يعتمد اقتصاد اليمن على موارد محدودة من النفطوالغاز لم تستغل جيداً ولا يزال هذا القطاع رغم أنه يشكل النسبة الأكبر من الناتج المحلي الإجمالي غير مطور.[31] تاريخياً، اليمن بلد زراعي، ولكنه يعتمد على مداخيل ممراته البحرية وموانئه.
تمر البلاد بأوضاع سياسية واقتصادية صعبة نتيجة الفساد والصراعات المسلحة التي تعيق مسيرة التنمية. اليمن دولة نامية ومن بين البلدان الأقل نماءً حيث احتلت المرتبة الثامنة في قائمة الدول الأكثر هشاشة حول العالم لعام 2014.[32]
يشن تحالف تقوده السعودية والإماراتحملة جوية منذ 26 مارس2015 في حربٍ أهلية تشمل ذات أطراف أزمة 2011 بصورة رئيسية بالإضافة إلى انفصاليين وجماعات جهادية،[49][50][51] مقابل ميليشيات الحوثيين وعلي عبد الله صالح.[52] تلعب الحكومة المعترف بها دولياً دوراً رمزياً،[53] وتقيم منذ تصاعد الأزمة في الرياض دون قرار على الميليشيات الإصلاحية شمالًا، الانفصالية جنوبًا. في حين أنَّ مشاكل اليمن متشعبة وأطرافها المسؤولة متعددة، يتحمل الحوثيون المسؤوليةَ الأكبر عن اندلاع الحرب الجارية.[54]
بحسب الأمم المتحدة، تم تأكيد نحو تسعة آلاف إصابة بين المدنيين، قُتل 3,000 منهم على الأقل وفق تقديرات محافظة.[55] وأضافت أن التحالف السعودي مسؤولٌ عن ضِعفِ عدد الضحايا المدنيين أكثر من باقي القوى مجتمعة.[56] بلغ عدد النازحين اثنان ونصف مليون بحلول ديسمبر 2015.[57] كما تعرضت العديد من المواقع الأثرية من مختلف الحقب التاريخية للتدمير الجزئي أو الكلي.[58] بالإضافة إلى الاستهداف الممنهج للأضرحة الصوفيةبحضرموت.[59][60] استضافت دولة الكويت مفاوضات برعاية الأمم المتحدة بين وفدين أحدهما يمثل الحكومة المقيمة بالرياض والآخر الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام، وأعلن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن استنائفها بعد شهر من تاريخ السادس من أغسطس 2016.
وفي الأدبيات العربية، اختلف اللسانيون وأهل الأخبار في تحديد معنى اليمن ولهم عدة نظريات بخصوص ذلك فقيل أنه مشتق من اليُمن أي البركة وهو نقيض الشؤم.[66] وقيل كذلك أنه سمي باليمن لأنه يمين الكعبة.[67] بسبب أن الجغرافيين المسلمين اعتبروا مكة نقطة استشراف في مخيلتهم. وقيل سمي نسبة إلى يمن بن قحطان. وقالوا أن قحطان أبو اليمن وقالوا كذلك أن قحطان هذا نفسه اسمه يمن.[68] ومنهم من قال أن كل العرب كانوا بمكة فتيامن بنو يقطن في رواية وبنو يمن في رواية أخرى فسميت اليمن على ذلك.[68]
ومثل هذا من مألوف عادة أهل الأخبار فالشواهد الأثرية والكتابات الكلاسيكية خرساء صامتة عن قحطان ومكة والكعبة. وقحطان هذا مأخوذ من الشخصية التوراتيةيقطان الذي يذكر العهد القديم أنه والد سبأ وحضرموت.[69] والرأي الغالب أنها أخذت من كلمة يمنت في نصوص المسند.[70][71][72] ووفقًا لجغرافيي العصور الوسطى، اليمن إقليم من أقاليم الجزيرة العربية وهو الإقليم لما وراء تثليثويبرين إلى صنعاء وما قاربها من مخاليف. وأقصى اليمن حضرموت ومركزها وقصبتها صنعاء.[73][74][75]
يبلغ طول الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية قرابة 1,458 كم و288 كم مع عُمان من جهة الشرق. تطل اليمن على البحر الأحمروبحر العرب ويبلغ طول الشريط الساحلي لليمن 2500 كم.[76]
إقليم السهل الساحلي: يمتد هذا الإقليم من تهامة مرورًا بالسواحل الجنوبية للبلاد في عدن وحضرموت والمهرة. يتخلل هذا الإقليم عدة هضاب وجبال ويشمل سهول تهامةوأبينوميفعة والسهل الساحلي الشرقي في محافظة المهرة [77]
إقليم المرتفعات الجبلية: وهو أكبر أقاليم اليمن الجغرافية إذ يمتد من أقاصي الحدود الشمالية الغربية للبلاد حتى الحدود الجنوبية الشرقية. والجبال في هذا الإقليم هي الأعلى ارتفاعًا في شبه الجزيرة العربية بمعدل 2000م وتبلغ بعض القمم 3500م أعلى هذه القمم هي قمة جبل النبي شعيب[78][79]
إقليم الأحواض الجبلية: يتميز هذا الإقليم بالأحواض والسهول الجبلية في مرتفعاته وأكثريتها تقع في الجانب الشرقي من الإقليم حيث تكثر المياه الآتية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وتعبر في قاع يريموذمار ومعبر وحوض صنعاء وعمرانوصعدة.[80]
إقليم المناطق الهضبية: تقع إلى الشرق والشمال من إقليم المرتفعات الجبلية وموازية لها لكنها تتسع أكثر باتجاه الربع الخالي وطبيعة هذا الإقليم صحراوية صخرية تتخلله بعض الأودية وينقسم إلى قسمين الهضبة الغربية وأعلى ارتفاع لها قرابة 1300م والهضبة الشرقية المتمثلة في هضبة حضرموت التي بدورها تنقسم إلى شمالية وجنوبية بسبب وادي حضرموت الذي يفصل بينهما.[81]
إقليم الصحراء: إقليم رملي يكاد يخلو من غطاء نباتي بإسثناء مجاري الأمطار ويشمل أجزاء من صحراء الربع الخالي. تراوح ارتفاع السطح هنا بين (500-1000)م فوق مستوى سطح البحر.[81]
المناخ
الجو حار ودرجة الرطوبة عالية في المناطق الساحلية ومعتدل في المناطق الجبلية وجاف وحار في المناطق الشرقية للبلاد [82][83]
الساحل الغربي: تصل درجة الحرارة إلى 54 درجة مئوية خلال فصل الصيف و35 درجة مئوية شتاء[84]
الساحل الجنوبي: 37 درجة مئوية صيفا و25 شتاء[85] كمية الأمطار لا تزيد عن 100 مليمتر في السنة ولا تتجاوز 10 أيام فقط في السنة [86]
المرتفعات: تتمتع بمناخ معتدل في معظم أيام السنة، على الرغم من أنه يمكن أن يصبح حار في الظهر وبارد في الليل وخصوصًا بين شهري أكتوبر وفبراير. تصل درجة الحرارة إلى 5 درجات مئوية من نوفمبر إلى يناير و25 درجة مئوية في يوليو[87] تسجل الأمطار أعلى قيمها في المنطقة الجبلية الوسطى حيث تتراوح كميتها السنوية بين 400 -1100 مليمتر تقريباً وبمعدل سنوي يقترب من 750 مليمتر
أيضًا هذه المنطقة تسجل أعلى عدد للأيام الممطرة والتي قد تصل إلى أكثر من 156 يوم في السنة وبمعدل سنوي 94 يوم في السنة.[86]
تعتبر الأعاصير في اليمن نادرة الوجود ومع ذلك فقد تعرضت اليمن في نوفمبر 2015 لإعصارين متتاليين، حيث تعرضت اليمن لإعصار تشابالا الذي وصف بأنه أقوى إعصار استوائي في المحيط الهندي، وهو أقوى أعصار في بحر العرب يصل لليابسة، [88] وضرب الإعصار جزيرة سقطرى صباح الأحد 1 نوفمبر2015، وهو في ذروة قوّته، مصاحباً لهبوب رياح قوية بلغت سرعتها 150كم/ساعة، وارتفاع في الأمواج لما يقارب 10-13 متر على سواحل الجزيرة، إضافة إلى هطول كميات كبيرة من الأمطار أحدثت فيضانات وسيول جارفة.
