على الجانب الأخر، أصبحت رٌتبة الجنرال (بالألمانية: General) أعلى الرُتب العسكرية والموازية لرُتبة الكولونيل العام في الشطر الغربي لألمانيا منذ إعادة تكوين جيش الاتحاد عام 1955 واستمرت كذلك بعد توحيد شطري البلاد.
لم تكن ُرتبة الكولونيل العام معروفة في الجيش الإمبراطوري الروسي، حيث لم يُعمل بها في ذلك الوقت، كما لم يكن لها رُتبة مماثلة في الدرجة داخل أي فرع من أفرُع الجيش، فمن جانبها استخدمت الإمبراطورية الروسية مُسمّيات مُشتقة من الألمانية لرُتب قواتها المُسلحة، وإن خضع النظام العسكري بأكمله للتقاليد الروسية، بحيث كانت رُتبة جنرال فيلدمارشال (بالروسية: Генерал-фельдмаршал) أعلى رُتب ضباط هيئة الأركان في ذلك الوقت، ودونها رُتبة جنرال رودا فويسك (بالروسية: Генерал рода войск أي جنرال فرع)، وهي رُتبة أدنى من رُتبة الكولونيل العام بحسب نظام الرُتب المُقارنة المعمول به داخل مُنظّمة حلف شمال الأطلسي حيث تحمل رُتبة جنرال الفرع الكود التعريفي OF-8 مقابل الكود التعريفي OF-9 لرُتبة الكولونيل العام وOF-10 لرُتبة الجنرال فيلدمارشال.
من جانبها استمرت المؤسسة العسكرية الروسية في العمل بهذا النظام حتى قيام ثورة أكتوبر عام 1917 وتكوين الجيش الأحمر، في حين استمرّت الوحدات التابعة للحركة البيضاء والمُنخرطة في معارك الحرب الأهلية الروسية في العمل بالنظام العسكري الإمبراطوري حتى عام 1923.
الاتحاد السوفيتي
بعد قيام الاتحاد السوفيتي وإعادة هيكلة أجهزة الدولة، أدخلت الحكومة الجديدة عدد من التعديلات على القوانين المُنظمة لعمل القوات المُسلّحة، كان أولها إلغاء جدول الرُتب المعمول به منذ عهد الإمبراطورية الروسية والعمل بنظام جديد للرُتب والترقيات العسكرية، وذلك باستحداث رُتبة الكوماندويوجي أرمي (بالروسية: Ҝомандующий армии أي قائد جيش)، وهي الرُتبة التي انقسمت داخليُا إلى درجتين؛ كوماندارم فتورافا رانكا (بالروسية: Ҝомандарм второго ранга أي كوماندارم ثاني)، وكوماندارم بيرفافا رانكا (بالروسية: Ҝомандарм первого ранга أي كوماندارم أوّل)، وكلتيهما مساويتين في الدرجة لرتبة الكولونيل العام بحسب النظام المعمول به وفقًا لقواعد منظمة حلف شمال الأطلسي.[1]
وفي أعقاب اندلاع الحرب العالمية الثانية أجرت المؤسسة العسكرية السوفيتية تعديلات أُخرى على الرُتب العسكرية داخل القوات السوفيتية وذلك بإلغاء رُتبة الكوماندارم ثاني واستبدالها برُتبة الجنرال بولكوفنك (بالروسية: Генерал-полковник) في السابع من مايو لعام 1940 لتساوي هي الأخرى رُتبة الكولونيل العام، وعلى إثر هذه التعديلات تمت ترقية أكثر من 199 لرُتبة الكولونيل العام وارتدوا شارات كتف تحمل أربعة نجوم حتى عام 1943، وبعد هذا التاريخ تحوّلت رُتبة الجنرال بولكوفنك إلى رتبة ثلاث نجوم لتصبح رُتبة جنرال أرمي (بالروسية: Генерал армии أي جنرال الجيش) هي الوحيدة الموازية لرُتبة الكولونيل العام في العسكرية السوفيتية.
ويعيب نظام الرُتب العسكرية السوفيتية، ثمّ الروسية من بعده، عدم وضوحهما بالقدر الكافي خاصةً فيما يتعلّق بمساواتهم بالرُتب في العالم الغربي، فعلى سبيل المثال أُلغيت رُتبتي البريكادير (بالإنكليزية: Brigadier) والبريكادير العام (بالإنكليزية: Brigadier general) من النظام العسكري الروسي مُنذ عام 1798، ولم تُستحدث رُتبة نجمة واحدة مساوية لمثيلتها في النظام العسكري الغربي إلا في صفوف القوات السوفيتية فيما بين عامي 1935 و1940 عندما استُحدثت رُتبة كوماندير بريكادي (بالروسية: Командир бригады أي قائد اللواء)، والتي عُرفت اختصارًا باسم كومبريك.
على الجانب الأخر، لم تكن رُتبة الكولونيل العام أو أية رُتبة موازية لها في التاريخ العسكري السوفيتي من الرُتب النادرة، حيث مُنحت لقادة المناطق العسكرية، كذلك قادة الجبهات العسكرية ونائب وزير الدفاع ونائب رئيس هيئة أركان الجيش الأحمر.
جدير بالذكر أن رُتبة الكولونيل العام تُعد أعلى الرُتب العسكرية في بعض الدول الأعضاء بكومنولث الدول المُستقلة، مثل بيلاروسيا، خاصة في ظل عدم وجود رُتبتي جنرال الجيش أو المارشال في هذه الدول، ومن ثمّ فرُتبة الكولونيل العام في هذه البلاد تصبح حكرُا على وزير الدفاع وهو نفسه القائد الأعلى للقوات المُسلّحة.
وحاليًا، يحمل ما لا يقل عن 877 فردًا رُتبة الكولونيل العام في مُختلف أفرع القوات المُسلًحة الروسية.[2]
سوريا
كحال العديد من الجيوش العربية، تتساوى رُتبة الكولونيل العام مع رُتبة الفريق أوّل في الجيش السوري، وهي رُتبة محفوظة لأقدم ضُبّاط الجيش وهي الأدنى من رُتبة المُشير، وغالبُا ما تقتصر رُتبة الفريق أوّل على وزراء الدفاع فقط، ولم يحمل تلك الرُتبة سوى ستة أشخاص على مدار تاريخ العسكرية السورية؛ وهم:
حافظ الأسد: وزير الدفاع (23 فبراير 1966 - 1972) ورئيس البلاد (12 مارس 1971 - 10 يونيو 2000)
استُخدمت الرُتب التركية العُثمانية في القوات المسلحة المصرية من قِبل المملكة المصرية مًنذ عام 1922 وحتى بعد قيام ثورة يوليو، حيث استمر العمل بتلك هذه الرُتب حتى عام 1958 عندما أُدخلت التعديلات على النظام العسكري المصري واستُبدلت الرُتب العثمانية إلى ما هي عليه الآن، وخلال تلك الفترة تساوت رُتبة الكولونيل العام مع رُتبة السردار، ثاني أعلى رُتبة من رُتب ضباط هيئة الأركان في ذلك الوقت إذ لا يعلوها سوى رٌتبة المشير.