Share to: share facebook share twitter share wa share telegram print page

مستخدم:باسم الماز عيسى/ملعب

تفاصيل لم تنشر سابقا عن عملية اعتقال عبدالرزاق النايف رئيس وزراء العراق عام 1968


هدفي من الكتابة في هذا الموضوع هو توضيح بعض الحقائق عن ما حدث في 30 تموز 1968 وتحديدا في عملية اعتقال حماية النايف رئيس وزراء العراق بعد حركة 17 تموز حيث الكثير من الاعلاميين كتبوا اعتمادا على ما سمعوه او استنتجوه وان ما اكتبه هو عن معلومات المرحوم والدي نائب ضابط (ألماز عيسى أبراهيم) ووالدي زمنيا هو أول مرافق للرئيس صدام حيث ألتحق صباح مرزا للحماية عام1969 وأستمر كمرافق أول تقريبا عشرين سنة – شارك والدي بدور رئيسي في الصفحة الثانية من عملية التخلص من عبدالرزاق النايف-- كتبت مسودة دونتها عن المعلومات التي استقيتها منه وتلخص كل الاحداث التي عاشهاوالدي كأحد اعضاء الحماية للرئيس صدام منذ21 تموز عام1968 ولغاية 20 اذار 1973. احد الكتاب البارزين ويعتبر مؤرخ حزب البعث(لا اود ذكر اسمه او حروف اسمه احتراما له) نشر مقالة عن 30 تموز وكتب فيما يخص اعتقال النايف معلومات مغلوطة الى حد الضحك والحزن والاستخفاف بذكاء القارىء العراقي او المهتم بأحداث تلك المرحلة حيث كتب في مقالته او منشوره( ان النايف ومرافقه وعناصر حمايته الشخصية (وعددهم أكثر من 30 عنصر) في يوم 30 تموز واثناء دخولهم من بوابة القصر الجمهوري سمح حرس القصر فقط للنايف ومرافقه النقيب عبدالوهاب الداود الهيتي(شقيق ابراهيم الداود) الدخول ومنعوا بقية افراد الحماية وخيروهم بالقاء السلاح مقابل لدخول الى القصر لغرض التمتع بالجوالبارد في الداخل لان استعلامات القصر لايوجد بها تبريد والجو هنا حار!!! حركة 30 تموز1968-- تمت بمرحلتين متزامنتين-- الاولى وقصتها معروفةحيث دخل الرئيس صدام بمسدسه (عيار13 ملم) وبرزان وصلاح عمر العلي وجعفر الجعفري وسمير عبدالعزيز النجم برشاشاتهم على عبدالرزاق النايف وتم اعتقاله ونقله عبر الباب الخلفي للقصر الجمهوري الى قاعدة الرشيد الجوية ومن ثم تم تسفيره للمغرب--المرحلة الثانية وتم تهميشها وتجاهلها لسبب سأذكره. السؤال هو كيف تمت السيطرة على حماية النايف وعددهم اكثر من 20 رجل..

