دراسة تشريح الدماغ يسمى بعلم الأعصاب، في حين أن دراسة وظيفتها يسمى بالعلوم العصبية. تُستخدم العديدة من التقنيات لدراسة الدماغ. وقد قدمت العينات المأخوذة من الحيوانات، والتي يمكن فحصها مجهريًا الكثير من المعلومات. تقنيات التصوير الطبيّ مثل التصوير العصبي الوظيفيوالتخطيط الكهربية للدماغ (EEG) مُهمة في دراسة الدماغ. وقد قدم التاريخ الطبي للأشخاص الذين يعانون من إصابات في الدماغ نظرة معمقة لوظيفة كل جزء من أجزاء الدماغ. تطورت أبحاث الدماغ مع مرور الوقت، بمراحل فلسفية وتجريبية ونظرية. قد تكون المراحل الناشئة هي محاكاة نشاط الدماغ.[5]
تَبلغُ كتلةُ دماغ الإنسان البالغ في المتوسط حوالي 1.2-1.4 كغ (2.6-3.1 رطل) ويشكلُ حوالي 2% من إجمالي وزن الجسم،[6][7] ويبلغ حجمه حوالي 1260 سم3 عند الرجال و1130 سم3 لدى النساء.[8] هناك تباين فردي كبير،[8] حيث يتراوح المجال المرجعي المعياري للرجال 1,180-1,620 غرام (2.60-3.57 رطل)[9] وبالنسبة للنساء 1,030-1,400 غرام (2.27–3.09 رطل).[10]
يرتبط جذع الدماغ، الذي يشبه السويقة بالمُخ ويخرج منه في بداية منطقة الدماغ المتوسط. يشمل جذع الدماغِ الدماغَ المتوسط والجسروالنخاع المستطيل. يُوجد المخيخ خلف جذع الدماغ (باللاتينية: little brain).[11]
يُغطى المخ وجذع الدماغ والمخيخ والحبل الشوكي بثلاثة أغشية تُسمى السحايا. وهي الأم الجافية الغشاء السميك والأم العنكبوتية الغشاء الوسطي والأم الحنون الغشاء الرقيق والأكثر حساسية.[15] يتواجد بين الأم العنكبوتية والأم الحنون الحيز تحت العنكبوتية والصَّهاريج تحت العنكبوتيِّة التي تحتوي على السائل الدماغي الشوكي. الغشاء الأبعد للقشرة المُخية هو الغشاء القاعدي للأم الحنون المسمّى بالدبق المُحدد، وهو جزء مهم من الحاجز الدموي الدماغي.[16] إنَّ الدماغ الحي ليّن للغاية وله قوامٌ شبيه بالهلام المشابه للتوفو الطري.[17] تُشكِّل الطبقات القشرية المكونة من الخلايا العصبية جزءًا كبيرًا من المادة الرمادية في المُخ، في حين تُشكِّل المناطق العميقة تحت القشرية والتي تتكون من المحاور العصبية المادة البيضاء.[18] تُشكِّل المادة البيضاء في الدماغ حوالي نصف الحجم الكلي لدماغ.[19]
المناطق الهيكلية والوظيفية في الدماغ البشري
الدماغ البشري مُقسم في المستوى السهميّ، وتظهر المادة البيضاء في الجسم الثفني.
المناطق الوظيفية في الدماغ البشري. المناطق المتقطعة المُبينة عادةً ما تكون مُتَحَكِّمة في نصف الكرة المخيِّة الأيسر.
المُخ هو أكبر جزء في الدماغ، ينقسم إلى نصفين نصف أيمن ونصف أيسر بواسطة أخدود عميق يُسمى بالشِقَّ الطولي وهما متماثلين تقريبًا.[20] غير أنّه قد لوحظ عدم التناسق بين الفصوص وهو ما يُعروف باسم اللاتناظر.[21] يرتبط نصفيّ الكرة المخيِّة بخمسة مُلتقيات تمتدُ على مستوى الشِقّ الطولي، وأكبرها هو الجسم الثفني.[11] ينقسم كل نصف كرة إلى أربعة فصوص رئيسية، الفص الجبهيوالفص الجداريوالفص الصدغيوالفص القذالي، سُميت بهذه الأسماء وفقًا لعظام الجمجمة التي تعلوها.[12] يرتبط كل فص بوظيفة أو وظيفتين متخصصتين على الرغم من وجود بعض التداخلات الوظيفية في ما بينها.[22]يُثنى السطح الخارجي للدماغ إلى انتوءات (تلافيف) وأخاديد (التلم)، والكثير منها مسماة وفقًا لموقعها، مثل التلفيف الأمامي للفص الجبهي أو التلم المركزي الذي يفصل بين المناطق الوسطى لنصفيّ الكرة المخيِّة. تُوجد العديد من الاختلافات الصغيرة في الطيات الثانوية والثالثية.[23]
تُشكِّل القشرة المُخيّة الجزء الخارجي من المُخ، وهي تتكون من مادة رمادية مُرتبة على شكل طبقات. يبلغ سُمكها من 2 إلى 4 ملليمتر (0.079 إلى 0.157 بوصة)، ومطوية بعمق مِمَّا يُضفي عليها مظهرًا معقدًا.[24] تحت القشرة توجد المادة البيضاء في المخ. تُعد القشرة الحديثة الجزء الأكبر من القشرة المخية، حيث تحتوي على ستة طبقات عصبية. أما ما تبقى من القشرة فهو للقشرة العريقة، والتي تتكون من ثلاث أو أربع طبقات.[25]
يحتوي المخ على بُطينات يُنتج على مستواها السائل النخاعي الشوكي وتوزيعه. تحت الجسم الثفني يوجد الحاجز الشفاف، وهو غشاءٌ يفصل البطيِنين الجانبيِّين. وتحتهما يتواجد المِهاد وإلى الأمام والأسفلط يوجد تحت المهاد. يؤدي تحت المهاد إلى الغدة النخامية، في الجزء الخلفي من المهاد يوجد جذع الدماغ.[31]
يرتبط المخيخ بالدماغ الأوسطللجذع الدماغي بواسطة ساقي المخيخ العُليوية، وبالجسر بواسطة ساقي المخيخ الوسطى، والنخاع بواسطة ساقي المخيخ السفلية.[37] يتكون المخيخ من لب داخلي من المادة البيضاء وقشرة خارجية من المادة الرمادية ذات الطيات كثيفة.[39] يبدو أن الفص الأمامي والخلفي للمخيخ يلعبان دورًا في تنسيق وسلاسة الحركات الحركيِّة المعقدة، والفص الندفي العقدي في الحفاظ على التوازن[40] على الرغم من وجود جدل حول الوظائفه الإدراكيِّة والسلوكيِّة والحركيِّة.[41]
عشرة من اثني عشر زوجًا من الأعصاب القحفية[ا] تنبثق مباشرةً من جذع الدماغ.[42] يحتوي جذع الدماغ أيضًا على العديد من نوَى الأعصَاب القحفيّةوالنوى من الأعصاب الطرفية، فضلًا عن النوى المشاركة في تنظيم العديد من العمليات الأساسية بما في ذلك التنفس والتحكم في حركات العين والتوازن.[43][42]التشكُّل الشَّبكِيّ هي شبكة من نوى، موجودة داخل وعلى طول جذع الدماغ.[42] العديد من السُبل العصبيَّة، التي تنقل المعلومات من وإلى القشرة المخيِّة إلى بقية الجسم، تمرُّ عبر جذع الدماغ.[42]
يُوجد حوالي 400 جينّ خاص بالدماغ. يُعَبَّر عَن ELAVL3 في جميع الخلايا العصبيّة، وعَن NRGNوREEP2 في الخلايا العصبيّة الهَرمِيَّة. يُعبر عن GAD1 -وهو ضروري للتخليق الحيوي للناقل العصبي GABA- في العصبونات البينية. البروتينات المعبّر عنها في الخلايا الدبقية تشمل واسمات الخلايا النجمية GFAPوS100B في حين يُعبّر عن البروتين المياليني القاعدي وعامل النسخ OLIG2 في الخلايا الدبقية قليلة التغصن.[51]
السائل الدماغي الشوكي أو السائل النخاعي هو سائِلٌ شفاف عديم اللون عابِر للخَلاَيا يدور حول الدماغ في الحَيِّز تحتَ العنكبوتِيَّة، وفي الجهاز البُطيني وفي القناة المركزية للحبل الشوكي. كما أنه يملأ بعض الفجوات في الحيِّز تحت العنكبوتيَّة، والمعروفة باسم الصَّهاريج تحت العنكبُوتيَّة.[52] تحتوي البُطينات الأربعة، البطينان الجانبيّانوالبطين الثالثوالبطين الرابع جميعها على ضفيرة مشيمية تنتج السائل الدماغي الشوكي.[53] يقع البطين الثالث في الخط الناصف ومرتبط بالبطينين الجانبيّين.[52] هناك القناة واحدة، القناة سلفيوسية بين الجسر والمخيخ، تربط البطين الثالث بالبطين الرابع.[54] تقوم ثلاث فتحات منفصلة، الفتحتين الوحشيَّتينوالفتحة الوسطى، بتصريف السائل الدماغي الشوكي من البطين الرابع إلى الصهريج الكبير أحد الصهاريج الرئيسية. ومن هنا، يدور السائل الدماغي الشوكي حول الدماغ والحبل الشوكي في الحيِّز تحت العنكبوتيّة، بين الأم العنكبوتيَّة والأم الحنون.[52] يوجد حوالي 150 مل من السائل الدماغي الشوكي مُعظمها داخل الحيز تحت العنكبوتيّة. يُجديد ويُمتصُّ باستمرار، ويُستبدل مرة كل 5 إلى 6 ساعات تقريبًا.[52]
يُوصف الجهاز الغليمفاوي[55][56][57] بأنّه نظام التصريف اللمفي للدماغ. يشمل السبيل الغلمفاوي على مستوى الدماغ مسارات التصريف الناتجة عن السائل الدماغي الشوكي، ومن الأوعية اللمفاوية السحاية المرتبطة بالجيوب الجافيِّة، وتسير إلى جانب الأوعية الدموية الدماغيّة.[58][59] يُصرف هذا المسلك السائل الخلالي من أنسجة الدماغ.[59]
الشرايين السباتية الباطنيِّة هي فروع للشرايين السباتية العامة. تدخل الشرايين للجمجمة من خلال القناة السباتية، وتنتقل عبر الجيب الكهفي وتدخلُ الحيِّز تحت العنكبُوتيِّة.[62] ثم تدخل دائرة ويليس بفرعين، وهما الشريانين المُخّيين الأماميين. تنتقل هذه الفروع للأمام ثم للأعلى على طول الشق الطولي، وتزوِّد الأجزاء الأماميّة والمتوسطة في الدماغ.[63] يرتبط واحد أو أكثر من الشرايين الموصلة الأمامية الصغيرة باثنين من الشرايين المخية الأمامية بُعيد ظهورهما كفروع.[63] تستمر الشرايين السباتية الباطنية للأمام مثل الشرايين المُخية الوسطى. تنتقل جانبيًّا على طول العظم الوتدي في محجر العين، ثم صعودًا عبر القشرة الجزيرة، حيث تنشأ الفروع النهائية، ترسل الفروع على طول الشرايين المخية الوسطى.[62]
تظهر الشرايين الفقرية كفروع للشرايين تحت الترقوة اليسرى واليمنى. تنتقل صعودًا من خلال الثقبة المستعرضة وهي مساحات في الفقرات العنقية. يدخل كل فرع في التجويف القحفي من خلال الثُّقْبَةُ العُظْمَى على طول الجانب المقابل من النخاع.[62] تتفرع الشرايين الفقرية إلى أحد الفروع المخيخية الثلاثة. تلتقي الشرايين الفقرية أمام الجزء الأوسط من النخاع لتشكيل الشريان القاعدي الأكبر، والذي يُرسل فروعًا متعددة لإمداد النخاع والجسر، وفرعين مخيخيين آخرين أماميوعلوي.[64] وأخيرًا، ينقسم الشريان القاعدي إلى شريانين مخيِّين خلفيِّين. وهي تمتد نحوى الخارج، حول ساقي المخيخ العلويين وعلى طول الجزء العلوي للخيمة المخيخيّة، حيث تنقل فروعًا لتزويد الفصوص الصدغيّة والقذاليّة.[65] يُرسل كل شريان دماغي خلفي شريانًا صغيرًا موصلًا خلفيًا للانضمام إلى الشرايين السباتية الباطنية.
