مع تقدّم المشروع، طُوّرت عدد من بروتوكولات الربط بين الشبكات بحيث أصبح بالإمكان توصيل عدّة شبكات مُختلفة مُنفصلة مع بعضها البعض لتشكّل شبكة من الشبكات. في العام 1981م، وُسّعت شبكة الأربانت عندما قامت مؤسسة العلوم القوميّة (NSF) بتشغيل شبكة علوم الحاسوب. في عام 1982م اعتُمدت حزمة بروتوكولات الإنترنت كنموذج قياسي في شبكة الأربانت. وفي أوائل الثمانينات، موّلت مؤسسة العلوم القوميّة إنشاء عدد من المراكز القوميّة للحواسب الفائقة في عدة جامعات، ثُمّ دعمت في العام 1986م توصيلها مع شبكة مُؤسسة العلوم القوميّة (NSFNET)،[6] وقد سمح لهذا المشروع للمراكز البحثيّة والمُؤسسات التعليميّة في الولايات المتحدة بالنفاذ إلى شبكة الحواسيب الفائقة. أخُرِجَت شبكة الأربانت من الخدمة في العام 1990.[7]
نبذة تاريخيّة
كان مفهوم تبديل الرزم، الذي يُسيطر اليوم على شبكات نقل البيانات، ما يزال جديداً في الوقت الذي أُنشئت شبكة الأربانت فيه. قبل وجود هذا المفهوم، كان مفهوم تبديل الدارات هو المسيطر في نقل الصوت والبيانات على حد سواء، حيث تخصص دارة كهربائيّة ماديّة محددة لنقل البيانات بين طرفي كل اتصال، وقد تكون هذه الأطراف أجهزة حاسوب أو هواتف. تُحجز وتخصص الدارة الكهربائيّة على شكل سلسلة من الأسلاك التي تصل بين عدد من مقاسم القنوات الهاتفيّة على طول المسار بين المصدر والوجهة.
في شبكات تبديل الرزم، لا تُخصص قناة لكل اتصال، بل تُستخدم قناة أو قنوات اتصال مشتركة لنقل البيانات التي تكون على شكل رزم بيانات. تسمح هذه التقنيّة بتشارك قناة الاتصال وبإمكانية توجيه الرزم الخاصّة بكل اتصال بشكلٍ مُختلفٍ، بحيث يمكن أن تسلك الرزم المرسلة من أحد الأطراف إلى الآخر مساراتٍ مُختلفة لتبلغ وجهتها النهائيّة.[8]
شُكلت الأفكار الأولى لشبكات الحواسيب بحيث تسمح بإجراء اتصالات عامّة الغرض بين مُستخدمي الحواسب على يد جوزيف ليكليدر (J. C. R. Licklider) في شركة بي بي إن للتكنولوجيا، في شهر أبريل من العام 1963 في مذكرة تناقش مفهوم: «شبكة حاسب بين مجريّة» (Intergalactic Computer Network)،[9] شملت هذه المذكرة العديد من ميزات شبكة الإنترنت المُعاصرة. في شهر أكتوبر من العام 1963م، عُيّن ليكليدر رئيسًا لبرامج علوم السلوك والتحكّم في وكالة مشاريع البحوث المُتطورة، وعلى الرغم من أنه غادر منصبه قبل أن تبدأ الوكالة تطوير شبكة الأربانت، لكنّه لعب دوّراً مِحوريّاً في إقناع روبرت تايلوروإيفان سذرلاند بأهميّة المشروع.[10]
