Share to: share facebook share twitter share wa share telegram print page

وتيرة واحدة

الوتيرة الواحدة أو التَّنَاسقِيَّة[1] هي افتراض بأن «القوانين والآليات الطبيعية نفسها التي تعمل في الفضاء الكوني الآن كانت هي نفسها التي كانت تعمل في الفضاء الكوني في الماضي وتنطبق على أي مكان فيه». ولقد تضمنت تلك الفرضية مفهوم التدرجية من حيث إن «الحاضر هو مفتاح الماضي ويعمل بنفس المعدلات». لقد كانت نظرية الوتيرة الواحدة إحدى المبادئ الأساسية في الجيولوجيا وجميع مجالات العلوم تقريبًا، ولكن لم يعد علماء الجيولوجيا الحديثة الطبيعية يتمسكون تمسكًا صارمًا بمسألة التدرج، في حين أنهم يقبلون أن الجيولوجيا قد تطورت على مدار فترة طويلة من الزمان.

قام علماء التاريخ الطبيعي بصياغة نظرية الوتيرة الواحدة في نهاية القرن الثامن عشر، وبدأ ذلك بأعمال عالم الجيولوجيا جيمس هيوتون التي قام جون بلايفير بتنقيحها وقام تشارلز ليل بنشرها في كتاب مبادئ الجيولوجيا عام 1830.[2] ولقد قام ويليام هويل بوضع مصطلح الوتيرة الواحدة، وكان هو أيضًا من وضع مصطلح «الكارثية لفكرة أن الأرض تشكلت نتيجة سلسلة من الأحداث المفاجئة القصيرة والعنيفة».[3]

معلومات تاريخية

موقع اللاتوافق لهيوتون في جيدبراه. تبين الصورة المشهد الحالي (2003), أسفل بيان جون كليرك أوف إلدن عام 1787.
يبين الجرف شرق نقطة سيكار طبقات الأحجار الرملية الحمراء القريبة من الشكل الأفقي فوق الصخور الجرفية المائلة رأسيًا.

لم يكن للمفاهيم الأولى تأثير كبير على التفسيرات الجيولوجية في أوروبا في القرن الثامن عشر حول نشأة الأرض. أبراهام جوتلوب ويرنر يفترض حدوث تبلور حيث ترسبت الطبقات الأرضية من ترسب البحار التي انكمشت على الصخور الأولية مثل الجرانيت. وفي عام 1785 قدم جيمس هيوتون دائرة معارضة لا نهاية قائمة بذاتها تعتمد على التاريخ الطبيعي وليس على معلومات الكتاب المقدس.[4][5]

وتيرة واحدة تظهر الأجزاء الصلبة من الأرض الحالية بصفة عامة، و التي المكونة من رواسب بحرية، ومواد أخرى مشابهة لتلك الموجودة الآن على الشواطئ. ومن هنا نجد سببا للقول:
  • أولا: أن الأرض التي نراها و نقف عليها هي ليست الأرض الأولى و لكنها الأرض الناشئة من تأثيرات عدة مسببات
  • ثانيا: أنه و قبل ظهور الأرض الحالية كان هناك أرض فيها بر و بحر ووجدت عوامل المد و الجزر والتيارات و هي مشابهة للعوامل التي نعرفها الآن.
  • أخيرا: و أثناء تشكل البر الحالي كان قاع البحر القديم يزخر بالنباتات و الأحياء كما تسكن النباتات والحيوانات الأرض الحالية.

و بالتالي فيجدر بنا القول أن الجزء الأكبر من أرضنا الحالية لم تكن نتاج ولادة الأرض الأولية و إنما كانت نتيجة لعمليات طبيعية تحدث على الأرض و لجعل الأرض تأخذ شكلها الحالي كان لازاما أن:

  • أولا: تجميع الكتل التي شكلتها مجموعات من المواد السائبة أو غير متماسكة.
  • ثانيا: ارتفاع تلك الكتل المجمعة من قاع البحر، المكان الذي تجمعت فيه أصلا، إلى محطات فوق مستوى المحيطات.[6]
وتيرة واحدة

ثم سعى هيوتون لإقامة الدليل الذي يدعم فكرته التي تقضي بحتمية وجود «دوائر متكررة»، تنطوي كل منها على رسوبيات قاع البحر وارتفاع تلك الرسوبيات نتيجة الإمالة والتعرية ثم التحرك تحت مستوى سطح البحر مرة أخرى لتكوين المزيد من الطبقات الرسوبية. ولقد وجد عند وادي تلت الصغير في جبال كايرنجورم أن الجرانيت يخترق الصخور المتحولة شيست، بطريقة أوحت له بأن الصخور الأولية المزعومة قد ذابت بعد تكون الطبقات الأرضية.[7][8]

