سقطت المدينة بعد معركة حامية الوطيس مع الوحدة العثمانية التي كانت تحمي المدينة بعد أن خسر العثمانيين مواقعهم الحصينة في جنوب فلسطين، لما أيقن المتصرف عزت بك، أن القدس لا محالة واقعة بيد الإنكليز قرر الانسحاب لكن الوحدات العثمانية رفضت ذلك، فقوبلت القوات الإنجليزية من العثمانيين بنيران حامية، وهاجمت مؤخرة الجيش العثماني في حركة يائسة الفرقة 60 البريطانية التي تسير على طريق نابلس بنيران شديدة إلى أن قامت بينهم وبين الإنكليز قتال بالسلاح الأبيض وكانت خسارة مؤخرة الجيش العثماني في هذه المعركة سبعين قتيلاً، كان القتال بدون جدوى، وقصارى القول إن المحاولات التي قام بها الأتراك يومي 2 و 3 من ديسمبر لأجل استرداد القدس فشلت، وقد اضطروا لمغادرتها فغادروها بعد أن قضوا فيها أربعمائة سنة على التمام 1517 – 1917.[8]
عندما انسحب العثمانيين من القدس نهائيًا كانت السماء ماطرة. وكان يخيم على المدينة سحب قاتمة من الحزن والسكون بعد أن غابت عنها شمس الخلافة، بعد يومين دخل اللورد اللنبي القدس ماشيًا من باب الخليل، وقال كلمته المشهورة (الآن انتهت الحروب الصليبية)، وتم إهداء النصر إلى الأمة البريطانية في عيد الميلاد المجيد أما العرب فقد تحالفوا مع الإنجليز ليتحرروا من العثمانيين ويقيموا الدولة العربية الكبرى ولكن الإنجليز وحلفاؤهم الفرنسيين خذلوا العرب وخدعوهم وقاموا بتقاسم بلادهم وأعطوا وعد للحركة الصهيونية أن يعطوها فلسطين ليقيموا بها دولة لليهود.[9]