بعض الاحداث والمواقف التي شهدها والدي خلال العشرة ايام الاولى قبل 30 تموز1968: 1- يعتقد والدي ان كل قادة البعث كانوا يعلمون بنية التخلص من النايف والداود ولكن لايعلمون بوقت التنفيذ الا 3 اشخاص وهم المخططين والمشاركين ايضا بالتنفيذ وهم الرئيس صدام والملازم الاول فاضل البراك ضابط امن القصر الجمهوري وبرزان التكريتي وقد يكون تم اعلام الرئيس البكر صباح ذلك اليوم او قبل الظهر. 2- تم ولغرض تعزيز وزيادة العناصر البعثية أو المؤيدة لحزب البعث داخل الوحدات العسكرية في الحرس الجمهوري واروقة القصر تم توزيع الملتحقين للقصر الجمهوري من ضابط الصف من الوحدات العسكرية من الجيش العراقي وبضمنهم والدي على وحدات القصر واغلبهم خصصوا كحمايات للمسؤولين في السلطة الجديدة . في الساعة التاسعة صباح 21 تموز عام 1968 بعد تجميعهم في قاعة السينما وبحضور الرئيس البكر وملازم اول فاضل البراك . قبل التوزيع ابلغ فاضل البراك والدي انه رشحه للعمل في حماية الرفيق(أصدام التكريتي ويقصد صدام حسين) وردد الرئيس البكر الاسم وبنفس اللفظ حين قراءة الاسماء—قبل الساعة العاشرة ذهب والدي مع 3 من الحماية الجدد ورافقهم شاب تبين فيما بعد انه برزان التكريتي الى غرفة الرئيس صدام للتعرف عليه حيث قال الاول للثاني هذوله افراد حمايتك ---فكان ذالك اول لقاء لوالدي بصدام). 3- لاحظ والدي ان الرئيس صدام وطيلة العشرة ايام كان يرتدي اللباس العسكري وبرتبة ملازم مزيفة وهي لاتتناسب مع عمره والرتبة غير اصلية (مرسومة بالحبر) . برزان كان يتواجد بصورة شبه يومية ويعود لبيتهم مساءأ اما الرئيس صدام فكان يبيت في القصر الجمهوري. . 4- لم يخرج الرئيس صدام من القصر خلال العشرة ايام قبل 30 تموز الا مرة واحدة عصر يوم 21 تموز ورافقه والدي الى عيادة طبيب في شارع الرشيد حيث صادفوا في طريقهم جلال الطالباني مع اثنين من رفاقه في منطقة السنك يتمشون بأتجاه ساحة حافظ القاضي). 5- لم يكن الرئيس صدام يزور كبار القادة في الدولة الى غرفهم الا ماندر فقط كان يتردد كثيرا على مكتب الرئيس البكر ومعظم قادة البعث زاروه الى غرفته ولم يشاهد والدي او يتعرف على عبد الخالق السامرائي(ابرز قادة البعث) الا يوم 31 تموز اي بعدعملية التخلص من عبدالرزاق النايف وابراهيم الداود. 6- اكثرشخص كان يزور الرئيس صدام لغرفته هو ملازم أول فاضل البراك ضابط امن القصر الجمهوري( لم يشارك فعليا بحركة 17 تموز بل التحق للقصر صباح الحركة حيث كان يبيت في غرفة صديقه الملازم الاول عبد المجيد الزيدي في قاعدة الوليد الجوية (عين الاسد حاليا) قرب منطقة الرطبة غرب العراق) وبرغم وجود تلفونات للاتصال بينهما واكيد ان التلفونات كانت مراقبة بطريقة او بأخرى وأن امرا ما بينهما اجبرهما على عدم استخدام التلفون. 7ِ- بعد انتهاء الدوام المسائي وخروج كافة المسؤولين الى بيوتهم رافق والدي الرئيس صدام للاطلاع والتعرف على منشأت القصر من مداخل ومخارج وغرف وقاعات وحينما وصل الى قاعة السينما في القصر شعر والدي ومن خلال تعابير وجه الرئيس صدام انه عثر على شيء ما مهم!!!. 8- قبل تنفيذ العملية رافق والدي الرئيس صدام والبراك الى قاعة السينما وامام باب القاعة قال الرئيس صدام-- ها فاضل--- شتكول(ماذا تقول؟ فرد البراك --تمام--- ابوعدي ---من المؤكد ان والدي لايعلم ماهو الموضوع وما يدور في رأسيهما؟ قبل ان ادخل في تفاصيل عملية 30 تموز الصفحة الثانية او (عملية الاعتقال) اود ان اوضح بعض الامور والمواقف التي قد تساعد في تبيان الجو الذي عاشه الرئيس صدام وافراد حمايته في القصر في تلك ألأيام: 1- كان الرئيس يبيت في غرفته ونحن افراد الحماية في غرفتنا ونتبادل الحراسة امام غرفته للصباح واول مجموعة حماية للرئيس التحقت وبضمنهم والدي يوم الاحد 21 تموز وكان عددهم ثلاثة وبدء يزداد العدد الى ان وصل الى 10 افراد قبل 30 تموز وهم من ضباط الصف المنقولين من وحدات الجيش وبينهم العربي والكردي والسني والشيعي ومن مختلف المحافظات. في اول زيارة للرئيس (بعد عودة برزان من المغرب) الى العوجة بداية شهر اب وفي جلسة المساء وبوجود الحاج ابراهيم الحسن (زوج أم الرئيس صدام ووالد برزان وسبعاوي ووطبان أخوة صدام غير الاشقاء وكذلك أدهام والذي ليس له علاقة من جهتي الاب والام بالرئيس صدام)حيث سأل افراد الحماية عن عشائرهم ومحافظاتهم وبعد أكمال الاجابات ألتفت الحاج ابراهيم الى الرئيس صدام وقال(ابو عدي مايشيل الحمل ألا أهلو) أي غيرهم واجلب اقاربك (والدي لم يزعل من كلام الحاج ابراهيم الحسن ويرى انه كلام حق وجاء من باب الحرص على حياة الرئيس صدام. للامانة التاريخية لم يلتزم الرئيس صدام بما نصحه او طلبه منه الحاج ابراهيم وبقي افراد الحماية لمدة سنتين كما هم عدا(ع ح) حيث ارتكب مخالفات تستحق النقل حيث اعيد الى وحدته السابقة---عدا مرافقة والدي للرئيس في عملية استكشاف منشاًت القصر من مداخل ومخارج وقاعات--- فأن من سمات الرئيس التواضع ولكي يشعرنا انه قريب منا فأنه كان يقضي المساء في جلسات مسائية وباللهجة العراقية يطلق عليها(تعلولة) مع افراد الحماية في غرفته او يجلس معهم في غرفة المرافقين وعدا نه يريد قضاء الوقت فهو كان يبغي التعرف على خلفياتهم الثقافية والفكرية والنفسية ومن يجده صامتا ولايشارك يحاول ان يشركه بالحديث. 3-(ع ح) من افراد الحماية وهو نائب عريف شاب بعمر لايتجاوز ال22 سنة ومن احدى المحافظات, كان اول انطباع لوالدي عنه انه غير منضبط وصاحب لسان منفلت ولمرتين نبهه والدي ان يغلق الازرار العلويه لقميصه العسكري ولا يجوز ان يكشف صدره(فاتح زيكه كما يقال باللهجة العراقية) لاننا عسكر وفي مكان حساس , شعر والدي ان هذا الشاب نزق ومتهور وقد يكون شجاعا او (يطلع فاشوشي ) اي مزيف وهذاا لايتحدد الا بالمواقف(وابو كريوه يبين بالعبره كما يقول المثل الشعبي). اثناء عملية الاعتقال لحماية النايف اثبت (ع ح) شجاعة كبيرة وجرأة عالية حين اعترض احد افراد حماية النايف على عملية الاعتقال فهجم علية(ع ح) ولوى رقبته وبطحه ارضا (وكان والدي يتخوف ان يقوم (ع ح) بقتله وهذا ما لايريده والدي ,فحماية النايف عراقيون وافراد حماية مثلنا وليسوا سياسيين كما أننا بدأنا ننسج علاقات صداقه معهم. تصرف (ع ح) الجريء والسريع جعل جميع افراد حماية النايف يدركون ان الموقف جاد وخطير فالقوا اسلحتهم وتمت السيطرة عليهم وفي أقل من 3 دقائق وتم اخراجهم خارج القصر. فيما بعد (ع ح) ارتكب عدة مخالفات اثنان منها قابلة للنشر واثنان لايمكن؟ احداهن البصق على عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق المعتقل في قصر النهاية (تم اعتقاله في 17—12—1968 رفقة الضابط المعروف عبد العزيز العقيلي) حيث شكاه للرئيس صدام عند الزيارة الثانية وعند العودة لغرفته استدعاه الرئيس ووبخة على تصرفه (لأن تصرفاتك محسوبه عَلَيٌ) وطلب عدم تكراره مرةاخرى .