تقوم الشرايين الكبيرة في جميع أنحاء الدماغ بإمداد الدم إلى الشعيرات الدمويّة الصغيرة. وهي الأوعية الدموية الأصغر في الدماغ، مبطنة بخلايا مرتبطة بموصلات محكمة، بحيث لا تتسرب السوائل إلى الداخل أو تتسرب بنفس الدرجة التي تتسرب منها في الشعيرات الدموية الأخرى؛ ممّّا يُشكل الحاجز الدموي الدماغي.[48] تلعبُ الخلايا الحولية دورًا رئيسيًا في تكوين الوصلات المحكمة.[68] يكون الحاجز أقل نفاذيةً للجزيئات الأكبر، لكنه يظل منفذ بالنسبة للماء وثاني أكسيد الكربونوالأكسجين ومعظم المواد القابلة للذوبان في الدهون (بما في ذلك مواد التخدير والكحول).[48] الحاجز الدموي الدماغي غير موجود في الأعضاء المحيطة بالبطينات-وهي بنيات في الدماغ قد تحتاج إلى الاستجابة للتغيرات في سوائل الجسم- مثل الغدة الصنوبريةوالباحة المنخفضة، وبعض مناطق تحت المهاد.[48] يوجد الحائل الدموي -السائل النخاعي مُشابه، والذي يؤدي نفس الغرض مثل الحاجز الدموي الدماغي، ولكنه يسهّل نقل المواد المختلفة إلى الدماغ بسبب الخصائص البنيوية المميزة بين نظاميّ الحاجزين.[48][69]
تملأ خلايا العُرْفُ العَصَبِيّ (المشتقة من الأديم الظاهر) الحواف الجانبيّة للصفيحة عند الطيِّات العَصبيَّة. في الأسبوع الرابع -أثناء مرحلة تكوّن الأنبوب العصبي- تقترب الطيات العصبية من الأنبوب العصبي، وتُجمع خلايا العرف العصبية في العرف العصبي.[72] يمتدُّ العرف العصبي على طول الأنبوب مع خلايا العرف العصبية القحفية في نهاية الرأس وخلايا العرف العصبية الذنبيَّة في الذيل. تنفصل الخلايا عن العُرْفِ وتهاجر في الرأسي الذنبي (من الرأس إلى الذيل) داخل الأنبوب.[72] تؤدِّي الخلايا الموجودة في نهاية الرأس إلى ظهور الدماغ والخلايا الموجودة في النهاية الذيلية تؤدي إلى الحبل الشوكي الحبل الشوكي.[73]
ينثني الأنبوب أثناء نموه مكونًا نصفيّ الكرة المخيِّة على شكل هلال في الرأس. يظهر نصفي الكرة المخية لأول مرة في اليوم الثاني والثلاثين.[74] في وقت مبكر من الأسبوع الرابع ينحني الجزء الرَّأسِيّ بحدة إلى الأمام في الانثناء الرَّأسيَّ.[72] يُصبح هذا الجزء المَثنِيّ هو الدماغ الأمامي (الدماغ المقدم؛ ويصبح الجزء المنحني المجاور في المنتصف الدماغ المتوسط) ويصبح الجزء الذيلِيّ المنثني الدماغ المُؤخر (الدمَاغ الخَلفيّ). تتشكل هذه المناطق على شكل انتفخات تُعرف باسم الحُوَيصِلاَتُ الدِّماغِيَّة الثلاثة الأولية. في الأسبوع الخامس من النمو تتكون خمس حويصلات ثانوية في الدماغ.[75] ينفصل الدماغ الأمامي إلى حويصلتين الدِّماغ الانتِهائِيّ الأماميّ والدِماغ البينيّ الخلفي. يؤدي الدِّماغ الانتهائِيّ إلى ظهور القشرة المُخية والعُقد القاعديَّة والبنيات ذات الصلة، في حين يؤديّ الدماغ البينيّ إلى ظهور المهاد وتحت المهاد. ينقسم الدماغ المؤخر أيضًا إلى منطقتين الدِّماغ التَّالِيوالدِّماغ البصليّ. يؤدي الدماغ التالي إلى ظهور المخّيخ والجِسْر، والدماغ البصلي يؤدي إلى ظهور النخاع المستطيل.[76] أيضًا خلال الأسبوع الخامس ينقسم الدماغ إلى تقاطيع مُتكررة تسمى قطع عصبيَّة.[71][77] في الدماغ المُؤخر تُعرف هذه باسم القُسَيمٌ المُعَيَّنِيّ.[78]
من خصائص الدماغ الطي القشري المعروُف بتشكل التلافيف. لأكثر من خمسة أشهر بقليل من النمو ما قبل الولدة تكون القشّرة ملساء، وبحلول الأسبوع الرابع والعشرين من العُمر الحمليّ يُكون التشكُّل المخدد الذي يُظهر الشقوق التي بدورها تبدأ في تحديد الفصوص الدماغيِّة بوضُوح.[79] التخددات والطيات القشرية غير مفهومة جيدًا ولكن وجد ارتباط لتشكل التلافيف بالذكاءوالاضطرابات العصبية، وقد اقّتُرِحت عددٌ من النظريات في ما يخص تشكل التلافيف.[79]
تشمل هذه النظريات تلك التي تستند إلى الالتِواءَات الميكانيكيِّة،[22][80] والتوتر المِحوريّ،[81] والتَمدُّد العَرَضيّ التفاضُليّ.[80] ومن الواضح أن تشكل التلافيف ليست عمليةً عشوائيةً، بل عملية معقدة محددة مسبقًا من الناحية التنموية والتي تولد أنماطًا من الطيات تكون مُتّسقة بين الأفراد ومعظم الأصناف.[80][82]
أول أخدودٍ يظهر في الشهرِ الرابع هو الحُفرَة الجَانِبيِّة للمُخ.[74] يجب أن تنثني النهاية الذيليِّة العريضة لنصف الكرة المخية في الاتجاه الأمامي لتلائمَ المساحة المحدودة، وهذا يُغطي الحفرة ويحولها إلى نتوء أكثر عمقًا تُعرف باسم التَّلَم الوَحشِيّ وهذا يحدد
الفَصِّ الصُّدغيّ.[74]
وبحلول الشهر السادس، يتشكل أخدود آخر يفصل الفصوص الجبهية والجدارية والقذالية.[74] يُمكن أنَّ تؤدي المورِّثة الموجودة في الجينوم البشري (ARHGAP11B) دورًا رئيسيًا في تشكل التلافيف والتدمُّغ.[83]
نظرة لمراحل نمو دماغ جنين بشري في أسبوعه الرابع والخامس والثاني عشر.
نظرة للدماغ للخط الوسط في عُمر 3 أشهر.
باطن الدماغ في الأسبوع الخامس.
دماغ جنين بشري في الأسبوع الرابع ونصف، يظهر الجزء الداخلي من الدماغ الأمامي.
عند الولادة يكون لدى الطفل حوالي 100 مليار خلية عصبية مثل الشخص البالغ، لكنها تكون غير متطورةٍ بعد. يزن دماغ الوليد 300 غرام، ويتضاعف وزنه خلال السنة الأولى. يستمر الدماغ في النمو بسرعة حيث تطول التغصُّونات وتتشكل الخلايا الدبقية وكذلك المايلين. يبلغ وزن دماغ الطفل البالغ من العمر خمس سنوات 95 بالمائة من وزن دماغ الشخص البالغ.[84] وتكتمل البنية الأساسية لدماغ الطفل عند بلوغه ثلاث سنوات تقريبًا. يُمكن للطفل أن يبدأ في تسجيل الذكريات في سن الثالثة عند نمو اللوز والحُصين. تبلغ كمية المادة الرمادية ذروتها أثناء الطفولة، وبعد ذلك ينخفض حجمها مع التخلص من سُبُل الأعصاب غير الضرورية.
مع تطور قشرة الفص الجبهي لبعض الأجزاء من الدماغ بحلول سن الثلاثين تتطور معها أيضًا القدرات الإدراكية البشرية مثل القدرة على التفكير في الإجراءات والعواقب.