واصل تايلور وسذرلاند شغفهما في إنشاء الشبكة، وكان هناك هدفان أساسيان لعملهما، الأول هو السماح للباحثين والأكاديمين المدعومين من وكالة مشاريع البحوث المتطورة باستخدام الحواسب المقدمة من الوكالة عن بعد، والثاني هو تطوير إمكانية لنشر البرمجيات الجديدة أو نتائج الأبحاث بشكلٍ سريع.[11] في مكتب تايلور، تواجدت ثلاث حواسب، كل منها متصل مع حواسب أخرى بعيدة، الأول متصل مع الحاسب كيو 32 (Q-32) في شركة تطوير النظام (System Development Corporation) في سانتا مونيكا، والثاني مع حاسب في مشروع جيني (Project Genie) في جامعة بركلي، والثالث مع نظام مولتكس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. تايلور تحدّث لاحقاً في لقاء صحفي عن ذلك: «لكل حاسب من هذه الثلاثة، كان هناك ثلاث مجموعات من الأوامر. لذلك، فإذا كنت أتكلم عبر الشبكة مع أحدهم في سانتا مونيكا، ورغبت بالحديث مع شخص آخر في بركلي أو ماساشوستس، كان يتوجب عليّ تغيير الحاسب والانتقال إلى الحاسب المُتصل مع الشخص الآخر. لذلك قلت لنفسي، يا رجل ! من الواضح ما يجب عمله: يوجد ثلاث حواسب، يجب أن يوجد حاسب واحد فقط يسمح بالنفاذ إلى أي مكان تريده، هذه الفكرة هي شبكة الأربانت».[12]
في نفس الوقت، ومنذ بداية السيتينيات، عمل بول باران في مؤسسة راند للأبحاث والتطوير على تطوير أنظمة قادرة على النجاة من حرب نوويّة، وقد نجح في صياغة فكرة تبديل الرزم التي أسماها تبديل كتلة الرسالة المُتكيفّة المُوزّعة.[13] وقد نجح دونالد ديفيس في مختبر الفيزياء القومي (NPL) في المملكة المتحدة في الوصول لنفس النتيجة بشكلٍ مُستقل في العام 1965م.[14][15] وقد لفت عمله انتباه مطوري شبكة الأربانت أثناء عرضه في مؤتمر في غاتلينبورغ، تينيسي في أوكتوبر من العام 1967م.[16] ثم صاغ مصطلح تبديل الرزم، وطبّقه بشكلٍ عمليّ في شبكة مختبر الفيزياء القومي في 5 أغسطس 1968م.[17] ثُمّ طبّق لورانس روبرتس مفهوم تبديل الرزم في شبكة الأربانت،[18] لتصبح الأربانت ثاني شبكة تُطبّق مفهوم تبديل الرزم على مُستوى العالم.[19] ثُمّ وُصِلت هاتان الشبكتان مع بعضهما البعض في العام 1973م.[20][21] كان معدل النقل في شبكة مختبر الفيزياء القومي هو (768) كيلوبت في الثانية، أما في شبكة الأربانت فقد ارتفع معدل النقل المقترح من (2.4) كيلو بت في الثانية حتى (50) كيلو بت في الثانية.[9]
في 28 فبراير 1990 أخرجت شبكة الأربانت من الخدمة بشكل نهائي.[22]
مع حلول منتصف العام 1968م، كان تايلور قد أنهى وضع رؤية كاملة لشبكة حواسيب. وبعد الحصول على موافقة وكالة مشاريع البحوث المُتطوّرة استدراجت العروض، لكّن الشركات العاملة في مجال الحاسب اعتبرت اقتراحات تايلور غريبة، وحصلت الوكالة على اثني عشر عرضاُ فقط، أُخذ أربع منها بعين الاعتبار، ثُمّ اختُصرت القائمة إلى اثنين فقط، وأخيراً مُنِح العقد لشركة بي بي إن للتكنولوجيا في 7 أبريل 1969م.[24] شُكل فريق مكون من سبعة أشخاص من ذووي الاختصاصات التقنية المدرجة في طلب استدراج العروض، بقيادة فرانك هارت وأثمر ذلك سريعاً بإنتاج أول نموذج للنظام.