تفاصيل عملية الاعتقال لافراد حماية عبدالرزاق النايف : أن اهم اسباب نجاح عملية30 تموز1968 وبدون اراقة دماء هو السرية التامة في عمل المخططان الرئيسيان(الرئيس صدام حسين وهو بدون اي منصب في الدولة عدا مسؤولياته في الحزب وضابط امن القصر فاضل البراك) وبرزان ابراهيم الحسن يعلم بالمخطط كاملا --عدا الثلاثة المذكورين فلا احد يعلم بوقت تنفيذ العملية حتى الرئيس احمد حسن البكر الا قبل ساعة واحدة او اقل بعد ظهيرة يوم 30 تموزولاينكران فكرة الفصل بين النايف شخصيا وبين افراد حمايته وعددهم اكثر من 20 منتسب ويقال انه يصل ل30 عنصر او فرد من الحماية وهم من عتاة دائرة الاستخبارات العامة وقد يكون من بينهم من اقرباءه او عشيرته او على الاقل تم اختيارهم وفق مواصفات خاصة—ان فكرة الفصل والاستفراد بالنايف كانت حجر الزاوية في السيطرة على الموقف ونجاح مهمة 30 تموز1968. كما ذكرنا سابقا ان الرئيس صدام لم يخرج من القصر الجمهوري طيلة العشرة ايام عدا زيارته للطبيب في شارع الرشيد يوم 21 تموز رفقة والدي التي سبقت عملية 30 تموز وكان يرتدي بدلة ملازم برتبة(مخططة ومرسومة بالحبر) واما برزان كان يداوم شبه يومي يأتي صباحا للقصر ويعود مساءا للبيت. صباح 30 تموز جاء برزان وكان يحمل به معه كيس ورقي متوسط الحجم ويظهر انه يحوي بدلة مدنية رسمية. برزان قابل والدي في الممر قرب غرفة الرئيس وقبل ان يدخل غرفة اخيه صدام وبعد السلام قال برزان (لا أريد أي واحد من الحماية يطلع خارج القصر ولو لدقائق لأن عندكم محاضرة امنية مع فاضل البراك (ضابط أمن القصر الجمهوري )وسأزودك بموعدها لاحقا . بعد الساعة الثانية بعد الظهر جاء ثلاثة اشخاص وهم مناضلين معروفين في حزب البعث العربي الاشتراكي ومنهم صلاح عمر العلي وجعفر الجعفري وسمير عبد العزيز النجم --خرج برزان من غرفة الرئيس صدام ولم يدخل الضيوف الى غرفة اخيه بل جاء بهم الى غرفة المرافقين وعند باب الغرفة قال لنا--انزلوا الى قاعة السينما –فاضل البراك ينتظركم. كنا اول الداخلين للقاعة وملازم اول فاضل البراك ينتظرنا وجالس على كرسي وامامه طاولة وبعض الاوراق و قلم. بدء جميع افراد الحمايات يدخلون للقاعة وكلنا ضباط صف وجنود وليس بيننا أي ضابط وان حماية النايف كان عددهم الاكبر حتى من حماية اللواء البكر. بدء فاضل البراك بالحديث ورحب بنا وقال هذه اول محاضرة وستكون مختصرة؟ وسيعقبها محاضرات اطول وبتوقيت مختلف لان الساعة الثانية غير مناسبة لالقاء وتلقي المحاضرات وافضل وقت للمحاضرات هو في الصباح الباكر حيث يكون استيعاب الانسان للمعلومة افضل. بدء فاضل البراك حديثه عن عنوان المحاضرة وهي (واجبات ودور رجل الحماية) واستهلها بذكر اهم المواصفات التي يجب ان يتصف بها رجل الحماية ومنها –السلامة الفكرية والنفسية فلايجوز ان يكون احد افراد حماية المسؤول البعثي ذو ميول شيوعية فقد ينحرف هذا الفرد في لحظة ما ,و أضاف ان يكون مخلصا ومطيعا ل(عمه) اي المسؤول واضاف ان رجل الحماية يجب ان لايكون ضعيف امام المال والنساء فقد يستغل هذا الضعف من الجهات المعادية--- برغم وقتها القصير كانت المحاضرة مشوقة وممتعة لمعلوماتها الجديدة علينا وحينما وصل فاضل البراك الى نقطة انواع الاغتيالات واساليبها فأسترسل في الحديث ونوه ان اكثرها شيوعا هي اغتيال المسؤول خارج مقر عمله لأن المقر عادة يكون محصنا امنيا من حيث توفر الحراسات والوسائل وأن الشائع في عمليات الاغتيال تتم من خلال التعرض للمسؤول اثناء سير موكبه في الشارع او وجوده في محل عام مثلا المهرجانات او افتتاح مشروع ما-- ألخ--- لذا ففي حالة التعرض للموكب في الشارع يقول البراك هنا المسؤولية تقع على عاتق سواق الموكب او الحماية وخاصة السيارة التي يجلس بها المسؤول فعليهم الانسحاب مباشرة وبسرعة من موقع الحادث وعدم التأخر ولو لثانية واحدة او التوقف لمعرفة مايجري؟ المحاضرة استمرت 20-25 دقيقة الى ان قطعها طرق باب السينما ودخول برزان حيث تقدم لفاضل وهمس بأذنه وخرج وقبل وصوله للباب قال فاضل البراك –حماية الرفيق أصدام التكريتي خلي ياخذون راحتهم ويطلعون –يمكن عمكم يريد يطلع خارج القصر؟ فنهض والدي والحماية خلفه واستمر فاضل بالكلام –اخوان نا قلت المحاضرة راح تكون قصيرة ومختصرة فالذي عنده سؤال او استفسار فانا حاضر للاجابة ؟وعند خروج والدي من عتبة باب السينما انتبه لوجود برزان على يمين الباب وعلى بعد3 متر واضعا احدى يديه على فمه والثانية يؤشر لوالدي (يعني تقدم لي وبصمت )ووجد ان هناك رشاشة خلف برزان مرصوفة على حائط جدار السينما. بعد خروج اخر فرد من حماية الرئيس صدام واغلاقه لباب السينما –قال برزان بأمر من الرئيس البكر تعتقلون حماية النايف!!!!!!! وتجردوهم من سلاحهم وتخبروهم ان عمهم النايف ايضا تم اعتقاله واي مقاومة انتم مخولون بأطلاق النار و القتل وتخرجوهم من الباب الرئيسي للقصر وتنتظروهم يبتعدون عن بوابة القصر وممنوع عودتهم ودخولهم بحجة عندهم اغراض في غرفتهم وتبلغون حرس باب القصر الجمهوري بمنعهم من العودة وايضا هم مخولون باطلاق النار. وقبل ان يذهب برزان قال لأبي لما ترتب الوضع هنا تطرق الباب حتى فاضل يسمع ويطلع حماية النايف من القاعة . انتبه برزان للرشاشة واعطاها لأبي وقال استخدمها بدلا من المسدس وذهب برزان مسرعا. كانت تلك الدقائق من اصعبها التي مرت في حياة والدي حتى من تلك اللحظات الصعبة وشديدة الخطورة التي عاشها مع وحدته العسكرية في منتصف الستينات بمعركة في جبل هيبت سلطان في شمال العراق. فعدم تنفيذ امر البكر او التخاذل يعني الاعدام من قبل السلطة والفشل في السيطرة على حماية النايف قد يعني القتل من طرف حماية النايف وأراقة أي قطرة دم فهي مأساة فكلنا عسكريون عراقيون ومأمورون بالتنفيذ فقط .. فأتخذ والدي قرار التنفيذ وابعاد العواطف الانسانية عنه وسأل الله ان ينتهي الموضوع بدون أراقة دماء . هنا طلب من زملائه في الحماية الابتعاد عن الباب وعمل قوس حول الباب لاحاطة حماية النايف من كل الجوانب عند خروجهم من القاعة. وقال لهم والدي حينما اسحب اقسام الرشاشة ايضا انتم اسحبوا اقسام سلاحكم حتى ندخل الرعب في نفوسهم وألذي يعترض القوه ارضا ولو بالقوة. . فانسحب افراد حماية الرئيس صدام للخلف وعملوا قوس حول الباب ---فطرق والدي الباب وكانت لحظات خطيرة وحساسة قرب فيها الموت من الجميع الموجودون في الممر امام باب سينما القصر الجمهوري. في اقل من دقيقتين خرج كل افراد حماية النايف وعددهم حوالي 