عادةً ما يتدهور الدماغ مع تقدم العمر. يتناقص حجم الدماغ البشري بنسبة 5 إلى 10 في المائة بين سن 20 و90. بحيث تموت الخلايا العصبية في الدماغ، وتحمل الخلايا العصبية المتبقية نبضات أبطأ من ذي قبل حيث يتحلل المايلين الذي يغطي الفروع المصدر، إلى جانب التغيرات التي تحدث في بنية الدماغ، أظهرت بعض البيانات في السنوات الأخيرة أن التدهور المعرفي مثل إبطاء عمليات التفكير ومشاكل الذاكرة لا يرجع إلى فقدان الخلايا العصبية، كما كان يعتقد سابقًا. بدلاً من ذلك، يعتقد العلماء الآن أن التغييرات المتعلقة بالوظائف مع التقدم في العمر لها علاقة أكبر بالتفاعلات الكيميائية المعقدة في الدماغ والتي تحدث بمرور الوقت.[85][86]
من ناحية أخرى قد يكون الدماغ أيضًا قادرًا على تعويض آثار الشيخوخة بطرق مختلفة. على سبيل المثال للأشخاص في منتصف العمر تزداد كمية المايلين في الجزأين الصدغي والجبهي.[85] يُمكن لأي شخص إبطاء شيخوخة دماغه -على سبيل المثال- عن طريق التمارين الرياضية أو النوم المنتظم أو اتباع نظام غذائي جيد، أو النشاط الذهني أو الحفاظ على انخفاض مستوى السكر (الجلوكوز) في الدم.[85] أظهرت الدراسات أن الالتزام بحمية البحر الأبيض المتوسط تقلل من انخفاض حجم المخ لدى كبار السن.[87] وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة العلوم النفسية تقوى الذاكرة أكثر عندما يبدأ المرء في تعلم أشياء جديدة تتطلب الانتباه.[88]
الوظائف
التحكم الحركي
يُشارك الفص الجبهي في التفْكير والتحكم الحركي والعَاطِفة واللغة. يحتوي على القشرة الحركية التي تشارك في التخطيط وتنسيق الحركة؛ قشرة الفص الجبهي المسؤولة عن الوظائف الإدراكية ذات المستوى العالي؛ ومنطقة بروكا وهي ضرورية لتَكوِين اللغة.[89]الجهاز الحركي للدماغ هو المسؤول عن توليد الحركة والتحكم فيها.[90] تنتقل الحركات المولَّدة من الدماغ عبر الأعصاب إلى الخلايا العصبية الحركية في الجسم، والتي تتحكم في عمل العضلات. ينقل السبيل القشري النخاعي الحركات من الدماغ، عبر النخاع الشوكي إلى الجذع والأطراف.[91] تنقل الأعصاب القحفية الحركات المرتبطة بالعينين والفم والوجه.
يستقبل الدماغ المعلومات حول اللمسوالضغط والألم والاهتزاز ودرجة الحرارة من خلال الجلد. ويستقبل من خلال المفاصل معلومات حول وضع المفصل.[96] تتواجد القشرة الحسيّة بالقرب من القشرة الحركيّة، وكما في القشرة الحركية، لديها مناطق ذات صلة بالإحساس في أجزاء الجسم المختلفة. يتغير الإحساس الذي يتولد من خلال المستقبلات الحسية الموجودة على مستوى الجلد إلى إشارة عصبيِّة، والتي تنتقل عبر سلسلةٍ من الخلايا العصبيِّة عبر سبُل في النخاع الشوكي. يحتوي العمود الظهري- مسار الفتيل الوسطيّ على معلومات حول اللمسة والاهتزاز وموضع المفاصل. ينتقل مسار الألياف صعودًا إلى الجزء الخلفي من الحبل الشوكي إلى الجزء الخلفي من النخاع، حيث تتصل بالخلايا العصبية الثانوية التي ترسل الألياف مُباشرةً عبر الخط المتوسط. ثم تنتقل هذه الألياف صعودًا إلى المعقد البطني القاعديّ في المهاد حيث تتصل مع الخلايا العصبيِّة من الدرجة الثالثة التي ترسل الألياف إلى القشرة الحسيّة.[96] ينقل السبيل النخاعي المهادي المعلومات عن الألم ودرجة الحرارة واللمس. ينتقل مسار الألياف عبر الحبل الشوكي وتتصل بالخلايا العصبية من الدرجة الثانية في التشكل الشبكي في جذع الدماغ للألم ودرجة الحرارة، وتنتهي أيضًا في المجمع البطني القاعدي للمهاد.[97]
يتحكم الدماغ في معدل التنفس، بشكل رئيسي عن طريق مراكز التنفس في النخاع والجِسر. تتحكم مراكز الجهاز التنفسي في عملية التنفس، عن طريق توليد إشارات حركية تنتقل عبر الحبل الشوكي على طول العصب الحجابي إلى الحجاب الحاجزوعضلات التنفس الأخرى، وهو عصب مختلط ينقل المعلومات الحسية إلى المراكز. توجد أربعة مراكز تنفسية، ثلاثة منها لها وظيفة محددة بوضوح أكثر، ومركز انقطاع النفس بوظيفة أقل وضوحًا. في النخاع الشوكي، تُوَلِّد الفئات التنفسية الظهرانيِّة الرغبة في الشهيق واستقبال المعلومات الحسيِّة مباشرةً من الجسم. أيضًا في النخاع، تؤثر المجموعة التنفسية البطنانية على الزفير أثناء المجهود. في الجسر يؤثر المركز المنظم لسرعة التنفس على مدة كل نفس،[105] ويبدو أن مركز انقطاع التَّنفس له تأثير على الاستنشاق. تستشعر المراكز التنفسية مباشرةً ثاني أكسيد الكربونوودرجة الحموضة في الدم. كما تستشعر المعلومات المتعلقة بالأكسجين وثاني أكسيد الكربون ومستويات الحموضة في الدم على جدران الشرايين في المستقبلات الكيميائية الطرفية للجسم الأبهري والسباتي. تنتقل هذه المعلومات عبر العصب المبهم والأعصاب اللسانية البلعومية إلى مراكز الجهاز التنفسي. يحفز ارتفاع ثاني أكسيد الكربون أو درجة الحموضة أو انخفاض الأكسجين مراكز التنفس.[105] وتتأثر الرغبة في التنفس أيضًا بمستقبلات تمدد الرئة في الرئتين والتي عند تنشيطها تمنع الرئتين من الانتفاخ المفرط عن طريق نقل المعلومات إلى المراكز التنفسية عبر العصب المبهم.[105]
يُشارك تحت المهاد في الدماغ البيني في تنظيم العديد من وظائف الجسم. منها تنظيم الغدد الصماء العصبية وتنظيم النظم اليوماوي والتحكم في الجهاز العصبي الذاتي، وكذلك تنظيم السوائل وتناول الطعام. يتحكم في النظم اليوماوي من خلال مجموعتين رئيسيتين من الخلايا في المنطقة تحت المهاد. يشمل تحت المهاد الأمامي النواة فوق التصالبة والنواة البطنية الجانبية أمام البصرية التي من خلال دورات التعبير الجيني، تولد ساعة يوماوية تقارب 24 ساعة، في اليوم اليوماويّ يتحكم النظم فوق اليومي بنمط النوم. النوم مطلب أساسي للجسم والدماغ ويسمح بإغلاق واستراحة أجهزة الجسم. وهناك أيضًا نتائج تشير إلى أن التراكم اليومي للسموم في الدماغ يُزالُ أثناء النوم. في وقت الاستيقاظ، يستهلك الدماغ خمس احتياجات الجسم الإجمالية من الطاقة. يقلل النوم بالضرورة من هذا الاستخدام ويمنح وقتًا لاستعادة الأدينوسين ثلاثي الفوسفات الموفر للطاقة. تظهر آثار الحرمان من النوم الحاجة المطلقة للنوم.
يحتوي تحت المهاد الجانبي على خلايا عصبية أوركسينر التي تتحكم في الشهيةوالتيقظ من خلال إسقاطاتها على نظام المنشط الشبكي الصاعد. يتحكم تحت المهاد في الغدة النخامية من خلال إطلاق الببتيدات مثل الأوكسيتوسينوالفاسوبريسين وكذلك الدوبامين في البارِزَة النَّاصِفَة. من خلال الإسقاط اللاإرادي، يساهم تحت المهاد في تنظيم الوظائف مثل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والتنفس والتعرق وغيرها من آليات الاتزان الداخلي. يلعب تحت المهاد أيضًا دورًا في التنظيم الحرارة، وعندما يحفزه جهاز المناعة، يكون قادرًا على توليد الحمى. يتأثر تحت المهاد بالكليتين: فعندما ينخفض ضغط الدم، يحفز الرينين الذي تفرزه الكليتان الحاجة إلى الشرب. كما ينظم تحت المهاد تناول الطعام من خلال الإشارات اللاإرادية، وإفراز الهرمونات من قبل الجهاز الهضمي.
يحتوي المُخ على تنظيم معاكس حيث يتفاعل كل نصف من الدماغ بشكل أساسي مع نصف الجسم: يتفاعل الجانب الأيسر من الدماغ مع الجانب الأيمن من الجسم، والعكسُ صحيح. السبب التَنْمَويّ لهذا الانعكاس غير مؤكد حتى الآن.[107] الوصلات الحركية من الدماغ إلى النخاع الشوكي، والوصلات الحسية من النخاع الشوكي إلى الدماغ، كلاهما تتقاطعُ في جذع الدماغ. يتبع الإدخال البصري قاعدة أكثر تعقيدًا: تلتقيّ الأعصاب البصرية القادمة من العينين معًا عند نقطة تسمى التصالب البصري، حيث تنشطر الألياف العصبية في كل عصب فيعبر نصفها إلى الجانب الآخر.[108] ونتيجةً لذلك الوصلات من النصف الأيسر لشبكيّة العين في كلتا العينين، تنتقل إلى الجانب الأيسر من الدماغ، في حين أن الوصلات من النصف الأيمن للشبكية تنتقل إلى الجانب الأيمن من الدماغ.[109] نظرًا لأن كلُّ نصف من شبكيِّة العين يستقبل الضوء القادم من النصف المقابل من المجال البصري، فإنّ النتيجة الوظيفية هي أن المدخلات البصرية من الجانب الأيسر تنتقل إلى الجانب الأيمن من الدماغ، والعكسُ صحيح.[107] وهكذا، يتلقى الجانب الأيمن من الدماغ المعلومات الحسية الجسدية من الجانب الأيسر من الجسم، والمعلومات البصرية من الجانب الأيسر من المجال البصري.[110][111]
الجانبين الأيمن والأيسر من الدماغ يبدوان متماثلان، لكنهما يعملان بشكل غير مُتماثل.[112] على سبيل المثال، نظيرة المنطقة الحركية لنصف الكرة الأيسر التي تتحكم في اليد اليمنى هي منطقة نصف الكرة الأيمن التي تتحكم في اليد اليسرى. ومع ذلك، هناك العديد من الاستثناءات الهامة التي تشمل اللغة والإدراك. الفص الأمامي الأيسر هو المُتحكم في للغة. وفي حالة أُصيبت منطقة اللغة الرئيسية في النصف المخيِّ الأيسر، يُمكن أن يتسبب في فقدان القدرة على الكلام أو الفهم،[112] في حين إذا أصيب النصف الأيمن للمخ بضررٍ معادل لا يُسبب إلا ضعفًا طفيفًا في المهارات اللغوية.