جاءت الشبكة المُقترحة من قبل بي بي إن للتكنولوجيا موافقة لرؤية تايلور: وهي شبكة مكوّنة من حواسب صغيرة سُمّيت مُعالجات رسائل المنفذ تربط بين الموارد المحليّة، وهي شبيهة من حيث المبدأ بالمُوجّهات. في كل موقع، قامت هذه المُعالجات بتبديل الرزم اعتماداً على تقنية التخزين والتوجيه (store-and-forward)، عن طريق خطوط مستأجرةومُودماتبمعدل نقل ابتدائيّ هو (56) كيلو بت في الثانية، أمّا الحواسب، فقد اتصلت مع مُعالجات رسائل المنفذ بواسطة منافذ تسلسُليّة. صُمم كامل النظام ورُكب، المعدّاتوالبرمجيّات، في تسعة أشهر فقط.[25]
في مقالة مُعنونة: «تاريخ مختصر لشبكة الإنترنت» أنكر مجتمع الإنترنت أنّ شبكة الأربانت كانت مُصممة لمواجهة حرب نوويّة:[9]
«بدأت الإشاعة الخاطئة من الدراسة التي نشرتها مؤسسة راند، وادّعت فيها بأن شبكة الأربانت ارتبطت بشكل ما ببناء شبكة مقاومة لحرب نوويّة. هذا لم يكن حقيقة الأربانت، ووحدها دراسة مؤسسة راند اعتبرت الحرب النوويّة. على أيّة حال، فإن العمل اللاحق على شبكة الإنترنت عزز المتانة والقدرة على المقاومة، وتضمّن ذلك القدرة على العمل في حالات خروج أجزاء كبيرة من الخدمة.»
أُعدّت دراسة مؤسسة راند من قبل بول باران، الرائد في مجال تبديل الرزم.[13] في مقابلة لاحقة أكد باران بأنّه في الوقت الذي لا تُشارك شبكة الأربانت أهداف مشروعه تماماً، فإنّ عملَه ساهم بصورةٍ كبيرةٍ في تطوّر الشبكة.[27] في لقاء أعد خصيصاً لتوضيح بنية شبكة الأربانت امتد بين 9 و10 أكتوبر 1967م، صرّح إيلمير شابيرو (Elmer Shapiro) من معهد ستانفورد للأبحاث بأنّ طريقة باران في التوجيه واقتراحاته باستخدام رزم بيانات ذات حجم ثابت كانت مُتوقّعة.[28]
بحسب ستيفن لوكاسيك (Stephen Lukasik) الذي تولّى منصب نائب مدير ومدير وكالة أبحاث المشاريع المُتطوّرة في الفترة الممتدة بين (1964-1967):[29]
«كان الهدف هو استغلال تقنيات الحاسب الجديدة لتلبية احتياجات القيادة العسكريّة في مواجهة التهديدات النوويّة، والحصول على إمكانية قادرة على الصمود للتحكّم بقوى الولايات المتحدة النوويّة، وتحسين التكتيكات العسكريّة وإدارة اتخاذ القرار.»
توزّعت مهمة حساب، وإعادة الحساب الدوريّة لجداول التوجيه ضمن شبكة الأربانت. وكانت هذه الوظيفة مُساهمة جوهرية في قدرة الشبكة على مقاومة دمار كبير، بل وحتى هجومٍ نوويّ. إنّ هذه القدرة على حساب جداول التوجيه كانت تحدياً صعباً في وقت بناء الشبكة. إنّ وجود هذه الإمكانية في التصاميم الأولى لشبكة الأربانت دعّم الفرضيّات القائلة بأنّ هذه الإمكانيّة كانت هدف التصميم.