20 فرد يعني ضعف عدد افراد حماية الرئيس صدام فصدموا بمشاهدتهم احاطتنا لهم فصاح أحدهم شنوا هاي ألماز!!! فسحب والدي اقسام رشاشته ومعه زملائه – فصاح والدي وبصوت عالي--اسمعوا اخواني احنا كلنا عسكر وننفذ الاوامر فقط – أنتوا معتقلين بأمر البكر وتتركون سلاحكم على الارض واي مقاومة تعني القتل—عمكم النايف ايضا معتقل بأمر البكر فأعترض احدهم وقال خلي نشوف عمنا(أي نريد أن نلتقي به)!!! فكان الرد السريع من احد افراد حماية الرئيس صدام وهو (ع ح) فتقدم وهجم م عليه و امسكه بقوة من عنقه وبطحه ارضا –فادرك الجميع ان الموضوع جدي وخطير(وليس مزحة ) فأنهاروا وتركوا اسلحتهم على الارض— ومشينا محاطين بهم الى بوابة القصر الرئيسية وبصراحة شعروالدي بألأسى عليهم وهون عليهم الأمر وأسمعهم ان الموضوع ليس عليه تبعات وستعودون لوحداتكم العسكرية السابقة(ومعظمهم من الاستخبارات)وتستمرون بالخدمة معززين مكرمين—عند الوصول للبوابة انتظرنا ل10-15 دقيقة الى ان استقلوا السيارت الى بيوتهم—واوصيت حرس البوابة بأطلاق النار على اي واحد يرجع تحت اي سبب وانتم مخولون بذلك من الرئيس البكر. بعد اكثر من ساعة عاد الرئيس صدام وجاء متلهفا لغرفتنا وكان يلبس بدلة مدنية رسمية غامقة اللون---وقال احجوا لي شلون سيطرتوا عليهم؟ فقلت له عمي امام باب السينما اليوم سجلنا لقطة لفلم امريكي وشرحت له كل الذي جرى واشدت بالتزام الجميع بتعليماتي وأثنيت على بطولة(ع ح) اكثر, ونحن وقوف أمام الرئيس صدام في غرفة المرافقين ووالدي يشرح له العملية-- شعر والدي ان دمعة الفرح والاعتزاز بنا كادت تسقط من عين الرئيس وبدء يردد بصوت اعلى من الطبيعي مع بعض الانفعال --انتوا ابطال –ابطال---سباع---سباع ---عفية بالابطال واكملت الحديث وخرج من غرفتنا الى غرفته وهو يردد ابطال----ابطال. في الساعة الثامنة مساءا توجهنا وبموكب مشترك مع الرئيس البكر الى دار الاذاعة والتلفزيون ودخل الرئيس البكر والرئيس صدام الى الاستديو لالقاء بيان 30 تموز ومعهم العقيد ذياب العلكاوي والنقيب ابراهيم الدليمي والملازم اول غازي احمد الخطاب (من اقرباء الرئيسين البكر وصدام)—بعد اقل من دقيقة وانا اقف امام باب الاستديو جاء الرئيس صدام وقال-- ألماز جيبلي رشاشة!!! فذهبت مسرعا الى السيارة وجلبت الرشاشة التي سلمني أياها برزان عند باب السينما فدخلت للاستديو ووجدت شخص ضخم الجثة يقف قرب ملازم اول غازي احمد الخطاب خمنت انه مسؤول الاستديو---بعد اكمال الخطاب عدنا للقصر وبقي الرئيس في القصر اقل من ساعة وطلب ايصاله للبيت بعد 10 ايام بعيدا عن العائلة والمبيت في القصر الجمهوري –عند ايصاله للبيت توقعنا أن يمنحنا اجازة ولو لأيام قليلة لكنه فاجئنا و قال—تأتوني غدا في السابعة صباحا–فودعناه وعدنا للمبيت في القصر الجمهوري. بعد عدة ايام وعند عودة برزان من المغرب لمرافقته عبدالرزاق النايف جاء برزان الى غرفتنا وهو يحمل عدة ظروف(مغلفات) بها نقود فوزعها علينا وقال هذه هدية ابو عدي للابطال—فخرج برزان واغلقنا الباب وبدأنا نفتح الظروف ونحسب الفلوس وكنا فرحين بهذه الهدية. وعند عد النقود -- كلهم قالوا بالظرف 100 دينار الا والدي قال انها 200 دينار.

Kembali kehalaman sebelumnya