جاء جزء كبير من الفهم الحالي للتفاعلات بين نصفيِّ الكرة المخيِّة من دراسة «مرضى انشقاق الدماغ» وهم الأشخاص الذين خضعوا لعملية جراحية في الجِسْم الثفنيّ في محاولة للحد من شدة نوبات الصرع.[113] هؤلاء المرضى لا يظهرون سلوكًا غير عادي واضحًا على الفور، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يتصرفوا تقريبًا مثل شخصين مختلفين في نفس الجسم، حيث تقوم اليد اليمنى بفعلٍ ما ثم تقوم اليد اليسرى بالتراجع عنه.[113][114] هؤلاء المرضى، عندما يُعرضون لفترة وجيزة على صورة على الجانب الأيمن من نقطة التثبيت البصري، قادرون على وصفها شفهيًا، ولكن عندما تظهر الصورة على اليسار لا يمكنهم وصفُها، ولكن قد يستطعون الإشارة بيدهم اليسرى إلى طبيعة الشيء المعروضة.[114][115]
يُصبح نشاط الدماغ ممكنًا من خلال الترابط بين الخلايا العصبيّة المرتبطة ببعضها البعض للوصول إلى أهدافها.[125] يتكون العصبون من جسم الخليةوالمحور العصبيوالتّغصّنات. غالبًا ما تكون التغصنات عبارة عن فروع واسعة تتلقى المعلومات في شكل إشارات من المحاور الطرفية للخلايا العصبيِّة الأخرى. قد تتسبب الإشارات المستقبلة في قيام العصبون ببدء جهد الفعل (إشارة كهروكيميائية أو نبضة عصبية) والتي ترسل على طول المحور العصبي إلى الطرف المحوري، للاتصال مع الزوائد الشجرية أو بجسم خليّة عصبون آخر. يبدأ جهد الفعل في الجزء الأولي من المحور العصبي، الذي يحتوي على مُركَّب متخصص من البروتينات.[126] عندما يصل جهد الفعل إلى المحور العصبي الانتهائي، فإنه يحفز اطلاق الناقل العصبي عند التشابك العصبي الذي بدوره ينشر إشارة تؤثر في الخلية المستهدفة.[127] تشمل هذه الناقلات العصبية الكيميائية الدوبامينوالسيروتونينوالغاباوالغلوتاماتوالأستيل كولين.[128] غابا هو الناقل العصبي الرئيسي المثبط في الدماغ، والغلوتامات هو الناقل العصبي الرئيسي الاستثاري.[129] ترتبط الخلايا العصبية في المشابك العصبية لتشكيل مسارات عصبيةودوائر عصبيةوأنظمة شبكية معقدة وكبيرة مثل شبكة الهزاءوشبكة الوضع الافتراضي، والنشاط بينهما يكون من خلال عملية النقل العصبيِّ.
على الرغم من أن الدماغ البشري يمثل 2% فقط من وزن الجسم، إلا أنه يتلقى 15% من النتاج القلبي و20% من إجمالي استهلاك الأكسجين في الجسم و%25 من إجمالي استخدام الجلوكوز في الجسم.[137] يستخدم الدماغ الجلوكوز غالبًا للحصول على الطاقة، ويُمكن أن يؤدي الحرمان من الجلوكوز كما يحدث في حالة نقص السكر في الدم إلى فقدان الوعي.[138] لا يتغير استهلاك الطاقة في الدماغ بشكل كبير مع مرور الوقت، ولكن المناطق النشطة من القشرة تستهلك طاقة أكثر إلى حدٍ ما من المناطق غير النشطة: وتشكل هذه الحقيقة الأساس لطرق التصوير الوظيفية للدماغ مثل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيترونيوالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.[139] توفر تقنيات التصوير الوظيفية صور ثلاثية الأبعاد للنشاط الأيضي.[140] أظهرت دراسة أولية أن متطلبات الأيض في الدماغ عند البشر تبلغ ذروتها في عمر خمس سنوات تقريبًا.[141]
وظيفة النوم غير مفهومة تمامًا؛ ومع ذلك هناك أدلة على أن النوم يعزز إزالة الفضلات الأيضية من الدماغ التي قد يكون بعضها سامًا للأعصاب، من الدماغ ويمكن أن تسمح أيضًا بالإصلاح.[57][142][143] تشير الأدلة إلى أن زيادة التخلص من الفضلات الأيضية أثناء النوم تحدث عن طريق زيادة أداء الجهاز الغليمفاوي.[57] قد يكون للنوم أيضًا تأثير على الوظيفة الإدراكية من خلال إضعاف الاتصالات غير الضرورية.[144]
أبحاث
طريقة عمل الدماغ غير مفهومة بشكل كامل، والبحوث ما تزال مستمرة.[145] يدرس علماء الأعصاب مع الباحثين ذوي التخصصات المتقاربة كيفية عمل الدماغ البشري. وقد تلاشت الحدود الفاصلة بين اختصاصات علم الأعصابوطب الأعصاب وغيرها من التخصصات مثل الطب النفسي حيث تأثرت جميعها بالبحوث الأساسية في علم الأعصاب.
توسعت أبحاث علم الأعصاب بشكل كبير في العقود الأخيرة. يُعتبر أنَّ «عَقد الدماغ» وهي مبادرة اتخذتها حكومة الولايات المتحدة في التسعينيات، علامةً على الزيادة الملحوظة في هذا النوع من البحوث.[146] وتلتها في عام 2013 مبادرة براين.[147] كان مشروع الكونيكتوم البشري دراسة مدتها خمس سنوات بدأت في عام 2009 لتحليل الصلات التشريحية والوظيفية لأجزاء من الدماغ، وقدمت الكثير من البيانات.[145]
وفقًا لدراسة أمريكية نُشرت في عام 2015، فإن سعة الدماغ البشري يمكن مقارنتها بحوالي 1 بيتابايت من التخزين على الحاسوب. سيكون هذا أعلى بعشر مرات مِمِّا كان مقدرًا سابقًا.[148][149] ووفقًا للأسطورة المشهورة، بأنّ الإنسان يستخدم 10 بالمائة فقط من سعة دماغه. أظهر تصوير الدماغ وعواقب تلفه أن جميع أجزاء الدماغ قيد الاستخدام، وإن لم يكن ذلك دائمًا في وقت واحد.[150]
الطرق
تأتي المعلومات حول بنية ووظيفة الدماغ البشري من مجموعة متنوعة من الأساليب التجريبيِّة، بِما في ذلك الحيوانات والبشر. وفرت المعلومات المتعلقة برضوح الدماغ والسكتة الدماغيّة معلومات حول وظيفة بعض الأجزاء من الدماغ وتأثيرات تلف الدماغ. يستخدم التصوير العصبي لتصور الدماغ وتسجيل نشاطه. تُستخدم الفيزيولوجيا الكهربية لقياس وتسجيل ومراقبة النشاط الكهربائي للقشرة المخيِّة. قد تكون القياسات من جهد الحقل الموضعي للمناطق القشرية، أو نشاط خلية عصبية واحدة. يمكن أن يسجل تخطيط كهربائية الدماغ النشاط الكهربائي للقشرة باستخدام أقطاب كهربائية توضع بشكل غير جراحي على فروة الرأس.[151][152]
يمكن قياس الاختلافات في بنية الدماغ في بعض الاضطرابات، ولا سيما الفصاموالخرف. أعطت الأساليب البيولوجية المختلفة باستخدام التصوير مزيدًا من التبصر، على سبيل المثال في اضطرابات الاكتئاب واضطراب الوسواس القهري. المصدر الرئيسي للمعلومات حول وظيفة مناطق الدماغ هو آثار الأضرار الذي يلحق بها.[161]
وقد مكّن التقدم في التصوير العصبيّ من رؤية موضوعية في للاضطرابات النفسية، ممّا أدى إلى التشخيص أسرع وتشخيص أكثر دقة ومراقبة أفضل.[162]
المعلوماتية الحيوية هي مجال من مجالات الدراسة تشمل إنشاء وتطوير قواعد البيانات والنهوض بها، والتقنيات الحاسوبية والإحصائية التي يمكن استخدامها في دراسات الدماغ البشري، خاصةً في مجالات التعبير الجيني والبروتيني. ولّدت المعلوماتية الحيوية والدراسات في علم الجينوموعلم الجينوم الوظيفي، الحاجة إلى شرح الحمض النوويوتقنيات النسخ، وتحديد الجينات ومواقعها ووظائفها.[163][164][165] تُعتبر بطاقات الجينات قاعدة بيانات رئيسية.