صُممت شبكة الأربانت بحيث تقاوم فقدان الاتصال مع الشبكات التي تكوّنها، والسبب الرئيسي الكامن وراء ذلك هو كون العقد ووصلات الشبكة غير موثُوقة، حتى بدون أيّ خطر نوويّ. إنّ ندرة موارد الحوسبة في وقت إنشاء الشبكة هي السبب في تضمين التصميم هذه الإمكانيات بحسب تشارلز هيرزفيلد (Charles Herzfeld)، مدير وكالة أبحاث المشاريع المُتطوّرة في الفترة بين عامي (1965-1967):[30]
«لم يتم تشغيل شبكة الأربانت لإنشاء نظام قيادة وتحكّم قادر على النجاة من هجوم نووي، كما يدعي العديدون اليوم. إنّ بناء نظام كهذا كان بوضوح حاجةً عسكريّةً، ولكنّ لم تكن هذه الحاجة من مهمّات الوكالة. في الحقيقة كنا لنتعرض لنقدٍ شديدٍ لو حاولنا. بدلاً من ذلك، جاءت شبكة الأربانت نتيجة لإحباطنا من أن عدد الحواسب الكبيرة المخصصة للأبحاث كان محدوداً جداً، ومن كون الباحثين الذين يتوجب عليهم استخدامها بعيدون جغرافيّاً عنها.»
أُديرت شبكة الأربانت عسكريّاً طوال عقدين من العمل، حتى أُخرجت من الخدمة في العام 1990م.[31][32]
أُرسلت أول رسالة عبر شبكة الأربانت بنجاح عن طريق الطالب تشارلي كلاين (Charley Kline) من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس في الساعة العاشرة والنصف مساءاً في 29 أوكتوبر 1969م.[37] كلاين أرسل الرسالة من حاسوب سيغما 7 إلى حاسوب أس دي أس 940 (SDS 940) في معهد ستانفورد للأبحاث، الرسالة كانت الكلمة الإنكليزية (login)، في المحاولة الأولى، أُرسل الحرفان (l) و (o) فقط، قبل أن يتوقّّف النظام عن العمل، لذلك فإنّ أول رسالة نصيّة أرسلت عبر شبكة الأربانت هي كلمة (lo). بعد ساعة، نجح كلاين بإصلاح الخطأ وتمكّن من إرسال الكلمة كاملةً. في 21 نوفمبر 1969م، أُنشئت أوّل وصلة دائمة في شبكة الأربانت وربطت بين مُعالجي رسائل المنفذ في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ومعهد ستانفورد للأبحاث. مع حلول 5 ديسمبر، تمّ الانتهاء من إنشاء كامل الشبكة التي تصل بين العقد الأربعة.[13]
في العام 1975م، أُعلن أنّ الشبكة أصبحت بوضع التشغيل (Operational). وتولّت وكالة أنظمة المُعلومات الدفاعيّة (Defense Information Systems Agency) مسؤوليّة التحكم بالشبكة.[33]
في العام 1984م، اكتمل العمل على إعادة هيكلة الشبكة مع تخصيص شبكة خاصة لمواقع الجيش الأميركيّ سُميت شبكة ميل نت (MILNET) من أجل الاتصالات العسكريّة.[39] وصلت بوابة خاضعة للتحكّم بين الشبكتين، وسُمّيت الشبكة الناتجة شبكة بيانات الدفاع (Defense Data Network DDN).[40] خفف فصل الشبكات العسكرية عن المدنية عدد عقد شبكة الأربانت من 113 إلى 45 عقدة. سُمّيت شبكة ميل نت لاحقاً بشبكة مُوجّه بروتوكول الإنترنت غير المُصنّفة (Non-classified Internet Protocol Router Network NIPRNet).
مُخطط لشبكة الأربانت في عام 1971م.
مُخطط لشبكة الأربانت في عام 1972م.
مُخطط لشبكة الأربانت في عام 1973م.
مُخطط لشبكة الأربانت في عام 1977م.
مُخطط لشبكة الأربانت في عام 1982م.
مُخطط لشبكة الأربانت في عام 1983م.
مُخطط لشبكة الأربانت في عام 1984م.
