سوق الفيلم : وهي مجموعة من الصالات السينمائية التي تعنى بتسويق المنتجين والموزعين لأفلامهم من خلال دفع مبلغ مالي مقابل عرض الفيلم - بغض النظر عن مستواه الفني أو النقدي - خلال فترة عرض المهرجان اغتناماً لفرصة وجود عدد كبير من المهتمين السينمائيين العالميين.
ركن الأفلام القصيرة : ويهتم هذا الركن بعرض الأفلام القصيرة من جميع أنحاء العالم، ويركز بشكل أساس على الأفلام التي تم استبعادها من اختيار لجان المشاهدة في مراحل التصفيات.
سينما العالم : وهي تظاهرة سنوية تعنى باختيار نماذج مميزة من سينما إحدى الدول غير المشهورة سينمائيًّا، وعرض أفلامها لجمهور المهتمين السينمائيين.
يضاف إلى ما سبق ذكره من فعاليات وعروض سينمائية، كثير من الفعاليات السينمائية التي تصاحب المهرجان خلال فترة إقامته، ما يجعله وبجدارة العرس السينمائي الأبرز حول العالم، والذي ينتظره جمهور السينما بفارغ الصبر كل عام.
المشاركة السعودية
الدورة 71
في مايو 2018، شاركت السعودية، لأول مرة، في مهرجان كان السينمائي بدورته 71. حيث شاركت بتقديم مجموعة من الأفلام القصيرة، وقدمت تسعة أفلام قصيرة. لاقت هذه المشاركة تفاعلًا وإعجابًا، حيث صرح المدير الفني لمهرجان كان السينمائي الدولي تيري فريمو "يسرني أن ألمس الالتزام القوي لدى المجلس السعودي للأفلام، بتطوير المواهب في مجال صناعة السينما، ومشاركة القصص والخبرات السعودية مع العالم".[8]
الدورة 74
في مايو 2021، قدمت السعودية مبادرات عديدة في مهرجان "كان" السينمائي، حيث أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، عن تلقيهم دعمًا ماليًّا، يُقدَّر بـ 4 ملايين دولار من هيئة الأفلام لدعم صانعي الأفلام العرب، كما أعلن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء" عن إنتاج فيلمين جديدين "بحر الرمال" و"طريق الوادي"، بشراكة بين سينمائيين سعوديين وعرب.[9]
الدورة 75
في مايو 2022، قدمت السعودية جلسة بعنوان "واقع السينما العربية "، شارك فيها المنتج المصري محمد حفظي، والمنتج والمخرج السعودي أيمن خوجة، والمخرج التونسي لطفي ناثان، كما تم تقديم "فيلم العلا" الذي سلّط الضوء على إمكانات السعودية، بوصفها مركزًا عالميًّا لصناعة الأفلام. تم تقديم ثلاثة أفلام من هوليوود، تم تصويرها في السعودية، هي:[10]
قندهار وهو فيلم من إخراج ريك رومان، جرى تصويره في محافظة العلا، ومنطقة جدة التاريخية.
محارب الصحراء وهو فيلم للمخرج لروبيرت ويات، جرى تصويره في مدينة نيوم.
الكرز وهو فيلم من إخراج الأخوين روسو، جرى تصويره في العُلا والرياض.
الدورة 76
في مايو2023، تم تقديم جلسات حوارية بعنوان "قطاع السينما في المملكة"، و"صور في السعودية"، و"الطاولة المستديرة". كما تم تقديم فيلم "جين دو باري" في المهرجان، شاركت السعودية في إنتاجه، بالمشاركة مع منتجين فرنسيين.[11]
^Chan، F. (1 يونيو 2011). "The international film festival and the making of a national cinema". Screen. ج. 52 ع. 2: 253–260. DOI:10.1093/screen/hjr012.