اعتبارًا من عام 2017، يُنظر إلى ما يقل قليلًا عن 20000 جين مشفر للبروتين معبر عنها في الإنسان،[163] وحوالي 400 من هذه الجينات خاصة بالدماغ.[166][167] دفعت البيانات التي أعطيت حول التعبير الجيني في الدماغ إلى إجراء المزيد من البحث حول عدد من الاضطرابات. على سبيل المثال، أظهر استخدام الكحول على المدى الطويل تغيرًا في التعبير الجيني في الدماغ، وتغيرات خاصة بنوع الخلية التي قد ترتبط باضطراب تعاطي الكحول.[168] لوحظت هذه التغيرات في الترانسكربيتومالتشابكي في قشرة الفص الجبهي، ويُنظر إليها على أنها عامل يسبب الدافع إلى الاعتماد على الكحول، وكذلك لتعاطي المخدرات الأخرى.[169]
كما أظهرت دراسات أخرى ذات صلة أدلة على حدوث تغيرات في التشابك العصبي وفقدانه عند شيخوخة الدماغ. التغيرات في التعبير الجيني تغير مستويات البروتينات في السبُل العصبية المختلفة وقد ثبت أن هذا واضح في ضعف أو فقدان الاتصال التشابكي. قد لوحظ أن هذا الخلل الوظيفي يؤثر على العديد من هياكل الدماغ وله تأثير ملحوظ على الخلايا العصبية المثبطة مما يؤدي إلى انخفاض مستوى النقل العصبي وما يتبع ذلك من تدهور معرفي وأمراض.[170][171]
يُمكن أن تكون أورام الدماغ إما حميدة أو سرطانية. مُعظم الأورام الخبيثة تُنشأ من جزء آخر من الجسم، وأكثرها شيوعًا من الرئة والثدي والجلد.[176] يمكن أن تحدث سرطانات أنسجة الدماغ أيضًا، وتنشأ من أي نسيج داخل الدماغ وحوله. يُعتبر الورم السحائي وهو سرطان السحايا حول الدماغ أكثر شيوعًا من سرطانات أنسجة الدماغ.[176] قد تُسبب السرطانات داخل الدماغ أعراضًا مُرتبطة بحجمها أو موضعها، مع أعراض تشمل الصداع والغثيان، أو التطور التدريجي للأعراض البؤرية مثل الصعوبة التدريجية في الرؤية أو البلع أو التحدث أو تغير المزاج.[176] تُشخّص السرطانات بشكلٍ عام من خلال استخدام الأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي. يمكن استخدام مجموعة متنوعة من الاختبارات الأخرى بما في ذلك اختبارات الدم والخزعة القطنية للتحقيق في سبب السرطان وتقييم نوعه ومرحلة الإصابة به.[176] غالبًا ما يُعطى ديكساميثازونالكورتيكوستيرويد لتقليل تورم أنسجة الدماغ حول الورم. يمكن النظر في إجراء الجراحة، ولكن نظرًا للطبيعة المعقدة للعديد من الأورام أو على أساس مرحلة أو نوعية الورم، يمكن اعتبار العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي أكثر مُلاَءمة.[176]
يُعتقد أن نوبات الصرع مُرتبطة بنشاط كهربائي غير طبيعي.[179] يُمكن أن يظهر نشاط النوبة في صورة غياب للوعي أو تأثيرات بؤرية مثل حركة الأطراف أو معوقات الكلام أو تكون معمّمة بطبيعتها.[179] يشير مرض الصرع إلى نوبة أو سلسلة من النوبات التي تستمر إلى 5 دقائق.[180] النوبات لها عدد كبير من الأسباب، على الرغم من أنّ العديد من النوبات تحدث دون العثور على سبب مُحدد. في الشخص المصاب بالصرع، قد تشمل عوامل الخطر المزيد من النوبات الأرق وتناول المخدرات والكحول والتوتر. يمكن تقييم النوبات باستخدام اختبارات الدم، وتخطيط الدماغ وتقنيات التصوير الطبي المختلفة استنادًا إلى التاريخ الطبي ونتائج الفحص الطبي.[179] بالإضافة إلى مُعالجة السبب الأساسي وتقليل التعرض لعوامل الخطر، كما قد تلعب الأدوية المضادة للاختلاج دورًا في منع حدوث نوبات أخرى.[179]
السكتة الدماغية هي انخفاض في إمدادات الدم إلى منطقة من الدماغ مما يتسبب في موت الخلايا وإصابات الدماغ. وهذا يمكن أن يؤدي إلى مجموعة واسعة من الأعراض، بما في ذلك أعراض سريعة مثل تدلي الوجه وضعف الذراع وصعوبات في الكلام (بما في ذلك التحدث واجاد الكلمات أو تشكيل الجمل).[188] ترتبط الأعراض بوظيفة المنطقة المصابة في الدماغ ويمكن أن تشير إلى الموقع والسبب المحتمل للسكتة الدماغية. ترتبط صعوبات الحركة أو الكلام أو الرؤية عادةً بالمخ، في حين أن عدم التوازن والرؤية المزدوجة والدوار والأعراض التي تؤثر على أكثر من جانب من الجسم ترتبط عادةً بجذع الدماغ أو المخيخ.[189]
تحدثُ معظم السكتات الدماغية نتيجة لفقدان إمدادات الدم، عادةً بسبب الانسداد أو تمزق اللويحات الدهنية التي تسبب الجلطة، أو تضيق الشرايين الصغيرة. يُمكن أن تنتج السكتات الدماغية أيضًا بسبب نزيف داخل الدماغ.[190]نوبات نقص التروية العابرة (TIAs) هي سكتات دماغية تختفي فيها الأعراض في غضون 24 ساعة.[190] يشمل فحص السكتة الدماغية إجراء فحص طبي (بما في ذلك الفحص العصبي) وأخذ التاريخ الطبي، مع التركيز على مدة الأعراض وعوامل الخطر (بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والرجفان الأذيني والتدخين).[191][192] يلزم إجراء المزيد من الفحوصات على المرضى الأصغر سنًا.[191] يمكن إجراء تخطيط كهربية القلبوالقياس الطبي عن بعد لتحديد الرجفان الأذيني. يمكن للموجات فوق الصوتية أن تحقق في تضيق الشرايين السباتية. ويمكن استخدام مخطط صدى القلب للبحث عن الجلطات داخل القلب، وأمراض صمامات القلب أو وجود الثقبة البيضوية السالكة.[191] تُجرى اختبارات الدم بشكل روتيني كجزء من الفحص بما في ذلك اختبارات السكري والدهون.[191]
بعد التعرض للسكتة الدماغية يُمكن إدخال الشخص إلى وحدة السكتة الدماغية، ويمكن توجيه العلاجات من أجل الوقاية من السكتات الدماغية في المستقبل، بما في ذلك مضادات التخثر المستمرة (مثل الأسبرين أو كلوبيدوجريل) والأدوية الخافضة لضغط الدموالأدوية التي تخفض الدهون.[193] يقوم فريق متعدد التخصصات يضم أخصائيي أمراض النطق وأخصائيي العلاج الطبيعي والمعالجين المهنيين وعلماء النفس بدور كبير في دعم الشخاص المصاب بالسكتة الدماغية وإعادة تأهيله.[196][191] يزيد تاريخ الإصابة بالسكتة الدماغية من خطر الإصابة بالخرف بنحو 70%، وتزيد السكتة الدماغية الحديثة من خطر الإصابة بالخرف بحوالي 120%.[197]
يُشير الموت الدماغي إلى فقدان كلي لا رجعة فيه لوظائف الدماغ.[198][199] وتتميز هذه الحالة بالغيبوبةوفقدان ردود الفعلوانقطاع التنفس،[198] لكنّ إعلان وفاة الدماغ يختلف جغرافيًا وغير مقبول دائمًا.[199] في بعض البلدان هناك أيضًا متلازمة محددة لموت جذع الدماغ.[200] إعلان الموت الدماغي يمكن أن يكون له آثار عميقة حيث أن الإعلان بموجب مبدأ عدم الجدوى الطبية سيرتبط بسحب أجهزة دعم الحياة،[201] ولأن المصابين بموت الدماغ غالبًا ما يكون لديهم أعضاء مناسبة للتبرع بها.[199][202] غالبًا ما تكون العملية أكثر صعوبة بسبب ضعف التواصل مع أسر المرضى.[203]
عندما يُشتبه في موت الدماغ، يجب استبعاد التشخيص التفريقي القابل للعكس مثل الكبت المعرفي الناجم عن اضطراب كهرلي، والكبت المعرفي العصبي والكبت العصبي المتعلق بالعقاقير.[198][201] اختبار ردود الفعل[ب] يمكن أن يساعد في اتخاذ القرار، وكذلك غياب الاستجابة والتنفس.[201] قد تلعب الملاحظات السريرية بما فيها عدم التجاوب التام والتشخيص المعروف وأدلة التصويرية العصبية، دورًا في قرار إعلان موت الدماغ.[198][204]
الفرق بين دماغ المرأة والرجل
تختلف أدمغة الرجال والنساء اختلافًا طفيفًا بحيث يمثل الجنس حوالي 1% من التباين في البنيات أو التجانب،[205] لكن أهمية هذه الاختلافات لم تُفهم بعد بشكل صحيح. أكبر فرق بنيوي بين دماغ الرجل والمرأة هو الحجم. يكون دماغ الرجال أكبر (بمتوسط 1260 سم3 عند الرجال مقابل 1130 سم3 عند النساء) لكن القشرة المخية عند النساء أكثر سمكًا،[206][207] وأثقل من دماغ النساء بنسبة 10 إلى 15%. وهذه الحقيقة العلمية «قادت العديد من العلماء في القرن التاسع عشر لإنشاء صلة بين حجم ووزن الدماغ من جهة والذكاء من جهةٍ أخرى».[208][209]
لكن هذا الاختلاف في حجم الدماغ لا يرافقها أي اختلافات في الذكاء كما أنها قُيمت بواسطة المقياس العام لمعدل الذكاء.[210]
وتشير الأدبيات العلمية إلى «اختلافات في البنية وأيضًا في الوظيفة».[211] "أن هناك العديد من أنماط التنشيط المختلفة التي تعتمد على الجنس في مهام مختلفة مثل الدوران الذهني[الإنجليزية] والمعالجة اللفظية وفهم المصطلحات وإلى ما ذلك. غير أن هذه النتائج تختلف أو متباينة من دراسة إلى أخرى ولا يوجد توازي صارم بين الاختلافات في التنشيط والاختلافات في الأداء".[212] في حين أن الاختلافات التشريحية (خاصةً في اللوزةوقرن آمونوالمستوى الصدغيوالفص الجزيري)[213][214] والاختلافات وصولًا إلى المستوى الخلوي والجزيئي موثقة بشكلٍ جيد، تعقيد التفاعلات الوظيفية تجعل من الصعب ربط الاختلافات التشريحية مع الاختلافات المعرفية.[8]
وفقًا لدراسة أجريت عام 2014، فإن أدمغة الذكور تمتلك اتصال داخلي أكثر بنصفي الكرة المخية، في حين أن أدمغة الإناث لديها اتصال أفضل بين نصفي الكرة المخيِّة.[215]
المجتمع والثقافة
الأنثربولوجيا العصبية هي دراسة العلاقة بين الثقافة والدماغ.بحيث تستكشف كيف يُنشئ الدماغ الثقافة، وكيف تؤثر الثقافة على نمو الدماغ.[216] يجرى البحث في الاختلافات الثقافية وعلاقتها بنمو الدماغ وبنيته في مجالات مختلفة.[217]
تدرس فلسفة العقل قضايا مثل فهم الوعيومسألة العقل والجسم. تُعتبر العلاقة بين الدماغ والعقل تحديًا كبيرًا من الناحية الفلسفيّة والعلميّة. ويرجع ذلك إلى صعوبة شرح كيفية تنفيذ الأنشطة العقلية، مثل الأفكار والعواطف عن طريق الهياكل المادية مثل الخلايا العصبية والمشابك العصبية، أو عن طريق أي نوع آخر من الآليات الفيزيائية. وقد عبر غوتفريد لايبنتس عن هذه الصعوبة في التشبيه المعروف باسم فجوة لايبنتز:
”
يجب على المرء أن يعترف بأن الإدراك وما يعتمد عليه لا يمكن تفسيره على المبادئ الميكانيكية، أي بالأشكال والحركات. عندما نتخيل أن هناك آلة سيمكَّنها بِناؤها من التفكير والشعور والإدراك، يمكن للمرء أن يتصور أنّها مُتضخمة مع الاحتفاظ بنفس الأبعاد، بحيث يمكن للمرء أن يدخل فيها، تمامًا مثل طاحونة الهواء. لنفترض هذا، ينبغي للمرء عند زيارته المكان أن يجد فقط أجزاء تدفع بعضها البعض، ولا يوجد أي شيء ملموس يمكن تفسير المشاعر من خلاله.