خريطة الامتداد الجغرافي لشبكة الأربانت في العام ديسمبر 1970.
خريطة الامتداد الجغرافي لشبكة الأربانت في العام 1972.
خريطة الامتداد الجغرافي لشبكة الأربانت في العام 1974.
خريطة الامتداد الجغرافي لشبكة الأربانت في العام 1984م.
«إنّ استخدام شبكة الأربانت للقيام بأي شيء لا يحظى بدعم مُباشر من أعمال الحكومة هو عملٌ غيرُ قانونيّ... الرسائل الشخصيّة لمُستخدمي شبكة الأربانت الآخرين (مثلاً، لترتيب لقاء أو من أجل إلقاء السلام) لا تُعتبر مُخالفة... إنّ إرسال بريد إلكتروني عبر شبكة الأربانت لتحقيق ربح تجاري أو لأغراض سياسيّة هو عمل غير اجتماعي وغير قانونيّ. بإرسالك رسائلَ كهذه، قد تُسيء للعديد من الناس، ومن المُحتمل أن يُسبب ذلك مشاكل جديّة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مع الوكالات الحكوميّة التي تُدير شبكة الأربانت.»
التقنيّات المُستعملة
أضيف الدعم لدارات اتصال تربط بين معالجات رسائل المنفذ المُختلفة بمعدل نقل هو 230.4 كيلو بت في الثانيّة[42] في العام 1970م. ولكن اعتبارات الكلفة والطاقة المُستهلكة أشارت إلى عدم فعاليّة الاستخدام.
في عام 1971م، بدء استعمال الحواسب غير المتينة، وبالتالي الأقلّ وزناً، لتكون مُعالج رسائل منفذ، وتحديداً هونيويل 316 الذي يُمكن تهيئتُه ليعمل كمُعالج منفذ الطرفيّة (TIP)، كان حاسب هونيويل 316 أكثر ملائمة كما احتوى على ذواكر داخليّة بحجم 40 كيلو بايت.[43] لاحقاً في العام 1973م، تمّت زيادة أحجام الذواكر الداخليّة لتصبح (32) كيلو بايت في مُعالج رسائل منفذ، و (56) كيلو بايت في مُعالج منفذ الطرفيّة.
تمّ التخلّص من مُعالجات رسائل المنفذ ومُعالجات منافذ الطرفيّات الأصليّة مع ظهور شبكة مُؤسسة العلُوم القوميّة (NSFNET)، لكن بعضها بقي في الخدمة حتى شهر يوليو من العام 1990م.[49][50]
... إنّه لمن المُناسب الانتهاء بالإشارة إلى أن برنامج الأربانت أثر بشكلٍ قويّ ومباشر على دعم وقوة علم الحاسب، الذي تفرعت الشبكات نفسها عنه.
البرمجيّات والبروتوكولات
كان بروتوكول 1822،[52] الذي حدد ربط حاسبمُضيف مع معالج رسائل المنفذ هو نقطة البداية لمفهوم الاتصال بين المضيفين في شبكة الأربانت في العام 1969.[53] صُممت بُنية الرسالة لتعمل بشكلٍ لا لُبس فيه على طيفٍ واسعٍ من بُنى الحاسب المُختلفة. تتألّف الرسالة الخاصّة ببروتوكول 1822 من مجموعة من الحقول أهمها حقلي نوع الرسالة وعنوان المُضيف بالإضافة إلى حقل المُعطيات. لإرسال رسالة مُعطيات إلى مُضيف آخر، يقوم المُضيف المُرسل بإنشاء رسالة مُعطيات تتضمّن عنوان المُضيف الهدف والمُعطيات التي يُراد إرسالها، ثُمّ تُرسل الرسالة عبر المنفذ الذي يدعم البروتوكول. يقوم معالج رسائل المنفذ بعدها بإيصال الرسالة إلى عنوان الهدف، إمّا بإيصالها إلى مُضيف مُتصل معه بشكلٍ مُباشر أو بإيصالها إلى معالج رسائل منفذ آخر. عندما تصل الرسالة إلى وجهتها أخيراً، يقوم معالج رسائل المنفذ المُستقبل بإرسال إشعار استلام يُسمّى إشعار الجهوزيّة لاستلام للرسالة التاليّة (Ready for Next Message RFNM acknowledgement) إلى معالج رسائل المنفذ المتصل مع المُضيف المرسل.