وعبر الإعصار ساحل المكلا في فجر الثلاثاء 3 نوفمبر، برياح ذات سرعة قصوى تصل إلى 120 كم/ساعة، وأغرقت أمواج البحر المدينة، وواصل مساره غرباً متحولاً إلى منخفض مداري مروراً من منطقة بلحاف - بروم الساحلية الفاصلة بين محافظتي شبوة وحضرموت.[89]
في مساء الأحد 1 نوفمبر أعلنت الحكومة اليمنية عدد من المناطق في جزيرة سقطرى «منطقة منكوبة»، جراء الأعاصير التي اجتاحت الجزيرة، وتسببت بتدمير مئات المنازل، وإغراق مساحة واسعة من الجزيرة.[90] وبوفاة 8 أشخاص وإصابة 200 شخص في جزيرة سقطرى. ونزوح 40 ألف شخص على الأقل في أرخبيل سقطرىوحضرموتوشبوة، يضافون إلى 2,305,048 نازح داخل اليمن بفعل الحرب الأهلية اليمنية.[91][92]
وما أن تلاشى إعصار تشابالا ظهر الثلاثاء 3 نوفمبر حتى تكون إعصار ميج وتبعه في مساره، حيث ضرب إعصار ميج سقطرى في يوم الأحد 8 نوفمبر، وأتجه نحو سواحل أبينوعدن، ووصل الساحل اليمني يوم الثلاثاء 10 نوفمبر، جالباً معه المزيد من الأمطار والفيضانات.[93]
بحسب مخرجات الحوار الوطني اليمني قرر تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، بحيث يكون لكل أقليم برلمان وحكومة، بدلاً عن نظام الحكم المركزي، وكان متوقع إقرار أقاليم اليمن في الدستور الجديد أواخر 2014.[94] حيث كان من المفترض أن يتمتع كل إقليم بحكومة وبرلمان خاص به لإدارة شؤونه المختلفة، بحيث تتولى الحكومة الاتحادية إدارة الشؤون الخارجية للبلاد والدفاع فقط.[95] في مقابلة مع صحيفة سعودية بتاريخ 2 مارس 2016 نشرها موقع الأنباء الرسمي التابع لعبد ربه منصور هادي، تحدث الرئيس المعترف به دولياً عن «دولة اتحادية - كونفدرالية»، برغم الاختلاف الجذري بين المفهومين. وبخصوص الأقاليم، وفر تقديراً شخصياً لعددها ما بين ثلاثة إلى ستة بحسب الظروف.[96][97]
* أمانة العاصمة مدينة اتحادية غير خاضعة لأي سلطة أقليمية.
المحافظات
تُقسم الجمهورية اليمنية إدارياً في إطار نظام السلطة المحلية إلى 21 محافظة بالإضافة إلى محافظة أرخبيل سقطرى التي أعلنها الرئيس هادي محافظة منفصلة عن محافظة حضرموت، [98] وتقسّم المحافظات إلى: 333 مديرية، يتفرّع عنها 2200 عزلة وحي، فضلاً عن 36986 قرية و91489 محلّة وحارة. كما يبلغ عدد الدوائر المحلية 5620 دائرة محلية (مركز انتخابي).[99]
نسبة الزيادة السكانية حوالي 3% سنوياً وتبلغ الكثافة السكانية حوالي 40 نسمة لكل كم2. معدل الخصوبة هو 6.5 طفل لكل امرأة [105] و75% من السكان أعمارهم أقل من 30 سنة [106] قرابة نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر[107] يعد معدل النمو السكاني واحدًا من أعلى المعدلات في العالم ومن المتوقع أن يصل تعداد اليمن إلى 30.8 مليون نسمة عام 2020 وهو ما يضع اليمن أمام تحديات مستقبلية جديدة.[108]
في عام 2017 قدرت أعداد اليمنيين اليهود بحوالي خمسين شخص، [116] إذ هاجر أغلبهم إلى إسرائيلوالولايات المتحدة وهم الأقلية الغير المسلمة الوحيدة من سكان اليمن الأصليين. وجودهم قديم للغاية ويعود للقرون الأولى بعد الميلاد، كان معظمهم يعمل في صياغة الذهب وصناعة الخناجر اليمنية ولهم ثقافة مميزة عن باقي اليهود حول العالم. خلال الاستعمار الإنجليزي لعدن، تواجدت أقليات مسيحيةوبارسية وافدة رحل معظمهم برحيل الإنجليز عام 1967. ويترواح عدد المسيحييين في اليمن بين 3,000 إلى حوالي 25,000 مسيحي.[117] بالمقابل ذكرت دراسة مركز بيو للأبحاث سنة 2010 وموقع البي بي سي أن عدد مسيحيين اليمن يصل إلى 41,000 نسمة واستشهد بمصادر الأمم المتحدة وقاعدة بيانات المسيحية العالمية.[118] وبحسب دراسة تعود إلى عام 2015 حوالي 400 مواطن مُسلم يمني تحول إلى المسيحية.[119] وبحسب دراسة مركز بيو للأبحاث عام 2010 تُعد الهندوسيَّة ثاني أكثر الديانات انتشاراً في اليمن، ويتبعها حوالي 120,000 نسمة.[120][121] ومعظمهم من أبناء الجالية الهنديَّة القاطنة في البلاد.
على أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد، شهدت اليمن قيام ممالك مدينة وهناك اختلاف بين الباحثين حول أصول بناة هذه الممالك، يقترح بعضهم استنادا على التشابه اللغوي أن السبئيين نزحوا من كنعان[132] ويستدلون كذلك بنصوص من التوراة مثل هجوم السبئيين على أيوب وقتلهم أطفاله ففي هذا دلالة أن السبئيين كانوا أعراباً قبل استقرارهم في مأرب من وجهة نظرهم[133] ولكن هذه استناجات قديمة من الباحثين الألمان في القرن التاسع عشر وهي مرفوضة حالياً[134]
اليمن أحد أقدم المناطق المأهولة في العالم وهناك دلائل على حضارات بدائية تسبق المملكة السبئية ولكن القليل هو المعروف عن هذه الفترة وكيفية الانتقال من العصر البرونزي إلى عصر ممالك القوافل نظراً لقلة الدراسات الأثرية عن اليمن والتي تتعرض لمضايقات وعرقلة مدفوعة بعدم الرغبة في إسكتشاف تاريخ اليمن والجزيرة العربية ككل قبل الإسلام[135]
حسب الضئيل الذي عثر عليه بظاهر الأرض، كانت الممالك أو الاتحادات القبلية الأربع الرئيسية تتاجر بالبخوروالبهاراتوالمروالذهب ويذكر العهد القديم قصة ملكة سبأ وزيارتها للملك سليمان وقدومها بقوافل محملة بالطيب والذهب [136] وتعتبر مأرب مهد الحضارة اليمنية القديمة.[137] بدأ السبئيون بالتوسع شيئا فشيئا والاستيلاء على الإمارات الصغيرة التابعة للممالك الأخرى قرابة القرن التاسع قبل الميلاد.[138] لا توجد أنهار في اليمن كتلك الموجودة بمصروالعراق وطبيعة الأرض جبلية وعرة فظهرت ممالك متعددة، متحاربة ومتصارعة للسيطرة على الموارد المحدودة أشهرها وأقواها كانت مملكة سبأ.[139]
للتغلب على قسوة الطبيعة، بنى السبئيون سد رحاب (سد مأرب) في القرن الثامن ق.م وربما العاشر وكان سببا رئيسياً لازدهار وقوة المملكة[140] كان السد معجزة هندسية في تاريخ شبه الجزيرة العربية، يروي مايقارب 98,000 كم مربع، يدفع 1,700 متر مكعب من السيول حاملة 2000 طن من المياه في الثانية[141] عُرفت هذه الواحة البشرية الصنع بـ«أرض الجنتين».[142] كان السبئيون يحكمون من كهنة يسمى أحدهم مكرب والمكرب كان أعلى طبقة إجتماعية في اليمن القديم، معنى كلمة مكرب غير واضح ولكنها بالتأكيد ليست ملك أو أمير. لقرون عديدة، سيطر السبئيون على التجارة الصادرة بين البحر الأبيض المتوسطوالهند[143] وكان السبئيون يروجون الشائعات التي صدقها اليونانيون لفترة، من قبيل أن هناك ثعابين مجنحة لا تسمح لأحد سوى السبئيين بالاقتراب من مصادر إنتاج البخور واللبان. اخترع أبناء سبأ احساسا بالهوية عن طريق الدين، فعبدوا إلههم إل مقه وأقنعوا أنفسهم أنهم أبناؤه.[144]
في العام 25 ق.م، أرسل الإمبراطور أغسطس قيصر حملة عسكرية بقيادة حاكم مصرالرومانيأيليوس غالوس. امتلك الرومان معلومات جغرافية وسياسية ضئيلة ومتناقضة عن اليمن فأُبيد الجيش الروماني من عشرة آلاف مقاتل أمام أسوار مأرب[152] وانسحب غالوس وصديقه سترابو إلى الإسكندرية وأُعدم دليلهم النبطي بتهمة الخيانة[153] ولم تُكتشف كتابة بخط المسند عن الحملة الرومانية بعد.