الشك في إمكانية وجود تفسير ميكانيكي للفكر دفع رينيه ديكارت، ومعظم الفلاسفة الآخرين معه إلى الازدواجية: الاعتقاد بأن العقل مستقل إلى حدٍ ما عن الدماغ.[219] ومع ذلك، هناك دائمًا حجة قوية في الاتجاه المعاكس. هناك دليل تجريبي واضح على أن التحكُّم الجسدي بالدماغ أو إصاباته (على سبيل المثال عن طريق الأدوية أو عن طريق الإصابات المُتَتَالِيَة) يمكن أن تؤثر على العقل بطرق فعالة ووثيقة.[220][221] في القرن التاسع عشر، أقنعت حالة فينس غيج وهو عامل سكِّة حديدية أُصيب بقضيبٍ حديديٍّ ضخم مرَّ عبر دماغه، كُلَّ الباحثين وعامَّة الناس أنّ الوظائف المعرفية تتموضع في الدماغ.[222] اتّباعًا لهذا النمط من التفكير أدت مجموعة كبيرة من الأدلة التجريبية إلى وجود علاقة وثيقة بين نشاط الدماغ والنشاط العقلي مما دفع معظم علماء الأعصاب والفلاسفة المعاصرين لتحوُّل إلى الماديَّة، معتقدين أن الظواهر العقلية هي في نهاية نتيجة لظواهر الفيزيائية أو يمكن اختزالها إليها.[223]
حجم الدماغ
حجم الدماغ وذكاء الإنسان لا يرتبطان ارتباطًا وثيقًا.[224] تشير الدراسات إلى وجود ترابطات صغيرة إلى مُعتدلة (يتراوح متوسطها بين 0.3 و0.4) بين حجم الدماغ ومعدل الذكاء.[225] تُلاحظ الارتباطات الأكثر اتساقًا داخل الفصوص الجبهيّة والصُدغِيّة والجداريّة والحُصيّن والمخيخ، لكنها لا تمثل سوى نسبة صغيرة نسبيًا من التباين في معدل الذكاء، والتي لديها في حد ذاتها علاقة جزئية فقط بالذكاء العام والأداء في العالم الواقعي.[226][227]
الحيوانات الأخرى، بما في ذلك الحيتان والفيلة لديها أدمغة أكبر من البشر. ومع ذلك، عندما يؤخذ في الاعتبار نسبة كتلة الدماغ إلى الجسم، يكون الدماغ الإنسان تقريبًا ضعف حجم الدلفين قاروري الأنف، وثلاثة أضعاف حجم دماغ الشمبانزي. ومع ذلك، فإن الحجم الكبير لا يدل في حد ذاته على الذكاء: الحيوانات الصغيرة جدًا نسبة كتلة أدمغتها عالية مقارنةً بأجسامها الصغيرة ولدى زبابيات الشجر أكبر كتلة دماغ بالنسبة للجسم من أي حيوان ثديي آخر.[228]
في الثقافة الشعبية
كانت الأفكار السابقة حول الأهمية النسبية لمختلف أعضاء جسم الإنسان[الإنجليزية] تؤكد أحيانًا على أهمية القلب.[229] بالمقابل، تركِّز المفاهيم الشائعة الحديثة في الغرب تركيزًا متزايدًا على أهمية الدماغ.[230]
دحضت البحوث بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة عن الدماغ. من ضمنها الأساطير القديمة وحتى الحديثة، يعتقد أن الخلايا العصبية لا تتغير بعد سن الثانية. وأن الإنسان يستخدم عشرة في المئة من قدرات دماغه فقط لكن الأبحاث والدراسات أثبتت أن هذا غير صحيح.[231] وقد بالغت الثقافة الشعبية أيضًا في تبسيط تفارق وظائف الدماغ، مشيرةً إلى أن الوظائف محددة لأحد جانبي الدماغ أو لآخر. صاغ آكيو موري مصطلح لعبة الدماغ من خلال نظرية غير مدعومة بمصادر موثوقة بأنَّ قضاء فترات طويلة في لعب ألعاب الفيديو يُضر بالمنطقة الأمامية للمخ، ويضعف القدر على التعبير عن العواطف وكذلك الإبداع.[232]
تاريخيًا، وخصوصًا في أوائل القرن التاسع عشر برز الدماغ في الثقافة الشعبيّة من خلال علم فراسة الدماغ، وهو علم زائف ينسب السمات الشخصية لمناطق مختلفة من القشرة. ما تزال القشرة مهمة في الثقافة الشعبية حيث تغطيها الكتب والهجاء.[233][234]
يتميز الدماغ البشري في الخيال العلمي بالمواضيع مثل زرع الدماغ والإنسان المسير آليًا (الكائنات ذات الميزات مثل الأدمغة الاصطناعية جزئيًا).[235] يحكي كتاب الخيال العلمي الصادر عام 1942 (والذي أقتُبس منه ثلاثة مرات في السينما) دماغ دونوفان قصة دماغ معزول بقي على قيد الحياة في المختبر، وسيطر تدريجيًا على شخصية بطل الرواية.[236]
تحتوي بردية إدوين سميث وهي أطروحة طبية مصرية قديمة كُتبت في القرن السابع عشر قبل الميلاد، على أقدم مرجع مسجل للدماغ. التصوير الهيروغليفي للدماغ والذي وجد ثماني مرات في البردية، يصف أعراض وتشخيص إصابتين رضيتين في الرأس وتوقعات سير المرض. تذكر البردية السطح الخارجيّ للدماغ، وآثار الإصابة (بما في ذلك النوبات والحبسة)، والسحايا والسائل النخاعي.[237][238]
في القرن الخامس قبل الميلاد، كان ألكمايون الكروتوني في ماجنا غراسيا اعتبر الدماغ في البداية مقرًّا للعقل.[238] أيضًا في القرن الخامس قبل الميلاد في أثينا، اعتقد المؤلف المجهول لكتاب مولد المرض المقدس، وهي أطروحة طبية تُشكل جزءًا من كوربوس أبقراط والتي تُنسب إلى أبقراط أن الدماغ هو مقر الذكاء. اعتقد أرسطو في بيولوجيته في البداية أن القلب هو مقر الذكاء، ورأى الدماغ كآلية لتبريد الدم. وقد استنتج أن البشر أكثر عقلانية من الوحوش لأن لديهم دماغ أكبر لتبريد دمهم الحار.[239] وصف أرسطو السحايا وميّز بين المخ والمخيخ.[240]
ميّز هيروفيلوس الخلقيدوني في القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد بين المخ والمخيخ، وقدم أول وصف واضح للبطيِّنين. وكذلك قام إيراسيستراتوس مِن جزيرة كيا بإجراء تجارب على العقول الحية. أصبحت أعمالهم في الغالب مفقودة الآن، ومن المعروف أن إنجازاتهم ترجع في معظمها إلى مصادر ثانوية. كان لابد من إعادة اكتشاف بعض اكتشافاتهم بعد ألف عام من وفاتهم.[238] قام طبيب التشريح جالينوس في القرن الثاني الميلادي، في عهد الإمبراطورية الرومانية، بتشريح أدمغة الأغنام والقرود والكلاب والخنازير. واستنتج أنه بما أن المخيخ أكثر كثافة من الدماغ، فإنه يجب أن يتحكم في العضلات، في حين أن المخ لينًا، يجب أن يكون المكان الذي تُعالج فيه الحواس. افترض جالينوس كذلك أن الدماغ يعمل عن طريق حركة الأرواح الحيوانية من خلال البطينين.[238][239]
عصر النهضة
في عام 1316، بدأت أناثوميا موندينو دي لوتزي دراسة حديثة لتشريح الدماغ.[241] اكتشف نيكولو ماسا في عام 1536 أن البطينين مليئان بالسوائل.[242] كان ارخانجيلو بيكولوميني[الإنجليزية] من روما أول مَن ميّز بين المخ والقشرة المخيِّة.[243] وفي سنة 1543 نشر أندرياس فيساليوس كتابه المكون من سبعة مجلدات بنية جسم الإنسان.[243][244][245] غطى المُجلد السابع الدماغ والعينين مع صور مفصَّلة للبطينين، والأعصاب القحفية والغدة النخامية والسحيا وهياكل العين وإمدادات الأوعية الدموية إلى الدماغ والحبل الشوكي وصورة للأعصاب المحيطية.[246] رفض فيزاليوس الاعتقاد الشائع بأن البطينين هما المسؤولان عن وظائف الدماغ، محتجًا بأن العديد من الحيوانات لديها نظام بطين مماثل للبشر، ولكن ليس لديها ذكاء حقيقي.[243]
اقترح رينيه ديكارت نظرية الثنائية لمعالجة مسألة علاقة الدماغ بالعقل. وأشار إلى أن الغدة الصنوبرية هي المكان الذي يتفاعل فيه العقل مع الجسم، لتكون بمثابة مقر للروح وكحلقة اتصال تنتقل من خلالها الأرواح الحيوانية من الدم إلى الدماغ.[242] من المحتمل أن تكون هذه الثنائية بمثابة حافز لعلماء التشريح اللاحقين لمواصلة استكشاف العلاقة بين الجوانب التشريحية والوظيفية لتشريح الدماغ.[247]
يُعتبر توماس ويليس رائدًا ثانيًا في دراسة علم الأعصاب وعلوم الدماغ. كتب تشريح المخّ (باللاتينية: Anatomy of the brain)[ج] في عام 1664، يليه علم الأمراض المخيِّة في 1667. وصف في هذا الكتاب هيكل المخيخ والبطينين ونصفيّ الكرة المخية وجذع الدماغ والأعصاب القحفية حيث درس إمداده بالدم. والوظائف المقترحة المرتبطة بمناطق مختلفة من الدماغ.[243] سُميت دائرة ويليس بعد بحوثه في إمدادات الدم للدماغ، وكان أول من استخدم كلمة «علم الأعصاب».[248] أزال ويليس الدماغ من الجسم عند فحصه، ورفض الرأي الشائع بأن القشرة تتكون فقط من الأوعية الدموية، والرأي السائد خلال الألفيتين الأخيرتين بأنَّ القشرة كانت مُهمة بالمصادفة فقط.[243]
في منتصف القرن التاسع عشر، تمكن إيميل دوبوا ريموندوهرمان فون هلمهولتز من استخدام الجلفانومتر لإثبات أن النبضات الكهربائية تمر بسرعات قابلة للقياس على طول الأعصاب، ممّا يُدحض وجهة نظر معلمهم يوهانس بيتر مولر بأن النبضات العصبية وظيفة حيوية لا يُمكن قياسها.[249] عرض ريتشارد كاتون سنة 1875 نبضات كهربائية في نصفي الكرة المخيّة للأرانب والقرود.[250] في عشرينيات القرن التاسع عشر، ابتكر جان بيير فلورنز الطريقة التجريبية لإتلاف أجزاء معينة من أدمغة الحيوانات واصفًا التأثيرات على الحركة والسلوك.[251]
أصبحت دراسات الدماغ أكثر تطورًا مع استخدام المجهر وتطوير تقنيةالصبغ بالفضة بواسطة كاميلو جولجي خلال ثمانينيات القرن التاسع عشر. هذه التقنية قادرة على إظهار الهياكل المعقدة للخلايا العصبيِّة الفردية.[252] وقد استخدمها سانتياغو رامون إي كاجال وأدى ذلك إلى تشكيل مذهب العصبون، التي كانت فرضية ثورية آنذاك مفادها أن الخلايا العصبية هي الوحدة الوظيفية للدماغ. استخدم الفحص المجهري للكشف عن العديد من أنواع الخلايا، واقترح وظائف للخلايا التي رآها.[252] لهذا السبب، يُعتبر جولجي وكاجال مؤسسي علم الأعصاب في القرن العشرين، حيث تقاسما جائزة نوبل في عام 1906 عن دراساتهما واكتشافاتهما في هذا المجال.[252]
نشر تشارلز شرينغتون عمله المؤثر عام 1906 «العمل التكاملي للجهاز العصبي» الذي يفحص وظيفة ردود الفعل، والنموّ التطوري للجهاز العصبي والتخصص الوظيفي للدماغ، والتخطيط والوظيفة الخلوية للجهاز العصبي المركزي.[253] أسس جون فاركوهار فولتون مجلة الفيزيولوجيا العصبية ونشر أول كتاب مدرسي شامل عن فيزيولوجيا الجهاز العصبي في عام 1938.[254] بدأ الاعتراف بعلم الأعصاب خلال القرن العشرين باعتباره تخصص أكاديمي موحد ومختلف، حيث لعب ديفيد ريوشوفرانسيس أو. شميتوستيفن كوفلر أدوارً مهمة في تأسيس هذا المجال.[255] بدأ ريوش دمج البحوث التشريحيِّة والفسيولوجيِّة الأساسية مع الطب النفسي السريري في معهد والتر ريد العسكري للبحوث ابتداءً من الخمسينيات.[256] وخلال نفس الفترة، أنشأ شميت برنامج بحوث علم الأعصاب وهي منظمة دولية وجامعة، تجمع بين علم الأحياء والطب والعلوم النفسية والسلوكية. نشأت كلمة علم الأعصاب نفسها من هذا البرنامج.[257]