ولقد قرأ عن مواقع اللاتوافق الزاوي حسب تفسير أنصار حدوث التبلور واكتشف موقع لاتوافق في جيدبراه حيث مالت الطبقات الجرفية في الطبقات المنخفضة من وجه الجرف إمالة رأسية تقريبًا قبل أن تتعرض للتآكل لتكوين مسطح منبسط تحت طبقات أفقية من الأحجار الرملية الحمراء.[9] وفي ربيع عام 1788 قام هيوتون برحلة بالقارب عبر ساحل بيرويكشاير بصحبة جون بلايفير وعالم الجيولوجيا سير جيمس هال، واكتشفوا موقع لاتوافق بدرجة مذهلة يبين التتابع نفسه عند نقطة سيكار.[10] ولقد ذكر بليفير لاحقًا أنه "يبدو أن العقل قد نما بطريقة طائشة عندما ينظر إلى فترات سحيقة في الماضي البعيد"،[11] ولقد اختتم هيوتون عام 1788 ورقة بحثية قدمها إلى الجمعية الملكية بإدنبرة بعبارة "نحن لم نرَ أي أثر للبداية، وليس هناك أمل في النهاية"ولقد أعاد نشر هذه الورقة في كتاب."[12]

انظر أيضًا

ملاحظات

  1. ^ إدوار غالب، الموسوعة في العلوم الطبيعية (ط. الثانية)، دار المشرق، بيروت، ج. الأول، ص.303، يُقابله Uniformitarisme
  2. ^ "Uniformitarianism: World of Earth Science". مؤرشف من الأصل في 2011-10-25.
  3. ^ "Concept of Uniformitarianism". مؤرشف من الأصل في 2019-05-12.
  4. ^ Bowler 2003، صفحات 57–62
  5. ^ Hutton, J. (1785). "Abstract, The System of the Earth, Its Duration and Stability". مؤرشف من الأصل في 2012-12-23. As it is not in human record, but in natural history, that we are to look for the means of ascertaining what has already been, it is here proposed to examine the appearances of the earth, in order to be informed of operations which have been transacted in time past. It is thus that, from principles of natural philosophy, we may arrive at some knowledge of order and system in the economy of this globe, and may form a rational opinion with regard to the course of nature, or to events which are in time to happen.
  6. ^ Concerning the System of the Earth abstract, as read by James Hutton at a meeting of the Royal Society of Edinburgh on 4 July 1785, printed and circulated privately. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 23 ديسمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ Robert Macfarlane (13 سبتمبر 2003). "Glimpses into the abyss of time". The Spectator. Review of Repcheck's The Man Who Found Time. مؤرشف من الأصل في 2015-12-29. Hutton possessed an instinctive ability to reverse physical processes - to read landscapes backwards, as it were. Fingering the white quartz which seamed the grey granite boulders in a Scottish glen, for instance, he understood the confrontation that had once occurred between the two types of rock, and he perceived how, under fantastic pressure, the molten quartz had forced its way into the weaknesses in the mother granite. {{استشهاد بخبر}}: استعمال الخط المائل أو الغليظ غير مسموح: |ناشر= (مساعدة)
  8. ^ "Scottish Geology - Glen Tilt". مؤرشف من الأصل في 2012-03-02.
  9. ^ "Jedburgh: Hutton's Unconformity". Jedburgh online. مؤرشف من الأصل في 2011-07-25. Whilst visiting Allar's Mill on the Jed Water, Hutton was delighted to see horizontal bands of red sandstone lying 'unconformably' on top of near vertical and folded bands of rock.
  10. ^ "Hutton's Unconformity". مؤرشف من الأصل في 2018-05-28.
  11. ^ "Hutton's Unconformity". Transactions of the Royal Society of Edinburgh, vol. V, pt. III, 1805, quoted in. 1999. مؤرشف من الأصل في 2012-07-08. {{استشهاد بخبر}}: النص "Natural History, June 1999" تم تجاهله (مساعدة)
  12. ^ Keith Stewart Thomson. "Vestiges of James Hutton". American Scientist online, V. 89 #3 p. 212, May/June 2001 دُوِي:10.1511/2001.3.212. مؤرشف من الأصل في 2016-03-04. It is ironic that Hutton, the man whose prose style is usually dismissed as unreadable, should have coined one of the most memorable, and indeed lyrical, sentences in all science: "(in geology) we find no vestige of a beginning,—no prospect of an end." In those simple words, Hutton framed a concept that no one had previously contemplated, that the rocks making up the earth today have not, after all, been here since Creation. {{استشهاد ويب}}: روابط خارجية في |عمل= (مساعدة)

المراجع

وصلات خارجية

Kembali kehalaman sebelumnya