عقب الحملة الرومانية، ادعت عدة فصائل حقها في الملك، همدانوحِميَّر تحديداً فكان هناك ثلاث زعماء يلقبون أنفسهم بلقب ملك سبأوذو ريدان[154] تمكن الحِميَّريين من السيطرة على صنعاء عام 100 بعد الميلاد لمدة ثمانين سنة حتى طردهم أقيال من حاشد عام 180 [155] واستمرت المعارك القبلية الصغيرة بين الفريقين حتى تمكن الحِميَّريين بقيادة شمَّر يهرعش من القضاء على كل الإقطاعيات ودخلت البلاد مرحلة الحكم المطلق للحميريين وأتخذوا من ظفار يريم عاصمة لمملكتهم، وألغوا النظام الاتحادي الذي كان سائداً أيام دولة السبئيين[156] ذلك لأن النصوص المكتشفة أيام السبئيين، تظهر أن زعماء قبائل وإقطاعيات واسعة كانوا يشيرون لأنفسهم بملوك كذلك واقتصرت علاقتهم بمأرب على دفع الضرائب السنوية، فاختفت الألقاب الملكية لتقتصر على أذواءريدان، فكان الحميريين أول من عين حكاماً للمقاطعات في تاريخ اليمن القديم سموهم جباة الملك [157]
إعتبار ظفار يريم عاصمة لم يقلل من أهمية مأرب عند الحميريين، بل استمروا بتقديم القرابين والأضحية في المعبد الرئيسي بمأرب ومرد ذلك كان رغبة الحِميَّريين باستمرارية التقاليد الموروثة وإضفاء شرعية لملكهم أمام السكان[158] وأتخذ الحميريين من العام 115 ق.م مبدأ لتقويمهم وقاموا بتوحيد آلهة الممالك وإعتبار رحمن إله الأرض والسماء والأوحد [159][160][161] شهدت البلاد مرحلة من الفوضى عقب وفاة شمَّر ذلك أن عدة بيوت حِميَّرية ادعت حقها في الملك، إلى أن استعاد ذمار علي يهبر السيطرة ليكون جد سلالة قوية من الحميريين هيمنت على اليمن وباقي شبه الجزيرة العربية لمايزيد عن 250 سنة [162]
ظهر يوسف أسأر وكان أحد الأذواءاليهود الذين ظهروا في نفس الفترة المضطربة. بظهور يوسف كانت المملكة الحميرية قد سقطت على أرض الواقع. كان المسيحيون في اليمن قد ارتكبوا عمليات قمع ممنهجة ضد اليهود وأحرقوا العديد من المعابد اليهودية عبر البلاد[174] فانتقم يوسف لليهود بقدر كبير من القسوة[175] أشهر وقائعه كانت في نجران، [176] وشن حملات على الطول الساحل الغربي في تهامة حتى وصل باب المندب، ليعيق وصول الإمدادات للمسيحيين في اليمن من مملكة أكسوم على الضفة المقابلة[177] إذ كان المسيحيين في نجران طابورا خامساُلمملكة أكسوم[168][178]
قتل المسيحيين بتلك الصورة برر تدخل بيزنطة ودعمها لأكسوم وتمكن الأسطول البيزنطي من هزيمة يوسف أسأر أو «ذو النواس الحِميَّري» عام 525 - 527 للميلاد وعُين شميفع أشوع حاكماً على البلاد، وقاموا بإعادة إعمار كل الكنائس التي هدمها ذو النواس منها ثلاث كنائس جديدة في نجران وحدها[179] قُتل شميفع أشوع من قبل أبرهة بعد خمس سنوات وأعلن نفسه ملكاً مستقلاً على حِميَّر وأعاد استخدام اللقب الملكي للحميريين.[180] شن أبرهة حملة واسعة على الحجاز، وفقا لكتابة بخط المسند دونها بنفسه وكتابات البيزنطيين، يذكر القرآن أن طيرا أبابيل هزمته [181]
بقيت البلاد على ماهي عليه من الاضطراب حتى بعد عودة الحِميَّريين بقيادة شخصية شبه أسطورية تدعى سيف بن ذي يزن وفقا لمصادر متأخرة فلم يعد لحِميَّر سلطان على أحد وبقيت القبائل مستقلة عن أي حكومة حتى الإسلام[182] ذكرت المصادر البيزنطية المعاصرة لتلك الفترة أن الإمبراطورية الفارسية استولت على عدن[183] معظم المناطق كان خاضعا لزعماء محليين باستثناء عدنوصنعاء وتعتبر تلك الفترة نهاية الحضارة اليمنية القديمة، إذ لم يعثر الباحثون على كتابة واحدة أو شاهد بالمُسند عن هذه الفترة من تاريخ اليمن[184]
يسر ولا تعسر، وبشر ولا تنفر، وإنك ستقدم على قوم من أهل الكتاب، يسألونك ما مفتاح الجنة ؛ فقل : شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
— وصية النبي محمد لمعاذ بن جبل قبل بعثه إلى اليمن
أرسل النبي كتاباً لوائل بن حجر وعدد من الأقيال بل أرسل عدة كتب لزعماء من قبيلة واحدة والسبب في ذلك كان الانقسام الواضح بين القبائل وغياب سلطة مركزية قوية في اليمن أيام النبي.[188] قدمت القبائل عام الوفود وكان سلوك النبي مختلفاً اتجاه كل قبيلة، فحفاوته في الاستقبال لقبائل أسلمت وقدمت الصدقات مبكراً كان مختلفاً عن القبائل التي أسلمت بعد هزيمتها مثل بنو الحارث بن كعبوخثعم وصداء من مذحج.[189] هناك عدة أسباب وراء سرعة انتشار الإسلام في اليمن، أولها أن عددا كبيراً من اليمنيين كانوا ممن يُعَرِفهم الإسلام بأنهم أهل كتاب كما يتضح من وصية النبي لمعاذ بن جبل، والثاني هو الإضطراب والإقطاعية الذي كانت تمر بها البلاد اليمانية فعدد من زعماء القبائل اعتنق الإسلام وقدم على النبي محمد لحل نزاعات قبلية مثل وائل بن حجر الحضرمي لنزاعه مع الأشعث بن قيس الكنديوفروة بن المسيك المرادي لمعارك قومه مع همدان.[190]
عام 904، هاجم القرامطة مدينة زبيد ونزلوا في يافعلحج ودخلت البلاد مرحلة من الفوضى والاقتتال لدرجة أنه من الفترة مابين 904 وحتى 913 تم غزو صنعاء عشرين مرة ومحاصرتها خمسة مرات من قبل القرامطةوبنو يعفر[206] استعاد أسعد بن إبراهيم الحواليصنعاء عام 913 وأعاد نفوذه على مخلاف الجند (تعز) ومخلاف حضرموت[207] وتوفي السلطان أسعد عام 944 وكان آخر سلاطين بني يعفر الأقوياء. هاجم بنو يعفر عاصمة بني زيادزبيد وأحرقوها بقيادة عبد الله بن قحطان الحِميَّري وشيخ قبلي آخر من خولان عام 989[208] هجوم عبد الله بن قحطان أضعف الدولة الزيادية كثيراً ومن عام 989 ودولة بني زياد تحكم فعليا من قبل مولاهم الحسين بن سلامة الذي تمكن من الحفاظ عليها من الانهيار الكامل عقب هجوم عبد الله بن قحطان وتمكن من استعادة السيطرة على كافة تهامة من جديد وأخضع سلالة قليل هو المعروف عنها يعرفون بالسليمانيين كانوا قد ظهروا بجيزان[209] بحلول عام 997، تحول سلاطين بنو يعفر لأمراء محليين مثلهم مثل بقية أمراء القبائل مقرهم في شبام كوكبان.[210]
رغم أن ملوك بنو صليح كانوا إسماعيلية، إلا أن الملاحظ أنهم لم يحاولوا فرض مذهبهم على أحد ولم يضطهدوا الشافعيةوالزيدية.[223] حكمت السيدة الحرة كما تُعرف في كتب التاريخ اليمنية باقتدار ولا تزال تذكر باعجاب ومحبة ويشهد على ذلك كتب التاريخ والأدب اليمني والتقاليد الشعبية حتى أنها سُميت بلقب بلقيس الثانية في إشارة لملكة سبأ الأسطورية.[224] سقطت دولة الصليحيين عام 1138 بوفاة الملكة أروى عن عمر ناهز الثمانين عاماً. وبوفاتها انقسمت البلاد إلى خمس سلالات متنازعة على طول الخطوط الدينية. وهو ماسهل على الدولة الأيوبية دخولها إلى اليمن عام 1174.[225]
كان الأيوبيون الأكراد قد أسقطوا الخلافة الفاطمية في مصر وبعد فترة قصيرة على صعودهم في تلك البلاد، قرر صلاح الدين الأيوبي إرسال أخاه توران شاه للسيطرة على اليمن.[226] تزعم بعض كتب الأخبار العربية أن الناس في اليمن طلبت من الأيوبيين أن يضموا اليمن إلى دولتهم، قد يكون ذلك صحيحاً بدلالة النزاعات المذهبية والقبلية التي شهدتها اليمن بسقوط الدولة الصليحية ولكنها ليست المرة الأولى ولم تكن الأخيرة التي تحاول فيها أي قوة تسيطر على مصر أن تسيطر على اليمن بعدها مباشرة، تأمين طريق التجارة عبر البحر الأحمر كان أهم دوافع الأيوبيين بالإضافة لسبب آخر هو خشيتهم من تقدم علي بن مهدي الحميري نحو مكة.[227][228][229][230]