أثّرت شبكة الأربانت في الثقافة الشعبية كما في الحياة العامة، فيما يلي باقة من المواضع المختلفة التي ذكرت فيها شبكة الأربانت في الفن والأدب:
في عام 1972، أخرج بيتر تشفاني (Peter Chvany) بالتعاون مع ستيفن كينغ فلمًا وثائقيًّا مدته (30) دقيقة بعنوان: شبكات الحاسب: رواد تشارك الموارد (Computer Networks: The Heralds of Resource Sharing)، ظهر فيه عدد من المُطورين الأساسيين لشبكة الأربانت وبروتوكولات الاتصالات مثل إيفان سذرلاندوروبرت خان وغيرُهم.[70]
في الحلقة العشرين من الموسم السادس من المسلسل الأميركي بنسون ظهرت أول إشارة لشبكة الإنترنت أو أحد أسلافها في العروض التلفزيونيّة، تضمّنت الحلقة مشهد يحصل فيه نفاذ إلى شبكة الأربانت.[65][71]
في الحلقة الثالثة من المُوسم الخامس من المُسلسل الأميركي الملفات الغامضة يُشار إلى شبكة الأربانت، حيث يحصل اختراق للشبكة بهدف الحصول على معلُومات حساسّة.[72][73]
وردّ ذكر شبكة الأربانت في المسلسل الأميركي الأميركيون[74] مرتين، المرة الأول في الحلقة الخامسة من الموسم الثاني التي سُميّت الصفقة (The Deal)[75] حيث يعرض أحد العملاء اختراق شبكة الأربانت مقابل عدم تسلميه إلى الطرف الروسي، والمرة الثانية في الحلقة السابعة من الموسم الثاني والتي سُميت شبكة الأربانت (Arpanet)،[76] وفيها تحصل محاولة للتنصت على اتصالات الحكومة الأميركية من خلال النفاذ إلى شبكة الأربانت.
في المسلسل الأميركي شخص مثير للاهتمام (Person of Interest)[77] ذكرت أحداث مرتبطة بحادثة اختراق شبكة الأربانت في العام 1980م.[78] وكان ذلك في الحلقة الحادية عشرة من الموسم الثاني، والتي سمُيت «محيط الدائرة» (2PiR).[79]
في الموسم الثالث من المسلسل الأميركي توقّف وامسك النار (Halt and Catch Fire)[80] يكتشف أحد الشخصيات عن إمكانية التسويق عبر شبكة الأربانت.
هناك فنان مُوسيقى إلكترونيّة يٌسمى «أربانت»، اسمه الحقيقي هو جيرالد دونالد (Gerald Donald)، وقد أطلق ألبومّاً غنائيّاً في العام (2002) تحت عنوان «الإنترنت اللاسلكي» (Wireless Internet).[81][82]
^عبد النبي عبد الله الطيب (2016). إدارة المؤسسات الصحفية. عمان، الأردن: دار أمواج للنشر والتوزيع. ص. 197. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط |تاريخ الوصول بحاجة لـ |مسار= (مساعدة)
^Byung-Keun Kim (2005). Internationalizing the Internet: The Co-evolution of Influence And Technology (بالإنجليزية). New Riders Publishing. p. 51-55. ISBN:1843764970.
^"Celebrating the NSFNET". National Science Foundation (NSF) (بالإنجليزية). Archived from the original on 2017-02-02. Retrieved 2017-08-12.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^Featherly, Kevin. "ARPANET". Encyclopædia Britannica, Inc. (بالإنجليزية). Archived from the original on 2017-08-16. Retrieved 2017-08-18.
