يعد هذا النبي أحد أنبياء ديانة الصابئة المندائيون، إن تسمية ديانة الصابئة كما هو ثابت هو اسم أقدم ديانة سماويةتوحيدية. وهي ديانة الله الأولى التي أنزلت على نبيه ورسوله آدم. لهذه الديانة السماوية كتابهم المنزل الذي يسمى جنزا ربا أيّ الكنز العظيم، والذي يجمع صحف أنبياء الصابئة، حيث لهذه الديانة الموحدة العريقة سبعة انبياء هم: آدم، شيتل بن آدم أو شيث، أنوش، نوح، سام بن نوح، دنانوخ أيّ إدريس وآخرهم يحيى بن زكريا.
يشير راشي (رابي شلومو يتسحاقي) إلى أن شيث هو جد نوح، بالتالي أب كل البشر الذين نجوا من طوفان نوح. في الغنوصية، يرى شيث كأنه بديل أنزله الرب عوض هابيل، الذي قتله قابيل. يقال أن آدم علم ابنه شيث الأسرار التي أصبحت بعد ذلك قبالة. يرى كتاب الزوهار أن شيث هو أب كل الأشخاص الصادقين والأتقياء.[11] وحسب صدر عولام راباه، ولد شيث في السنة 130 من تقويم سنة العالم، وحسب الآقداة، كان له 33 إبنا و23 ابنة. وحسب صدر عولام، مات شيث في سنة 1042 من تقويم سنة العالم.
لا يوجد ذكر لشخصية شيث في القرآن، حيث تذكره الأحاديث النبوية والتقاليد الإسلامية على أنه الابن الثالث والبار لأبويه آدموحواء، ويرى على أنه هبة من الله لعبده آدم بعد صبره على فقدان هابيل. دوّن المؤرخ والفقيه السني ابن كثير في كتابه البداية والنهاية[14] أن شيث نبي كأبيه آدم ، حمل رسالة الدعوة بعد وفاة والده إلى البشرية،[15] ويصنفه بين آباء ما قبل الطوفان الصالحين من أبناء آدم. وتشير بعض المصادر أن شيث قد تلقى الصحف الأولى المذكورة في سورة الأعلى من القرآن:[16]﴿إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى ١٨ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ١٩﴾ [الأعلى:18–19].[17] ويذكر الطبري، وأئمة آخرون أن شيث قد دفن آدم ودفن معه النصوص المقدسة في قبر آدم (قبر الكنوز).
يبين الأدب الإسلامي أن شيث وُلد عندما تعدى عمر آدم المئة سنة، وأن آدم عيّن شيثًا لحمل أعباء الرسالة وقيادة أبناء آدم الأولين. وقد أورد المؤرخ والمترجم السوري الدمشقي أبو الوفاء المبشر بن فاتق صاحب كتاب مختار الحكم ومحاسن الكلم فصلًا كاملًا عن شيث.[18] ويذكر كذلك في الرواية الإسلامية أن شيثًا أوتي الحكمة فعلم موعد الطوفان العظيم، وطريقة آداء الصلاة الليلية. يعود نسب البشرية حسب اليهودية والمسيحية والإسلام إلى شيث، حيث لم يخلف هابيل أي بنين، وأبناء قابيل لقوا حتفهم في الطوفان العظيم، وذلك حسب الرواية الإسلامية.[19] وتذكر الروايات أيضًا أن عدة حرف تقليدية إسلامية[20]، تعود إلى شيث، مثل صناعة الأمشاط من قرون الحيوانات.[21] يؤدي شيث دورًا كبيرًا في التصوف، وأورد ابن العربي في كتابه «فصوص الحكم» فصلًا عن شيث أسماه «حكمة الانتهاء في كلمة شيث».[22]
«لما مات آدم قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث وكان نبيًا. ومعنى شيث: هبة الله، وسمياه بذلك لأنهما رزقاه بعد أن قَتَل قابيل أخاه هابيل. فلما حانت وفاته أوصى إلى ابنه أنوش بالخلافة، ثم بعده ولده قينان ثم من بعده ابنه مهلائيل - وهو (أي مهلاييل) الذي يزعم الأعاجم من الفرس أنه ملك الأقاليم السبعة، وأنه أول من قطع الأشجار، وبنى المدائن والحصون الكبار، وأنه هو الذي بنى مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى وأنه قهر إبليس وجنوده وشردهم عن الأرض إلى أطرافها وشعاب جبالها وأنه قتل خلقًا من مردة الجن والغيلان، وكان له تاج عظيم، وكان يخطب الناس ودامت دولته أربعين سنة. فلما مات بعد 912 عامًا، قام بالأمر بعده ولده يارد فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ولده خنوخ، وهو إدريس على المشهور.[24]»
^Никифор (Бажанов) (1891), Иллюстрированная полная популярная библейская энциклопедия в 4-х выпусках (بالروسية), Москва, QID:Q4086271{{استشهاد}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^130 حسب النص الماصورتي، 230 حسب السبتواغينت. Larsson, Gerhard. “The Chronology of the Pentateuch: A Comparison of the MT and LXX.” Journal of Biblical Literature, vol. 102, no. 3, 1983, p. 402. www.jstor.org/stable/3261014.
^ ابThe Apocrypha and Pseudepigrapha of the Old Testament, R.H. Charles, Oxford: Clarendon Press, 1913. Book of Jubileesنسخة محفوظة 4 يونيو 2012 at Archive.is 4:7–13. (ردمك 978-0-9747623-7-1). "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2010-08-28. اطلع عليه بتاريخ 2017-08-18.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^الطبري، قصص الأنبياء والملوك، الجزء الأول: من الخلق إلى الطوفان
^Sacred Art in the East and West, إبراهيم بوخاردت, Suhail Academy Publishing, 1967, pg. 151: "ويبدو أن الصناعات والحرف التقليدية الموجودة في بلاد المسلمين إلى اليوم، يعاد تاريخها إلى أنبياء ما قبل الإسلام، خصوصًا إلى شيث، ثالث أبناء آدم".
^Islam and The Destiny of Man, غاي إيتون, Islamic Texts Society, 1994, صص. 211–212: (في الطريقة التقليدية لصناعة المشط من قرون الحيوانات) "يمكن تتبع تاريخ هذه الحرفة لنصل إلى أول شخص ابتكرها...شيث..."