توجه توران شاه إلى اليمن عام 1174 وكالعادة نزل في زبيدبتهامة أولاً وقضى على أبناء علي بن مهدي ثم توجه إلى عدن وأخذها من بنو زريع ثم توجه ناحية حضرموت، ولم تكن حضرموت نفسها خاضعة لأسرة واحدة فقضى على تلك الأسر في الشحروتريموشبام ولكنهم واجهوا مقاومة شديدة من الزيديةوالإسماعيلية بالمرتفعات الشمالية.[231] لم تكن الجبهة اليمنية متحدة فقد كانوا منهكين من الصراعات والحروب الدائرة بينهم فاتخذت القوى المناوئة للأيوبيين أسلوب حرب العصابات لاستنزافهم، كون جيش الأيوبيين كان جيشا نظاميا مدرباً وبقدرات عالية تفوقهم، لذلك لم يستطع الأيوبيون من تأمين صنعاء حتى العام 1189.[231] وفشلوا في السيطرة على صعدة، معقل الزيدية.[232]
فعمل الأيوبيون على تقليل خسائرهم بالسيطرة على المدن المهمة فقط مثل عدنوزبيدوتعزوالشحر. خرج أحد أمراء آل دغار في حضرموت على الأيوبيين عام 1191 وانتهى خروجه بالمصالحة وإطلاق الأيوبيين لأفراد من أسرته كانوا قد اعتقلوهم سابقاً، وثار الزيدية بقيادة الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة في شبام كوكبان نفس السنة ودارت معركة بينهم وبين الأيوبيين خلفت مئتي قتيل منهم وسبعمائة من جيش الأيوبيين.[233] ونجح الزيدية بقيادة المنصور بالله عبد الله بن حمزة في استعادة صنعاء من الأيوبيين عام 1197.[234]
هُزم جيش الأيوبيين قرب ذمار عام 1223.[235] استمر نضال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة ضد الغزاة الأيوبيين حتى وفاته عام 1217. وخرج آخر سلاطين الأيوببين المسعود من اليمن عام 1228 ووفقا لمصادر أخرى عام 1223 وعُين عمر بن رسول نائبا له.[236]
عندما سقطت بغداد عام 1258 أمام هولاكو خان، تلقب الملك المظفر يوسف الأول بلقب الخليفة[241] ونقل العاصمة من صنعاء إلى تعز لقربها من عدن.[242] وبنى عدداً من المدارس والقلاع والحصون حتى الرحالة ماركو بولو انبهر باليمن خلال هذه الفترة ونشاطها التجاري والعمراني وكثرة القلاع والحصون بالبلاد [243] توفي الملك المظفر في تعز ودفن بها بعد 47 عاما من الحكم منفرداً حتى ألد أعدائه، وهم الزيدية، وصفوه بأعظم ملوك اليمن تعليقا على وفاته.[241]
كما قاموا بتبني العديد من البرامج الزراعية لترويج زراعة النخيل.[248] وخلال هذه الفترة أصبح البن سلعة رابحة لليمن.[250] يعتبر المؤرخون دولة بني رسول من أعظم الدول اليمانية منذ سقوط مملكة حِميَّر[251] ذلك لأنهم عكس الأيوبيين أو العثمانيين، لم يكن وجودهم عسكرياً لتأمين مصالح خارجية لا علاقة لها بمصالح السكان، فقد اندمجوا في المجتمع اليمني وادعوا اصلا يمنياً لتبرير ملكهم وتوحيد السكان خلفهم.[252] ادعوا انهم عرب يمنيين هاجر أجدادهم إلى بلاد الترك في فترة ما ثم عادوا إلى اليمن، ولكنهم بالتأكيد كانوا من الأوغوز.[252]
كانت علاقة الرسوليين مع مماليك مصر علاقة معقدة، إذ احتدم التنافس بينهم على الحجاز وأحقية كسوة الكعبة بالإضافة لإصرار المماليك على إعتبار بني رسول تابعين لهم.[242] استمرت دولة بني رسول لأكثر من مئتي سنة إلى أن دب فيها الضعف عام 1424 إذ أصبحت المملكة مهددة من قبل أفراد الأسرة الحاكمة أنفسهم وخلافاتهم حول مسألة الخلافة، بالإضافة للتمردات المتكررة من الأئمة الزيدية وأنصارهم، كان الرسوليون يحظون بدعم سكان تهامة وجنوب اليمن واضطر الرسوليون لشراء ولاء قبائل المرتفعات الشمالية بالأموال وعندما ضعفت الدولة، وجد الرسوليون أنفسهم عالقين في حرب إستنزاف، لم يكن الزيدية يوما ما سياسيين بارعين أو حكاما أقوياء ولكنهم يعرفون جيدا كيف يستنزفون طاقات أعدائهم.[253] ورغم جهود الرسوليين لتثبيت المذهب الشافعي في اليمن لمجابهة الزيدية والإسماعيلية، إلا أن من أسقط دولتهم لم يكونوا هولاء بل سلالة شافعية محلية اسمها بنو طاهر، إذ استغل الطاهريون الخلافات بين الأسرة الرسولية الحاكمة ليسيطروا على عدنولحج وبحلول عام 1454 أعلنوا أنفسهم الحكام الجدد لليمن.[247]
الدولة الطاهرية
كان الطاهريين مشايخ محليين من منطقة رداعبمحافظة البيضاء تابعين لبني رسول. وخلال الإثنا عشر سنة الأخيرة من حكم الرسوليين استغل الظافر عامر بن طاهر النزاع بين أفراد الأسرة الحاكمة حتى سلم الملك الرسولي المسعود أبو القاسم مقاليد السلطة سلمياً عام 1454. رغم أنهم لم يكونوا بقوة سابقيهم إلا أنهم بنوا العديد من خزانات المياه والجسور والمدارس في زبيدوعدنورداع وأشهر آثارهم المدرسة العامرية التي بناها الملك عامر بن عبد الوهاب عام 1504. كانوا أضعف من إحتواء الزيدية أو الدفاع عن أنفسهم من الغزاة الأجانب.[254]
كان مماليك مصر يريدون ضم اليمن إلى مصر واحتل البرتغاليون بقيادة ألفونسو دي ألبوكيرك جزيرة سقطرى عام 1513 وشنوا عدة هجمات فاشلة على عدن.[255] شكل البرتغاليون خطراً مباشراً لتجارة المحيط الهندي العابرة للبحر الأحمر فأرسل المماليك قوة بقيادة حسين الكردي لقتال البرتغاليين.[255] بدأ مماليك مصر محادثات مع الطاهريين في زبيد لمناقشة مايحتاجه الجيش المملوكي من أموال وعتاد، ولكن الجيش الذي كان ينفذ من المؤن، بدأ بالتحرش بسكان تهامة وعوضا عن مواجهة البرتغاليين قرروا إسقاط الطاهريين وإحتلال اليمن لإدراكهم ثراء نطاق نفوذ سلاطين بني طاهر.[250]
تمكنت قوات المماليك بالتعاون مع قوات قبلية موالية للإمام الزيدي المتوكل يحيى شرف الدين من السيطرة على مناطق نفوذ الطاهريين ولكنهم من يتمكنوا من إسقاط عدن عام 1517. لم يدم الانتصار المملوكي طويلاً، بعد شهر واحد من إسقاطهم الطاهريين، احتلت الدولة العثمانيةمصر وشنقت طومان باي آخر سلاطين المماليك في القاهرة. تحالف السلطان الطاهري عامر بن داوود مع البرتغاليين فعزم العثمانيون السيطرة على اليمن لكسر الاحتكار البرتغالي لتجارة التوابل.[256] بالإضافة لقلقهم من سقوط اليمن بيد البرتغاليين وربما سقوط مكة بعدها.[257] هوان الطاهريين جعل الأئمة الزيدية يظهرون بمظهر أبطال قوميين ضد الدولة العثمانية.[254]
نشب خلاف بين الإمام يحيى شرف الدين وابنه المطهر فتوجه الأخير إلى زبيد وأبدى استعداده لمعاونة أويس باشا للسيطرة على المرتفعات. اقتحمت قوات أويس باشا وأنصار المطهر بن يحيى شرف الدينتعز وتوجهت شمالاً نحو صنعاء وسيطر عليها عام 1547 وأعطى العثمانيون المطهر بن يحيى شرف الدين لقب بك واعترفوا به إماماً على عمران وقاعدته ثلا[262] لم يستمر الإمام المطهر في ولائه للعثمانيين طويلاً، وشن حملات عديدة عليهم إلا أن أزدمير باشا تمكن من إخماد التمرد وحظي بفترة من السلام النسبي لمدة عشر سنوات تقريبا. تولى محمود باشا أمور الإيالة وكان ظالماً قتل كل عسكري من قادته لا يوافقه رأيه. عدم مراعاته للتوازن الدقيق للقوى في اليمن، جعل اليمنيين يتناسون خلافاتهم ويتوحدون ضد الأتراك.[263] ولي رضوان باشاإيالة اليمن عام 1564 م وأصبح محمود باشا حاكما لمصر.