^ ابجBarry M. Leiner, Vinton G. Cerf, David D. Clark, Robert E. Kahn, Leonard Kleinrock, Daniel C. Lynch, Jon Postel, Larry G. Roberts, Stephen Wolff. "Brief History of the Internet". The Internet Society (بالإنجليزية). Archived from the original on 2017-08-17. Retrieved 2017-08-18.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Campbell-Kelly، Martin (2008). "Pioneer Profiles - Donald Davies". Computer Resurrection, The Bulletin of the Computer Conservation Society. British Computer Society. Autumn ع. 44. ISSN:0958-7403.
^Lecturer in Economic History School of Oriental and African Studies Ian, Etc Brown (2014). Research Handbook on Governance of the Internet (بالإنجليزية). ISBN:1849805040.
^Lukasik، Stephen (مارس 2011). "Why the Arpanet Was Built". IEEE Annals of the History of Computing. IEEE. ج. 33 ع. 3: 4-21. DOI:10.1109/MAHC.2010.11. ISSN:1058-6180.
^Fritz E. Froehlich; Allen Kent (1990). The Froehlich/Kent Encyclopedia of Telecommunications: Volume 1 - Access Charges in the U.S.A. to Basics of Digital Communications (بالإنجليزية) (الأولى ed.). CRC Press. p. 341. ISBN:0824729005.
^Jack Belzer (1975). Encyclopedia of Computer Science and Technology: Volume 2 - AN/FSQ-7 Computer to Bivalent Programming by Implicit Enumeration (بالإنجليزية) (الأولى ed.). CRC Press. p. 206. ISBN:0824722523.
^Salmon، P. (أغسطس 2009). "The Early Days of the Arpanet"". IEEE Annals of the History of Computing. IEEE Computer Society. ج. 31 ع. 3: 67. DOI:10.1109/mahc.2009.35. ISSN:1058-6180.
^Crocker, S.; Carr, S.; Cerf, V. (12 Feb 1970). "RFC 33, New HOST-HOST Protocol". The Internet Society (بالإنجليزية). Archived from the original on 2016-03-08. Retrieved 2017-08-21.
^Van Vleck, Tom (1 Feb 2001). "The Origins of E-mail". Multiplexed Information and Computing Service (Multics) (بالإنجليزية). Archived from the original on 2017-08-21. Retrieved 2017-08-22.
^Amblin Television, DreamWorks Television (2013-). The Americans. FX Network. مؤرشف من الأصل في 6 أكتوبر 2014. {{استشهاد بمسلسل}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
^"The Deal". The Americans. Season 2. Episode 5 (بالإنجليزية). 26 Mar 2014. 52 minutes in. FX Network. Archived from the original on 2019-12-16.
^"Arpanet". The Americans. Season 2. Episode 7 (بالإنجليزية). 9 Apr 2014. 42 minutes in. FX Network. Archived from the original on 2015-04-28.
^Kilter Films, Bad Robot, Warner Bros. (2011-2016). Person of Interest. CBC. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 2018. اطلع عليه بتاريخ أكتوبر 2020. {{استشهاد بمسلسل}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
^"Hacking: A history". British Broadcasting Corporation (BBC) (بالإنجليزية). 27 أوكتوبر 2000. Archived from the original on 22 أغسطس 2017. Retrieved 23 أغسطس 2017. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (help)
^"2 Pi R". Person of Interest. Season 2. Episode 11 (بالإنجليزية). 3 Jan 2013. 44 minutes in. CBS. Archived from the original on 2016-08-08.
1 كُلياً داخل آسيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية. 2 جزئياً أو كلياً داخل آسيا، حسب الحدود. 3 معظم أراضيها في آسيا.
4 جغرافياً هي جزء من إفريقيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية.