ولد في محلة القطانة بمدينة الكاظميةببغداد في 20 نيسان 1903. ينتمي لأسرة دينية مشاركة في سدانة مقام الحضرة الكاظمية ووالده هو الشيخ عباس بن محمد بن جواد الجمالي من ذرية جمال الدين سادن مرقد أبي يوسف في الكاظمية.[3][4] واسم محمد فاضل هو اسم مركب.[5]
الدراسة والتعليم
تلقى فاضل الجمالي تعليمه الأولي في مدارس بغداد، وكان يذهب إلى مدرسة الأليانس كل يوم جمعة لاقتناء الكتب الفرنسية وتعلم اللغة الفرنسية من المسيو كوهين، ثم دخل دورة للمعلمين افتتحت للمدارس الابتدائية في بغداد بعد الاحتلال البريطاني عام 1918 وعين بعدها معلما في 19 تشرين الثاني 1918. وزاول مهنة التعليم في المدارس العراقية لمدة أربعة سنوات، وفي عام 1922 سافر إلى بيروت للدراسة في الجامعة الأمريكية والتي رفض أهله في البداية الموافقة على سفره، ولقد نال شهادة بكالوريوس فنون في التربية من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1927. ورجع إلى بغداد واشتغل في التدريس في دار المعلمين الابتدائية، ثم أوفد إلى خارج العراق لإكمال دراسته في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك عام 1929.
محمد فاضل الجمالي (الثالث من اليسار) وبجانبه موسى كاظم بك (الثاني من اليسار)، في حفل أقيم بمناسبة نقل موسى كاظم بك من منصب متصرف لواء الديوانية إلى مديرية التفتيش ببغداد خلال عهد المملكة العراقية عام 1954
عين الجمالي بعد حصوله على الشهادة مدرسا في دار المعلمين العالية، وتدرج في المناصب العلمية حيث رقي إلى مرتبة أستاذ.
رافق فاضل الجمالي اللجنة الأمريكية التي قدمت تقريرا عن حال التعليم إلى شؤون المعارف عام 1932 وترجم تقريرها إلى اللغة العربية.
في 28 حزيران 1934 عين مديرا عاما للمعارف في بغداد، ثم عين بمنصب رئيسا للتفتيش العام عام 1935.
أوفد إلى سان فرانسيسكو عندما كان مدير الخارجية عام 1945، مع الوفد العراقي برئاسة أرشد العمري لإعداد ميثاق الأمم المتحدة لكن العمري عاد إلى بغداد وخول الجمالي في التوقيع على الميثاق نيابة عن الحكومة العراقية في حزيران 1945.[7]
كان من المناضلين في المطالبة باستقلال الدول العربية خاصة دول المغرب العربي من خلال المحافل الدولية الديبلوماسية.
شارك في العديد من المؤتمرات الدولية، ومثل العراق في أقطار كثيرة، وأسهم في العمل التربوي.
عين عضوا بمجلس الأعيان في تشرين الأول 1957 ولغاية قيام حركة تموز في 14 تموز 1958.
أصدر صحيفة يومية سياسية في بغداد باسم العمل في 14 كانون الأول 1957، وعهد برئاسة تحريرها إلى جعفر عباس الحيدري وأعيد تعيينه وزيرا للخارجية في وزارة نوري السعيد الرابعة عشر في آذار 1958، ولغاية 19 أيار 1958.
عين عضوا في مجلس الاتحاد العربي المؤلف من العراق والأردن في 21 أيار 1958 حتى قيام حركة تموز 1958.
اعتقل في 14 تموز 1958 وحكم عليه بالإعدام بعد حركة 14 تموز في العراق في 10 تشرين الثاني 1958، ولكن لم يعدم بل عفي عنه، وأطلق سراحه في 14 تموز 1961.[3]
أيامه خارج العراق
سافر الجمالي بعد أطلاق سراحه إلى خارج العراق حيث عاش كلاجيء سياسي في سويسرا، ثم استدعاه الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة إلى تونس بعد أن منحه الجنسية التونسية وأكرمه.[8]
استمر فاضل الجمالي يحاضر ويكتب ويؤلف حتى وفاته، وصدرت له العديد من المؤلفات في تونس، ومنها كتاب فلتشرق الشمس من جديد على الأمة العربية.[9]
وفاته
توفي الجمالي في تونس في 24 أيار 1997، عن عمر يناهز الخامسة والتسعين عاما.[10]
من أقواله
كان الجمالي يملك شخصية محترمة يجلّها السياسيون الغربيون، فهو شخص يتمتع بقدرة عالية في التكلم بعدة لغات حيث كان يجيد اللغة الإنكليزيةوالفارسيةوالتركيةوالفرنسيةوالإيطالية، كما أنه كان من الملتزمين بالدين الإسلامي بالرغم من انفتاحه الفكري. ولقد قال في إحدى مذكراته: «النقص الكبير في الدولة العراقية هو: أننا لم نثقف الشعب العراقي كما يجب. وبصفتي مسؤولاً عن التعليم فأنا أتحمل جزءاً من مسؤولية تدهور التعليم في العراق. لقد اعتمدنا العلمانية في مناهج الدولة وكان هذا خطأ فادحاً، كان يفترض أن يكون التعليم إسلامياًفالعراقيون معظمهم من المسلمين».[11]
مؤلفاته
لهُ العديد من المؤلفات منها علمية وتربوية ومنها في مجال الوحدة والقومية العربية:[12]