عندما تولى رضوان باشا أمور الإيالة، أخذ بعرض مساوئ سلفه محمود باشا على الباب العالي في إسطنبول، فبرر محمود باشا اخفاقاته بأن اليمن بلاد واسعة وبحاجة إلى بكلربكيان ولايكفيها واحد، وأصر محمود باشا على موقفه حتى وافق الباب العالي وأرسلوا مراد باشا ليتولى تهامة وولوا رضوان باشا أمر المرتفعات. وقد قصد محمود باشا النكاية برضوان باشا بهذا التعيين، كون القبائل أشرس وأصعب مراسا في المرتفعات الشمالية لليمن بالإضافة لكونها مقرا للأئمة الزيدية[264] تظاهر المطهر بن يحيى شرف الدين بموالاته لمراد باشا المسيطر على التهائم فتوقف الأخير عن إمداد رضوان باشا المسؤول عن المرتفعات، وتزايدت الخلافات بينهم لدهاء الإمام الزيدي المطهر فعُزل رضوان باشا وعُين حسن باشا بديلا عنه عام 1567. انتهز المطهر الفرصة ليجتاح صنعاء وساندته قبائل الجوف البدوية وراسل المطهر أمير بعدان فهاجموا القوات العثمانية وحوصر مراد باشا في ذمار. تمكن مراد باشا من الهرب وبقي معه خمسين من المشاة فاعترضته القبائل وقطعت رؤوسهم وأرسلتها إلى المطهر بن يحيى شرف الدين في صنعاء عام 1567[265]
بعد مقتل مراد باشا وفناء غالب الجيش العثماني في اليمن، أمر الباب العالياللالا مصطفى باشا بالتوجه إلى اليمن، رفض في البداية ولم ينصاع إلا بعد أن رأى غضب السلطان [266] توجه لالا مصطفى باشا إلى مصر وحاول جمع القوات إلا أن الجيش التركي في مصر رفض التوجه إلى اليمن، فأرسل اللالا مصطفى باشا اثنان من جواويشمصر برسالة يعرضان على المطهر الصلح ويأمرانه بالطاعة بل طالبوه بالاعتذار والقول أنه لم يأمر بأي عمل ضد القوات العثمانية.[267] خاض العثمانيون ثمانين معركة مع الزيدية توجت بمقتل مراد باشا قرب ذمار، ولكن كان الأتراك في أوج قوتهم ولم يكونوا على إستعداد لتقبل الهزيمة المهينة بسهولة فأرسلوا قوة جديدة بقيادة سنان باشا، قائد عثماني بارز من أصل ألباني، لإعادة السيطرة العثمانية على اليمن[268] عزل السلطان سليم الثانياللالا مصطفى باشا لتقاعسه عن السفر إلى اليمن بنفسه وأمر باعدام عدد من أمراء السناجق في مصر وولى سنان باشا مقاليد الوزارة على أن يتوجه بكامل العسكر التركي في مصر إلى اليمن[269] قدم سنان باشا من مصر ونزل مكة ومر بجيزانوزبيد وخلص عدنوتعزوإب من أتباع المطهر ثم حاصر شبام كوكبان لسبعة أشهر انتهت بتوقيع هدنة.[270] توفي الإمام المطهر عام 1572 ولم يتحد الزيدية عقب وفاة إمامهم فتقاتل أبناء المطهر مع الحسن بن علي بن داود فاستغل العسكر الانقسام وتمكن العثمانيون من اقتحام صنعاءوصعدةونجران عام 1583 بدعم من الإسماعيلية المناهضين للزيود [271][272] تحصن الحسن في شهارة واُعْتُقِل عام 1585 وسُجن في صنعاء ثم نُقل إلى تركيا ومات فيها.
لم تكن هناك قيادة سياسية موحدة في المرتفعات عقب اعتقال الإمام الحسن بن علي بن داود ونفيه إلى تركيا، فعرض تلاميذ الفقيه المنصور بالله القاسم عليه الإمامة في صنعاء. رفض في البداية ولكن تزايد الترويج للمذهب الحنفي على حساب الزيدية أغضب الإمام المنصور بالله القاسم فتوجه لأرياف صنعاء وبدأ بحشد الأنصار لقتال العثمانيين في سبتمبر1597[273] وهو نفس العام الذي افتتحت فيه السلطات العثمانية جامع البكيرية في صنعاء.[274] قاد الإمام المنصور بالله حملات عديدة على القوات العثمانية حتى وفاته في فبراير1620. خلفه ابنه المؤيد بالله محمد الذي استعاد المرتفعات وصبياوأبو عريش واتفق مع شيخ قبلي من أبين على محاصرة لحجوعدن وبحلول عام 1627 كان معظم اليمن باستثناء الموانئ، قد تخلص من حكم العثمانيين.[275] تمكن الإمام المؤيد استعادة زبيد عام 1634 وأعطى الإمام المؤيد للعثمانيين فرصة الانسحاب سلميا من المخا آخر معاقل العثمانيين. والسبب الرئيس لنجاح الإمام المؤيد كان كان تعلم القبائل استخدام الأسلحة النارية.[276] ووحدتها خلف بيت القاسم إذ تمكن المؤيد من اقناع القبائل أنه وأسرته الذين يستحقون الإمامة.[277] ويعد والده الإمام المنصور القاسم مؤسس ماعٌرف بـ«الدولة القاسمية» ويمكن اعتبارها أقوى دول الإمامة الزيدية[278]
في مارس1632،[ملاحظة 3] أرسل الإمام المؤيد بالله جيشا للسيطرة على مكة، قتل الجيش المكون من ألف مقاتل شريف مكة واقتحموا المدينة ونسب العثمانيون لهم عدد من الفظائع.[279] لم يكن الأتراك مستعدين لخسارة مكة المكرمة بعد اليمن فأرسلوا قوة كبير من مصر لتخليص مكة من الزيدية. انسحب الزيدية أو العربان وفقا للعثمانيين ناحية وادي فاطمة للفارق العددي بينهم وبين جيش الأتراك. توجه الأتراك نحو الآبار التي تزود اليمنيين بالمياه وغمروها، كانت خطة ناجحة فقد خلالها جيش الإمام المؤيد مئتي مقاتل من العطش.[280] استسلم الزيدية في النهاية ووافق خليل باشا على عودتهم إلى اليمن ولكنه أعدم أربعة من قادة الجيش.[280]
توفي الإمام المؤيد بالله بن القاسم عام 1644 واقتتل أبناء الإمام المنصور بالله القاسم على الإمامة حتى انتزعها المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم في نفس العام وتوجه إلى عدنولحجوأبين وطرد بقية الجند العثماني فيها وسيطر على عسير[281][282][283]وحضرموتوظفار عام 1654[284][285] وتمكنت اليمن من توطيد علاقات تجارية مع إمبراطورية مغول الهند وكانت مدينة سورات الهندية الشريك التجاري الأكبر وتبادل البعثات الدبلوماسية مع السلطان العثماني في جدةوعباس الثاني الصفوي في إيران[286]وإثيوبيا كذلك أرسلت ثلاث بعثات ولكنها لم تتطور لحلف سياسي ضد العثمانيين كما أراد الإمبراطور فاسيليداس للضعف الذي أصاب أباطرة إثيوبيا وظهور اقطاعيين أقوياء في بلادهم.[287]
توفي إسماعيل بن القاسم عام 1676 وخلفه ابن اخيه أحمد بن الحسن بن القاسم بعد نزاع مع ابن عمه على الإمامة. لم تستطع الدولة القاسمية الحفاظ على ما أنجزه الإمام إسماعيل بن القاسم لأكثر من ثمانين سنة لعدة أسباب:[288]
قيام الأئمة بتعيين أقاربهم على المناصب الإدارية، بمرور الوقت تحول جزء كبير من أرجاء البلاد إلى إقطاعيات شبه مستقلة.
لم تتبع طريقة الخلافة قانونا واضحاً. فعقب وفاة كل إمام، يجمع أبنائه وأبناء عمومتهم أنصارهم من القبائل ويتقاتلون على المنصب وهو ما أضعف الدولة كثيراً وسمح لزعماء الإقطاعيات بالاستقلال.
كانت الدولة القاسمية غير مركزية واتسمت هذه الفترة بنشاط تجاري كبير وبالذات في المخاواللحية وغيرها من الموانئ في تهامة اليمن.[289] وفي هذه الفترة كذلك، ظهرت الزعامات القبلية البارزة في اليمن اليوم وأبقت عائلات زيدية أرستقراطية أخرى على مكانتها إلى جانب بيت القاسم مثل بيت شرف الدين على سبيل المثال، كانوا يحكمون بشكل مستقل تقريباً منطقة واسعة غرب صنعاء رغم وجود القاسمية، وكانت أجزاء من عسير من فترة طويلة قبل القاسمية ضمن نفوذ سلالة الإمام عبد الله بن حمزة.[290] كانت دولة إقطاعية كالإقطاعيات في أوروبا خلال العصور المظلمة يتحكم فيها أمراء محليون بشؤون مناطقهم بشكل شبه مستقل كمعظم تاريخ اليمن وشبه الجزيرة عمومًا وانتهى بها المطاف للتفكك حتى عودة العثمانيين عام 1872.
في القرن الثامن عشر، تمكن عامل لحج المعين من الأئمة من الاستقلال بالمدينة والسيطرة على عدن عام 1740 فكانت تلك بداية سلطنة لحج وقامت قبائل يافع العليا (بني هرهرة) بمهاجمة إب واستقل شريف أبو عريش بالمخلاف السليماني، وتوقف آل كثير في حضرموت عن ترديد أسماء الأئمة الزيدية في خطب الجمعة في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، ورغم هذا استمر الأئمة بالقتال فيما بينهم على الإمامة[291][292][293] سيطرت سلطنة لحج على عدن ودخلت في عدة صراعات مع القبائل المجاورة، فهاجمها آل فضل والعوالقويافع[294]
وقع سلطان لحج على معاهدة مع الإنجليز مطلع القرن التاسع عشر، واستولى الإنجليز على عدن عام 1839 بقيادة الكابتن ستافورد هاينز مطالبين بتعويضات من السلطان عن نهب حل بباخرة تابعة لهم.[295] كان الإنجليز يبحثون عن مستودع للفحم لأن الرحلة من السويس إلى بومباي كانت تتطلب 700 طن من تلك الصخور.[296] لم تكن عدن وجهة الإنجليز الأولى بل أرادوا السيطرة على المخا[297]
كان الإنجليز يدفعون المرتبات السنوية لمشايخ القبائل المحيطة بعدن، أول القبائل التي عاهدت الإنجليز كانت قبيلة لحجية اسمها العزيبي وتبعتهم قبائل مجاورة مثل يافعوالحواشب وغيرهم. كانت المرتبات السنوية تافهة ولا تتجاوز مئة ريال كحد أقصى [298] وكان سلطان لحج يتلقى ستة آلاف ريال سنويا منهم. إلى الغرب من عدن، تواجدت الصبيحة وهم قبيلة بلغ تعدادهم عام 1919 عشرين ألف مسلح ولكنهم كانوا بلا شيخ يجمع شملهم ويجاورهم القطيبي والحواشب والعقارب.[299] وكان هناك العوالق وهي أفقر هذه القبائل وأكثرها توحشا ولكنها أكثرها قوة كذلك.[300] الكيان الوحيد الذي كان مستقراً ويتمتع بمنظومة حكم مستقلة إلى حد معقول ومستفيداً من تواجد الإنجليز في عدن كان سلطنة لحج. فالعبادلة كانوا أثري هذه القبائل وأقلها جنوحا إلى العنف.[301]
كانت السلطنة تستفيد من أراضيها الزراعية الخصبة فتجمع الضرائب من المزارعين والحرفيين واستفادت كثيراً من إعلان البريطانيين عدنمنطقة حرة عام 1850.[302] دعم الإنجليز السلطنة لقمع أي تمرد من القبائل وازدادت طموحات سلاطين لحج فأرادوا الاستيلاء على تعز عام 1870 ولكن لم يكتب لخطتهم تلك النجاح.[303] انتعشت عدن من جديد بعد ثلاثمائة سنة من الركود واستوطنها تجار يهودوبارسيونوهنود.[304]حضرموت كانت بعيدة عن التأثير الإنجليزي ولم يقم سلاطينها معاهدة مع الإنجليز إلى العام 1919.
عاد العثمانيون من جديد وسقط ما تبقى من دولة القاسمية وأسسوا ولاية اليمن عام 1872 والتي ضمت نفس مناطق إيالة اليمن السابقة باستثناء المناطق الجنوبية. حاول العثمانيون ضم صنعاء للمرة الأولى عام 1849 ولكنهم تعرضوا لخسائر فادحة.[305] والحقيقة أن العثمانيين سيطروا على مدن في تهامة وطلب تجار من صنعاء منهم السيطرة على المدينة، والسبب في ذلك كان يأسهم من قدرة مشايخ القبائل والأئمة الزيدية على فرض الأمن فرأى أولئك التجار في العثمانيين طرفا محايداً لفرض الأمن بين تلك القبائل والأئمة المتنازعين، بالإضافة لإدراكهم أن العثمانيين سيصبحون زبائنهم ما استتب الأمن في البلاد.[306][307] مثل دخولهم الأول، سيطر العثمانيون على تهامة أولاً وتعلموا من تجربتهم السابقة فعملوا على ما أسموه تطوير اليمن فأدخلوا المطابع وبنو المدارس بل عملوا على علمنة المجتمع اليمني.[308] في نفس الوقت، كان الفساد مستشريا في الولاية والسبب في ذلك هو أن معظم المسؤولين العثمانيين كانوا يتحاشون الذهاب إلى اليمن فأسوأ جنرالات الأتراك أُرْسِلُوا إلى البلاد.[309]
كان العثمانيون يسيطرون على المدن الرئيسية ولم يستطيعوا إحكام سيطرتهم على الأرياف حيث القبائل.[309] اقترح أحمد عزت باشا العودة إلى تهامة وعدم التوغل في المرتفعات، ولعب دور الوسيط بين القبائل عوضاً عن إنهاك العسكر في معارك مستمرة غير مجدية ضدهم.[309] كان العثمانيون حريصون على كسب ولاء القبائل ضد الإنجليز لأن كلا الطرفين كان يحاول استمالة مشايخ القبائل إلى جانبه ودعمه ليخوض حروبا بالوكالة ضد الآخر.[310] ولكن لم يكتب لخططهم النجاح فقد تمكن الزيدية من إشغال العثمانيين وأفشلوا كل المخططات العثمانية لإخضاعهم.[311]
في الفترة ما بين 1904 ـ 1911 بلغت خسائر العثمانيين عشرة آلاف جندي وخمسمائة ألف جنيه استرليني في العام الواحد.[312] كان سكان المدن في اليمن يؤيدون العثمانيين ولكن اضطرت الدولة للاستسلام للإمام يحيى في النهاية عام 1911 لأن مشايخ القبائل في المرتفعات الشمالية كانوا يهاجمون الأتراك باستمرار.[313] كانت الاتفاقية بين الأتراك والإمام يحيى هدنة ولم يرحلوا بالكلية بعد ولكن كان الإمام يحيى حميد الدين يحكم المرتفعات الشمالية فعلياً.[314] نصت الاتفاقية على أن يحكم الإمام المرتفعات الشمالية/الزيدية حكما ذاتياً ويبقى الأتراك في المناطق الشافعية أي المناطق الوسطى من الجمهورية اليوم.[315] وبقيت عدن محكومة من الإمبراطورية البريطانية.
كان يحيى حميد الدين المتوكل إماما على الزيدية في اليمن وبخروج العثمانيين أراد الإمام توسيع نفوذه ليشمل كامل اليمن ويعيد إحياء ملك أجداده القاسميين.[316] ولم يعترف بالمعاهدة الأنجلو العثمانية بترسيم الحدود الذي قسم اليمن لشمال وجنوب.[317][318] عام 1915، وقع الأدارسة في عسير على معاهدة مع الإنجليز لقتال الأتراك وفي المقابل، تضمن لهم استقلالهم فور انتهاء الحرب العالمية الأولى.[319] قضى الإمام يحيى حميد الدين السنين الأولى بعد خروج العثمانيين يحاول التوسع واستعادة «الدولة القاسمية». توجه الإمام جنوباً 1919 واقترب خمسين كيلومتراً من عدن بسهولة فقصف الإنجليز جيش الإمام بالقنابل واضطر للتراجع، وأسرع الإنجليز نحو الساحل التهامي وسيطروا على الحديدة ثم سلموها لحليفهم الإدريسي في عسير عام 1920، فكافئوا صديقاً بمعاقبة عدو.[320] وأخذ الإنجليز بالتوسع وضم المشيخات المتعددة المحيطة بعدن لحمايتها، كان إجراء إحترازياً لمنع الأئمة الزيدية من إقتحام عدن أكثر من كونها رغبة منهم بضم المشيخات الصغيرة للإمبراطورية.[317]
هاجم الإمام يحيى حميد الدينالحديدة بقوة من القبائل في المرتفعات غالبهم من حاشد.[321] عدد من الأضرحة الصوفية لمن اعتبرهم سكان تهامة أولياءاً صالحين، سويت بالأرض بأمر من الإمام الزيدي.[321] ثم توجه نحو صبيا وحاصر الإدريسي واقتحمت قوات الإمام جيزانوعسيرونجران عام 1926[322] عرض الإدريسي على الإمام يحيى الاتحاد وإنهاء النزاع شريطة اعتراف الإمام به وبأسرته حكاماً على عسير، رفض الإمام يحيى العرض وأصرّ على إخراج الأدارسة من اليمن لدرجة أنه شبههم بالإنجليز في جنوبه.[322][323] توجهت قوات الإمام جنوباً للمرة الثانية وما بين 1926 ـ 1928 شنت عدة غارات على المحمية حتى قصف الإنجليز تعزوإب بالطائرات كبدت قوات الإمام خسائر فادحة.[324][325] كانت الإمبراطورية الإيطالية أول من اعترف بالإمام يحيى ووصفته بملك اليمن، الاعتراف به ملكا على اليمن أقلق البريطانيين في عدن لأنه يضفي شرعية لمطالب الإمام بمحمية عدن، لأن اليمن هو اسم منطقة جغرافية في شبه الجزيرة العربية مثل إقليم البحرينوالحجاز، يبدأ من شمال عسير وحتى ظفار فوصف الإمام يحيى حميد الدين بـ«ملك اليمن» يعني انه ملك على كل هذه المنطقة ولكنه لم يكن، فغضب الإنجليز لهذا الاعتراف لأنه أضفى نوعاً من الشرعية على مساع الإمام.[326]
توجه الأدارسة إلى ابن سعود وعرضوا عليه نفس العرض الذي عرضوه للإمام يحيى عام 1927، لم يخسر الأدارسة هدية البريطانيين الحديدة فحسب بل خسروا استقلالهم كذلك وأرادوا البقاء بأي وسيلة كانت حتى لو كانوا تابعين. ألح البريطانيين على ابن سعود الاستيلاء على عسير وبحلول عام 1930 نصب ابن سعود حاكماً سعودياً على المنطقة. كان من مصلحة البريطانيين اختفاء الإدريسي كلاعب مؤثر في المنطقة وإلغاء المعاهدة التي تمت بينهم عام 1915، كانت عسيردويلة حاجزة أنشأها الإنجليز أساساً ولم يكن البريطانيين مستعدين لاستيلاء الإمبراطورية الإيطالية عليها وإحتكار حق التنقيب عن النفط في جزر فرسان.[327][328] قاد الأدارسة تمرداً ضد السعوديين عام 1932 والتحقوا بالإمام يحيى حميد الدين، قمعت السعودية ثورة الأدارسة عام 1933 واقتحمت قوات المملكة المتوكلية اليمنيةعسيرونجران[ملاحظة 4] مطالبين بعودة الحكم للأدارسة ولم تثمر المفاوضات بين الطرفين. قامت الحرب السعودية اليمنية بين مارسومايو1934 وحاكى ابن سعود البريطانيين فلم يوجه قواته نحو المرتفعات الشمالية بل توجه مباشرة نحو الساحل التهامي.[329] توقفت المعارك بتوقيع معاهدة الطائف التي نصت على تأجيرعسيروجيزانونجران لابن سعود على أن تُجَدَّد كل عشرين سنة قمرية.[330] استعجل الإمام يحيى بتوقيع المعاهدة لأن ابن سعود كان يفتقر للإمكانيات اللازمة لاستمرار الحرب أصلاً، وكان يخشى تمرداً جديداً من الإخوان وتفتقر قواته للخبرة في المعارك الجبلية لذلك توجه مسرعاً نحو تهامة إذ كان بإمكان الإمام يحيى أن يفعل مثلما فعل أسلافه مع الأتراك، إستدراجه للمرتفعات الشمالية حيث القبائل القوية وتحويلها لمقبرة أخرى للغزاة وفق تعبير برنارد رايخ بروفسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن[331] المعاهدة ألبت الطبقة الثرية على الإمام يحيى، مصداقية الإمام يحيى وشرعيته كحاكم تأثرت كثيراً أمام النخب السياسية اليمنية بمن فيهم أبناء الإمام نفسه.[332]
إنقلاب الثلايا جعل الإمام أحمد حميد الدين يعيد النظر في السياسة الإنعزالية التي تبناها والده فقام بإصلاحات صورية لسحب البساط من تحت أقدام من سماهم «بالحداثيين».[338] لأن الإمام لم يقم دولة وطنية حيث بقي يتمتع بسلطات مطلقة لا يحدها شيء وفي الثورات المتعاقبة ضد حكمه، كان أبناء عائلته يتآمرون ضده كذلك، حتى ابنه محمد البدر خطط لاغتياله.[338] كان الدعم التقليدي للأئمة الزيدية يأتي من المرتفعات الشمالية دائماً ولكن قبائل المرتفعات الشمالية أكثر تعصباً ونزعة للاستقلال عن السلطات المركزية، فرغم ولائهم المذهبي للأئمة الزيدية إلا أنها كانت أشبه بدويلات صغيرة لديها أراضيها، وحلفائها وزعمائها السياسيين (المشايخ) ومصالحها الخاصة. القبائل قبلت بدور الأئمة كزعماء دينيين لا سياسيين، لذلك فإن محاولات الأئمة الزيدية لإنشاء حقل سياسي لم تكن مستدامة سواء في القرن السابع عشر خلال ما سمي بالدولة القاسمية أو المملكة المتوكلية في القرن العشرين.[339]
منذ 1890، بدأ العديد من العمال من المشيخات المحمية بالإضافة لأبناء الحجرية من تعزوالبيضاء بالعمل في عدن كحمالين في الموانئ أو معبدين لطرق وغيرها من الأعمال التي لم تعمل بها النخبة البرجوازية من البارسيينوالإنجليز وغيرها من القوميات التي استوطنت عدن عقب إعلانها منطقة حرة وساهم أبناء الحجرية في تغليب كفة العرب على الهنود الذين كانوا أغلب سكان المدينة.[340] عقب الحرب العالمية الثانية، شهدت عدن حركة اقتصادية متنامية وأصبحت ثاني موانئ العالم نشاطاً بعد نيويورك.[341] وظهرت الاتحادات العمالية واستطاعت استقطاب أعداد كبيرة من العمال، لم يكن هولاء العمال يتمعتون بنفس الامتيازات التي تميز بها مواطني عدن[ملاحظة 5] ولكنهم تغلبوا عليهم بالتعداد وبدأت الحركات المعادية للاستعمار الإنجليزي بالظهور عام 1943.[341] لإن المواطنين العدنيين كانوا يتمتعون بحقوق وإمتيازات لم يتمتع بها سواء رعايا المشيخات المحمية أو عمال الحجرية.[342] وأسس محمد علي لقمان أول نادٍ للأدب العربي وأول مدرسة عربية في عدن وكانت مجموعة محمد علي لقمان أول من بدأ بالتنظير للوحدة اليمنية[343]
اتحاد الجنوب العربي
كانت محمية عدن مقسمة إلى قسمين محمية غربية وشرقية بهما ثلاث وعشرين سلطنة وإمارة وعدة قبائل بدوية كانت مستقلة تماماً عن تأثير السلطنات، علاقتهم بالإنجليز كانت توفير الحماية والتحكم الإنجليزي المطلق بالعلاقات الخارجية وسلطان سلطنة لحج هو الوحيد الذي كان يشير إليه الإنجليز بجلالة السلطان [344] أنشأ الإنجليز ما عُرف باتحاد إمارات الجنوب العربي[ملاحظة 6] لإبعاد عدن عن موجة القومية العربية التي اجتاحت المنطقة وتحد من مطالب الاستقلال بتوفير المزيد من السلطات والحريات للمشيخات والحفاظ على المصالح الإنجليزية في عدن.[345] ففكرة «الجنوب العربي» هذا هي فكرة إنجليزية أولا وأخيراً لعزل عدن وخلق كيان معتمد على بريطانيا.[346]
كان سلطان سلطنة لحج المرشح الأفضل لرئاسة الاتحاد في نظر الإنجليز ولكن محاولات الإنجليز بضم عدن إلى الاتحاد المقترح بائت بالفشل.[347] في حين كان الإنجليز ينسحبون من مستعمراتهم حول العالم، كانت المنطقة الممتدة من عدن مروروا بعمان وولايات الساحل المتصالح إستراتيجية للإنجليز ولم تبدوا بوادر أنهم كانوا بصدد التخلي عنها.[348]
تحول إنقلاب عبد الله السلال إلى حرب أهلية عُرفت بثورة 26 سبتمبر وأرسل جمال عبد الناصرألف مقاتل مصري في 5 أكتوبر1962 كلفتة رمزية على تأييد القيادة المصرية للانقلاب. سقوط الإمامة في شمال اليمن لم يكن متوقعاً من أحد وصدم الأنظمة الملكية المحافظة في المنطقة، فرأى جمال عبد الناصر في الانقلاب فرصة لإنجاح مشروع القومية العربية. كان الإمام أحمد يعتمد على القبائل الزيدية لتثبيت حكمه مثل من سبقه من الأئمة ولكن في نفس الوقت، كان يريد أن ينهي استقلاليتهم فأعدم شيخان من حاشد وآخر من خولان مما أثار حفيظة القبائل في المرتفعات ودفعها لتأييد الجمهوريين[352] هرب الإمام محمد البدر وتوجه للمرتفعات ومعظم التأييد للإمام كان قادما من صعدةوحجة بصورة رئيسية بالإضافة لمناطق أخرى بدرجة أقل. كان الجمهوريون يسيطرون على البلاد وبدأ أنصار الإمامة الزيدية بشنّ حرب عصابات ضد الجمهوريين والقوات المصرية التي بلغت عشرين ألف مقاتل في فبراير1963 بقيادة عبد الحكيم عامر.