ربط بول بروكا كل منطقة من الدماغ بوظيقة مُحددة، وخاصةً اللغة في باحة بروكا، بعد العمل على مرضى تلف الدماغ.[258] وصف جون هيولينجز جاكسون وظيفة القشرة الحركية من خلال مراقبة تطور نوبات الصرع عبر الجسم. وصف كارل فيرنيك المنطقة المرتبطة بفهم اللغة وإنتاجها. قام كوربينيان برودمان بتقسيم مناطق الدماغ بناءً على مظهر الخلايا.[258] بحلول عام 1950، حدَّد شيرنغتون وبابيز وماكلين العديد من وظائف جذع الدماغ والجهاز الحوفي.[259][260][261] نُسِبَت قدرة الدماغ على إعادة التنظيم والتّغير مع تقدم العمر، وفترة النمو الحرجة المعترَف بها إلى المرونة العصبية، التي كانت رائدتها مارغريت كينارد التي أجرت التجارب على القرود خلال الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي.[262]
يُعرف هارفي كوشينغ (1869-1939) بأنه أول جراح دماغ ماهر في العالم.[263] في عام 1937، بدأ والتر داندي ممارسة جراحة الأعصاب الوعائية من خلال إجراء أول عملية جراحية لتمدد الأوعية الدموية داخل الجمجمة.[264]
يمتلك الدماغ البشريّ العديد من الخصائص المشتركة بينه وبين جميع أدمغة الفقاريات.[265] والعديد من خصائصه مُشتركة بين جميع أدمغة الثدييات، [266] أبرزها القشرة المُخيِّة ذات الست طبقات ومجموعة من البنى المرتبطة بها[267]، بما فيها الحُصين واللوزة.[268] تكون القشرة المخية أكبر نسبيًا عند الإنسان منها عند العديد من الثدييات الأخرى.[269] القشرة المخية والأجزاء الحسية والحركية لدى الإنسان مرتبطة بشكل أكبر من الثدييات الصغيرة مثل الجرذ والقط.[270]
لدماغ الإنسان، بصفته دماغًا من الرئيسيات قشرة مخية أكبر بكثير بالنسبة إلى حجم الجسم، من معظم الثدييات
[268]، ونظام بصري متطور للغاية.[271][272]
بصفته دماغًا بشريًا، يتضخم دماغ الإنسان بشكل كبير حتى بالمقارنة مع دماغ القرد العادي. تميز تسلسل تطور الإنسان من أسترالوبيثكس (قبل أربعة ملايين سنة) إلى الإنسان العاقل (الإنسان الحديث) بزيادة مطردة في حجم الدماغ.[273][274] مع زيادة حجم الدماغ، أدى هذا إلى تغيير حجم وشكل الجمجمة،[275] من حوالي 600 سنتمتر مكعب في الإنسان الماهر إلى نحو 1520 سنتيمتر مكعب في الإنسان البدائي.[276] تساعد الاختلافات في الحمض النوويوالتعبير الجيني والتفاعلات بين الجينات والبيئة في تفسير الاختلافات بين وظيفة دماغ الإنسان والرئيسيات الأخرى.[204]
تحسين وظائف المخ والتكنولوجيا
في الفترة الأخيرة ومع تطور التكنولوجيا اتجه عدد كبير من علماء علم النفس المعرفي والمخ والأعصاب لتطويع التكنولوجيا لتحسين وظائف المخ، وذلك عن طريق ابتكار تطبيقات للهواتف المحمولة لتحسين القدرات العقلية والذهنية. أثبتت الأبحاث أن بعض من هذه التطبيقات تستطيع تحسين الذاكرة بشكل ملحوظ كما أن بعض هذه التطبيقات تستطيع إطالة فترة التركيز، استخدم بعض العلماء جهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي كي يتسنى لهم معرفة إذا كانت التغييرات طالت الشكل التشريحي للمخ وهذا قد يكون بدوره دليلًا قويًا على كفاءة وتأثير هذه التطبيقات.[277][278]
^Toga, Arthur W.; B.S., M.S., Ph.D. (2006). "Brain". MSN Encarta. Microsoft Encarta Online Encyclopedia. مؤرشف من الأصل في 2009-10-28. اطلع عليه بتاريخ 2006-12-21.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Arsava، E. Y.؛ Arsava، E. M.؛ Oguz، K. K.؛ Topcuoglu، M. A. (2019). "Occipital petalia as a predictive imaging sign for transverse sinus dominance". Neurological Research. ج. 41 ع. 4: 306–311. DOI:10.1080/01616412.2018.1560643. PMID:30601110. S2CID:58546404.
^Netter، F. (2014). Atlas of Human Anatomy Including Student Consult Interactive Ancillaries and Guides (ط. 6th). Philadelphia, Penn.: W B Saunders Co. ص. 114. ISBN:978-1-4557-0418-7.
^ ابAzevedo، F.؛ وآخرون (10 أبريل 2009). "Equal numbers of neuronal and nonneuronal cells make the human brain an isometrically scaled-up primate brain". The Journal of Comparative Neurology. ج. 513 ع. 5: 532–541. DOI:10.1002/cne.21974. PMID:19226510. S2CID:5200449. despite the widespread quotes that the human brain contains 100 billion neurons and ten times more glial cells, the absolute number of neurons and glial cells in the human brain remains unknown. Here we determine these numbers by using the isotropic fractionator and compare them with the expected values for a human-sized primate. We find that the adult male human brain contains on average 86.1 ± 8.1 billion NeuN-positive cells ("neurons") and 84.6 ± 9.8 billion NeuN-negative ("nonneuronal") cells.
^ ابجBacyinski A، Xu M، Wang W، Hu J (نوفمبر 2017). "The Paravascular Pathway for Brain Waste Clearance: Current Understanding, Significance and Controversy". Frontiers in Neuroanatomy. ج. 11: 101. DOI:10.3389/fnana.2017.00101. PMC:5681909. PMID:29163074. The paravascular pathway, also known as the "glymphatic" pathway, is a recently described system for waste clearance in the brain. According to this model, cerebrospinal fluid (CSF) enters the paravascular spaces surrounding penetrating arteries of the brain, mixes with interstitial fluid (ISF) and solutes in the parenchyma, and exits along paravascular spaces of draining veins. ... In addition to Aβ clearance, the glymphatic system may be involved in the removal of other interstitial solutes and metabolites. By measuring the lactate concentration in the brains and cervical lymph nodes of awake and sleeping mice, Lundgaard et al. (2017) demonstrated that lactate can exit the CNS via the paravascular pathway. Their analysis took advantage of the substantiated hypothesis that glymphatic function is promoted during sleep (Xie et al., 2013; Lee et al., 2015; Liu et al., 2017).{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
^Phan، KL؛ Wager، Tor؛ Taylor، SF.؛ Liberzon، l (1 يونيو 2002). "Functional Neuroanatomy of Emotion: A Meta-Analysis of Emotion Activation Studies in PET and fMRI". NeuroImage. ج. 16 ع. 2: 331–348. DOI:10.1006/nimg.2002.1087. PMID:12030820. S2CID:7150871.
^Malenka، RC؛ Nestler، EJ؛ Hyman، SE (2009). "Preface". في Sydor، A؛ Brown، RY (المحررون). Molecular Neuropharmacology: A Foundation for Clinical Neuroscience (ط. 2nd). New York: McGraw-Hill Medical. ص. xiii. ISBN:9780071481274.
^ ابجدMalenka RC، Nestler EJ، Hyman SE، Holtzman DM (2015). "Chapter 14: Higher Cognitive Function and Behavioral Control". Molecular Neuropharmacology: A Foundation for Clinical Neuroscience (ط. 3rd). New York: McGraw-Hill Medical. ISBN:9780071827706.
^ ابMalenka RC، Nestler EJ، Hyman SE، Holtzman DM (2015). "Chapter 6: Widely Projecting Systems: Monoamines, Acetylcholine, and Orexin". Molecular Neuropharmacology: A Foundation for Clinical Neuroscience (ط. 3rd). New York: McGraw-Hill Medical. ISBN:9780071827706.
^ ابMalenka RC، Nestler EJ، Hyman SE، Holtzman DM (2015). "Chapter 14: Higher Cognitive Function and Behavioral Control". Molecular Neuropharmacology: A Foundation for Clinical Neuroscience (ط. 3rd). New York: McGraw-Hill Medical. ISBN:9780071827706. In conditions in which prepotent responses tend to dominate behavior, such as in drug addiction, where drug cues can elicit drug seeking (Chapter 16), or in attention deficit hyperactivity disorder (ADHD; described below), significant negative consequences can result. ... ADHD can be conceptualized as a disorder of executive function; specifically, ADHD is characterized by reduced ability to exert and maintain cognitive control of behavior. Compared with healthy individuals, those with ADHD have diminished ability to suppress inappropriate prepotent responses to stimuli (impaired response inhibition) and diminished ability to inhibit responses to irrelevant stimuli (impaired interference suppression). ... Functional neuroimaging in humans demonstrates activation of the prefrontal cortex and caudate nucleus (part of the dorsal striatum) in tasks that demand inhibitory control of behavior. ... Early results with structural MRI show a thinner cerebral cortex, across much of the cerebrum, in ADHD subjects compared with age-matched controls, including areas of [the] prefrontal cortex involved in working memory and attention.
^ ابWasserman DH (يناير 2009). "Four grams of glucose". American Journal of Physiology. Endocrinology and Metabolism. ج. 296 ع. 1: E11–21. DOI:10.1152/ajpendo.90563.2008. PMC:2636990. PMID:18840763. Four grams of glucose circulates in the blood of a person weighing 70 kg. This glucose is critical for normal function in many cell types. In accordance with the importance of these 4 g of glucose, a sophisticated control system is in place to maintain blood glucose constant. Our focus has been on the mechanisms by which the flux of glucose from liver to blood and from blood to skeletal muscle is regulated. ... The brain consumes ∼60% of the blood glucose used in the sedentary, fasted person. ... The amount of glucose in the blood is preserved at the expense of glycogen reservoirs (Fig. 2). In postabsorptive humans, there are ∼100 g of glycogen in the liver and ∼400 g of glycogen in muscle. Carbohydrate oxidation by the working muscle can go up by ∼10-fold with exercise, and yet after 1 h, blood glucose is maintained at ∼4 g. ... It is now well established that both insulin and exercise cause translocation of GLUT4 to the plasma membrane. Except for the fundamental process of GLUT4 translocation, [muscle glucose uptake (MGU)] is controlled differently with exercise and insulin. Contraction-stimulated intracellular signaling (52, 80) and MGU (34, 75, 77, 88, 91, 98) are insulin independent. Moreover, the fate of glucose extracted from the blood is different in response to exercise and insulin (91, 105). For these reasons, barriers to glucose flux from blood to muscle must be defined independently for these two controllers of MGU.
^Tsuji, A. (2005). "Small molecular drug transfer across the blood-brain barrier via carrier-mediated transport systems". NeuroRx. ج. 2 ع. 1: 54–62. DOI:10.1602/neurorx.2.1.54. PMC:539320. PMID:15717057. Uptake of valproic acid was reduced in the presence of medium-chain fatty acids such as hexanoate, octanoate, and decanoate, but not propionate or butyrate, indicating that valproic acid is taken up into the brain via a transport system for medium-chain fatty acids, not short-chain fatty acids. ... Based on these reports, valproic acid is thought to be transported bidirectionally between blood and brain across the BBB via two distinct mechanisms, monocarboxylic acid-sensitive and medium-chain fatty acid-sensitive transporters, for efflux and uptake, respectively.
^Vijay، N.؛ Morris، M.E. (2014). "Role of monocarboxylate transporters in drug delivery to the brain". Curr. Pharm. Des. ج. 20 ع. 10: 1487–98. DOI:10.2174/13816128113199990462. PMC:4084603. PMID:23789956. Monocarboxylate transporters (MCTs) are known to mediate the transport of short chain monocarboxylates such as lactate, pyruvate and butyrate. ... MCT1 and MCT4 have also been associated with the transport of short chain fatty acids such as acetate and formate which are then metabolized in the astrocytes [78].
^"نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2021-04-15. اطلع عليه بتاريخ 2021-04-18.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^David Mikkelson (25.7.2014). "The Ten-Percent Myth". Snopes.com. مؤرشف من الأصل في 20 نوفمبر 2021. اطلع عليه بتاريخ 7.8.2016. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= و|تاريخ= (مساعدة)
^Towle، V.L.؛ وآخرون (يناير 1993). "The spatial location of EEG electrodes: locating the best-fitting sphere relative to cortical anatomy". Electroencephalography and Clinical Neurophysiology. ج. 86 ع. 1: 1–6. DOI:10.1016/0013-4694(93)90061-y. PMID:7678386.
^Boraud، T.؛ Bezard، E.؛ وآخرون (2002). "From single extracellular unit recording in experimental and human Parkinsonism to the development of a functional concept of the role played by the basal ganglia in motor control". Progress in Neurobiology. ج. 66 ع. 4: 265–283. DOI:10.1016/s0301-0082(01)00033-8. PMID:11960681. S2CID:23389986.
^Goyal، M.؛ وآخرون (أبريل 2016). "Endovascular thrombectomy after large-vessel ischaemic stroke: a meta-analysis of individual patient data from five randomised trials". The Lancet. ج. 387 ع. 10029: 1723–1731. DOI:10.1016/S0140-6736(16)00163-X. PMID:26898852. S2CID:34799180.
^Stuart J Ritchie, Simon R Cox, Xueyi Shen, Michael V Lombardo, Lianne Maria Reus, Clara Alloza, Matthew A Harris, Helen Alderson, Stuart Hunter, Emma Neilson, David CM Liewald, Bonnie Auyeung, Heather C Whalley, Stephen M Lawrie, Catharine R Gale, Mark E Bastin, Andrew M McIntosh, Ian J Deary (4.4.2017). "Sex Differences In The Adult Human Brain: Evidence From 5,216 UK Biobank Participants". bioRxiv. مؤرشف من الأصل في 2018-05-27. اطلع عليه بتاريخ 12.4.2017. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= و|تاريخ= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)"نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-11-20. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-29.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^(بالإنجليزية) Amber N.V. Ruigrok, Gholamreza Salimi-Khorshidi, Meng-Chuan Lai, Simon Baron-Cohen, Michael V.Lombardo, Roger J. Tait, John SucklingCatégorie:Utilisation du paramètre auteur dans le modèle article, « A meta-analysis of sex differences in human brain structure », في Neuroscience & Biobehavioral Reviews, vol. 39, 2014, ص.
34-50 [lien DOI].
^(بالإنجليزية) Madhura Ingalhalikar, Alex Smith, Drew Parker, Theodore D. Satterthwaite, Mark A. Elliott, Kosha Rupare, Hakon Hakonarson, Raquel E. Gur, Ruben C. Gur, & Ragini VermaCatégorie:Utilisation du paramètre auteur dans le modèle article, « Sex differences in the structural connectome of the human brain », في Proc Natl Acad Sci USA, vol. 11, no 2, 14 janvier 2014, ص.
823–828 [lien DOI].
^Domínguez، J.F.؛ Lewis، E.D.؛ Turner، R.؛ Egan، G.F. (2009). Chiao، J.Y. (المحرر). The Brain in Culture and Culture in the Brain: A Review of Core Issues in Neuroanthropology. Special issue: Cultural Neuroscience: Cultural Influences on Brain Function. ج. 178. ص. 43–6. DOI:10.1016/S0079-6123(09)17804-4. ISBN:9780444533616. PMID:19874961. {{استشهاد بكتاب}}: |صحيفة= تُجوهل (مساعدة)
^Schwartz, J.H. Appendix D: Consciousness and the Neurobiology of the Twenty-First Century. In Kandel, E.R.; Schwartz, J.H.; Jessell, T.M. (2000). Principles of Neural Science, 4th Edition.
^Cobb، Matthew (2020). The Idea of the Brain: The Past and Future of Neuroscience. New York: Hachette UK. ISBN:9781541646865. مؤرشف من الأصل في 2021-05-22. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-22. [...] the ways in which we think about [the brain] are much richer than in the past, not simply because of the amazing facts we have discovered, but above all because of how we interpret them.
^ ابLokhorst، Gert-Jan (1 يناير 2016). "Descartes and the Pineal Gland". The Stanford Encyclopedia of Philosophy. Metaphysics Research Lab, Stanford University. مؤرشف من الأصل في 2021-01-13. اطلع عليه بتاريخ 2017-03-11.
^Tessman, Patrick A.؛ Suarez, Jose I. (2002). "Influence of early printmaking on the development of neuroanatomy and neurology". Archives of Neurology. ج. 59 ع. 12: 1964–1969. DOI:10.1001/archneur.59.12.1964. PMID:12470188.
^Karbowski، Kazimierz (14 فبراير 2008). "Sixty Years of Clinical Electroencephalography". European Neurology. ج. 30 ع. 3: 170–175. DOI:10.1159/000117338. PMID:2192889.
^Squire، Larry R.، المحرر (1996). The history of neuroscience in autobiography. Washington DC: Society for Neuroscience. ص. 475–97. ISBN:978-0126603057.
^Adelman، George (15 يناير 2010). "The Neurosciences Research Program at MIT and the Beginning of the Modern Field of Neuroscience". Journal of the History of the Neurosciences. ج. 19 ع. 1: 15–23. DOI:10.1080/09647040902720651. PMID:20391098. S2CID:21513317.
^ ابPrinciples of Neural Science, 4th ed. Eric R. Kandel, James H. Schwartz, Thomas M. Jessel, eds. McGraw-Hill:New York, NY. 2000.
^Papez، J.W. (فبراير 1995). "A proposed mechanism of emotion. 1937". The Journal of Neuropsychiatry and Clinical Neurosciences. ج. 7 ع. 1: 103–12. DOI:10.1176/jnp.7.1.103. PMID:7711480.
^Papez، J. W. (1 فبراير 1995). "A proposed mechanism of emotion. 1937 [classical article]". The Journal of Neuropsychiatry and Clinical Neurosciences. ج. 7 ع. 1: 103–112. DOI:10.1176/jnp.7.1.103. PMID:7711480.
^Lerner، Lee؛ Lerner، Brenda Wilmoth (2004). The Gale Encyclopedia of Science: Pheasants-Star. Gale. ص. 3759. ISBN:978-0787675592. مؤرشف من الأصل في 2021-01-19. As human's position changed and the manner in which the skull balanced on the spinal column pivoted, the brain expanded, altering the shape of the cranium.
Thompson, Richard F. (2000). The Brain: An Introduction to Neuroscience. Worth Publishers. ISBN 0-7167-3226-2
Campbell, Neil A. and Jane B. Reece. (2005). Biology. Benjamin Cummings. ISBN 0-8053-7171-0 Colledge، Nicki R.؛ Walker، Brian R.؛ Ralston، Stuart H.؛ Ralston، المحررون (2010). Davidson's Principles and Practice of Medicine (ط. 21st). Edinburgh: Churchill Livingstone/Elsevier. ISBN:978-0-7020-3085-7.
Hall، John (2011). Guyton and Hall Textbook of Medical Physiology (ط. 12th). Philadelphia, PA: Saunders/Elsevier. ISBN:978-1-4160-4574-8.
Larsen، William J. (2001). Human Embryology (ط. 3rd). Philadelphia, PA: Churchill Livingstone. ISBN:978-0-443-06583-5.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link)
Bogart، Bruce Ian؛ Ort، Victoria (2007). Elsevier's Integrated Anatomy and Embryology. Philadelphia, PA: Elsevier Saunders. ISBN:978-1-4160-3165-9.
Pocock، G.؛ Richards، C. (2006). Human Physiology: The Basis of Medicine (ط. 3rd). Oxford: Oxford University Press. ISBN:978-0-19-856878-0.