كانت السعودية تدعم الملكيين بالأموال لشراء الولاءات القبلية وبالأسلحة الخفيفة مثل البنادق والقنابل اليدوية، تدخل إسرائيلوبريطانيا في الحرب نقلها لمستوى آخر. حشد البريطانيون آلاف من المرتزقة من مختلف أرجاء أوروبا ودعموهم بأسلحة متطورة للقتال إلى جانب الملكيين.[352] خوض الجيش المصري لحرب عصابات في مرتفعات اليمن يعد نقطة إستراتيجية لصالح إسرائيل بالإضافة لعدم رغبتها بقيام نظام معادي للدولة العبرية ويسيطر على أهم ممرات العالم المائية[355] كانت طائرات الجيش الإسرائيلي تعبر الأجواء السعودية وتلقي الأسلحة إلى اليمن، تتزود بالوقود في جيبوتي وتعود إلى إسرائيل وكان لأسلحتهم دور كبير في الحفاظ على المواقع الموالية للإمامة أمام الجمهوريين.[356] ظهر دور إسرائيل كعامل موازن ضد تحقيق تقدم مصري في اليمن.[357]
لم تكن الفصائل المعادية للإمام موحدة فهناك من كانوا يعرفون أنفسهم بأنهم إسلاميين لا جمهوريين ولا ملكيين على حد تعبيرهم وهم مجموعة محمد محمود الزبيريوأحمد محمد نعمان.[358] غادر محمد محمود الزبيري معسكر الجمهوريين واتجه إلى المناطق القبلية يبشر برؤيته لوقف الحرب والتوصل لمصالحة وطنية على أسس إسلامية لا جمهورية ولا ملكية وفق تعبير الزبيري، فأسس حركة حزب الله اليمنية ولكنه اُغتيل عام 1965. أما القبائل، فالثأر من بيت حميد الدين كان غايتهم ردا على إعدام الإمام أحمد حميد الدين لشيخين من حاشدوخولان. لم يهمهم نظام جمهوري أو إمامي يحكم، الذي فهموه هو أن هناك طرفان دوليان يتحاربان في اليمن، وكلاهما على استعداد تام لدعم القبائل بالأموال والأسلحة لتمرير أجندته فأبقت زعامات قبائل المرتفعات القوية مثل حاشدوخولان على اتصالها مع المصريين وآل سعود على حد سواء.[359] كانت فرصة ذهبية لهولاء المشايخ للثراء السريع والتسلح المجاني.[360] عقب مقتل الزبيري، اتهمت القبائل الرئيس السلال والجيش المصري بتدبير عملية الاغتيال وهددوا باقتحام صنعاء لو لم يعين عبد الله السلالأحمد محمد نعمان رئيساً للوزراء. فقام أحمد محمد نعمان برد الجميل وعقد المؤتمرات القبلية وتواصل مع السعوديةوبريطانيا وهو ماشكل فرصة ذهبية للملك السعودي فيصل لاختراق المربعات الجمهورية وكسب ولاء هذه الزعامات [361] فبدأ السعوديون بدعم هذا الطرف الثالث الغير جمهوري والغير ملكي أو الإسلامي كما كان يسمي نفسه لأن قيام دولة تابعة أفضل بكثير من عودة المملكة المتوكلية اليمنية التي لم يجمعها بالسعودية سواء العداء المشترك لجمال عبد الناصر.
علي بن عبد الله بن صالح السنحاني لم ينحدر من أسرة مرموقة فصعوده للسلطة كان بجهد شخصي منه وساعده أنه كان يد أحمد الغشمي اليمنى ومسؤولا عن قطاع واسع في المؤسسة العسكرية.[368] عقب توليه الرئاسة، ولّى أقاربه في مناصب عليا للدولة منهم علي محسن الأحمر واعتمد على أخاه الأكبر محمد عبد الله صالح الذي عُيّن وكيلاً لوزارة الداخلية اليمنية وكان أول قائد لقوات الأمن المركزي اليمني.[369]
تغييرات بسيطة طرأت على شمال اليمن منذ سقوط الإمامة، بقيت القبائل مؤثرة وتعلم علي عبد الله صالح من درسإبراهيم الحمدي فلم يحاول إثارة غضب القيادات القبلية.[370] الأئمة الزيدية شكلوا طبقة أرستقراطية دينية في شمال اليمن لعدة قرون، وهذه الأرستقراطية طورت طريقة عمل للتعامل مع هذه القبائل عندما تبدي تذمرها من سياسة الإمام، وهي إما ضرب هذه القبائل ببعضها البعض وعندما يفشل في مبتغاه يقوم بتعيينهم جباة للضرائب في مناطق خصبة زراعياً لإستغلال القرويين. النظام الجمهوري الذي قام في شمال اليمن، لم يتخلى عن هذه السياسة.[371]
بنى عبد الله بن حسين الأحمر قصراً له في صنعاء مقابل قصر علي عبد الله صالح مباشرة ليضمن موطئ قدم له في الدولة وترأس مجلس النواب اليمني ذو السلطات الصورية وعمل على تسليح القبائل الحاشدية السبع التي يقودها بمدفعية كاملة ودبابات تعمل باستقلال تام عن الجيش اليمني.[372] وأعاد وزارة شؤون القبائل للعمل من جديد بعد أن حلها إبراهيم الحمدي.[373] اللجنة السعودية الخاصة التي أنشأت أساسا لمساعدة المملكة المتوكلية خلال ثورة 26 سبتمبر، استمرت بدعم القبائل ضد الحكومة المركزية لتتمكن القبائل من الحفاظ على إستقلاليتها. بدفع الأموال لمساعدة القبائل على ابقاء أكبر قدر ممكن من الإستقلالية، تستطيع السعودية أن تؤمن المصالح التي تريد في اليمن وتؤثر على القرار السياسي في الجمهورية الضعيفة ومساعدة المشايخ على إنشاء شبكات محسوبية واسعة خاصة بهم بعيدا عن تأثير الحكومة لعرقلة أي جهد منها لكسب ولاء قبائل أخرى.[374]
كان للجبهة القومية للتحرير اليد العليا على حساب جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل التي انقسم اعضائها ما بين منضم للجبهة القومية أو الرحيل لشمال اليمن، رحل عبد الله الأصنج ورئيس الوزراء الحالي محمد باسندوة لشمال اليمن.[380] خرج آخر جندي بريطاني من عدن في 30 نوفمبر1967. تولّى قحطان الشعبي رئاسة دولة باقتصاد منهار، غادر العمال المدنيين ورجال الأعمال وتوقف الدعم الإنجليزي وإغلاق قناة السويس عام 1967 قلّل عدد السفن العابرة لعدن بنسبة 75%.[381] كانت الجبهة منقسمة لقسمين يميني ويساري، اليمينيون وقائدهم قحطان الشعبي لم يريدوا احداث تغييرات كبيرة في البنية الإجتماعية والإقتصادية السائدة.[382] وعارضوا إنشاء قوات شعبية واقتراحات لتأميم الأراضي ولم يكونوا مشغولين بصراع الطبقات الاجتماعية.[383][384] القسم اليساري «أراد تحولاَ اجتماعيا واقتصاديا يخدم الشريحة الواسعة من الكادحين عوضا عن الأقلية الثرية».[385] كان القسم اليساري أكثر عددا من أنصار قحطان الشعبي وأراد هولاء نظاما يقود الجموع ويواجه التحديات الكبيرة التي تواجه الدولة الجديدة أهمها إفلاس الخزينة.
ولكن كان لجنوب اليمن نظامه الخاص من الماركسية والذي خضع لعدد من الظروف والعوامل المحلية، فكانت الدولة الماركسية الوحيدة في العالم بدين رسمي وهو الإسلام.[391] كان سالم ربيع علي يريد تبني منهجا عملياً أكثر، فتواصل مع رئيس اليمن الشمالي إبراهيم الحمدي وكان يريد علاقات طبيعية مع الدول الغربية.[392] كان الرئيس سالمين كما يُعرف، يطمع لمزيد من الدعم السوفييتي فعقد علاقات مع السعودية وهو ماأقلق السوفييت ودفعهم لزيادة المساعدات ولكن العلاقات مع السعودية توترت من جديد عام 1977 عقب اغتيال رئيس اليمن الشمالي إبراهيم الحمدي.[393] خضع سالم ربيع علي لمحاكمة سريعة انتهت بإعدامه وتولي عبد الفتاح إسماعيل رئاسة اليمن الجنوبي. العلاقات مع شمال اليمن توترت كثيراً أيام فتاح لدعمه المتواصل للفصائل المعارضة لعلي عبد الله صالح، فقامت حرب الجبهة عام 1978 تدخل فيها الاتحاد السوفييتيوالولايات المتحدةوالسعودية وكل لديه أسبابه، السعودية أرادت تخليص حسابات قديمة مع اليمن الجنوبي لإثارته التمردات ضد المصالح السعودية في شمال اليمن ولضمان استمرارية تبعية واعتماد شمال اليمن عليها عوضا أن يحاول التعاون منفرداً وباستقلالية مع اليمن الجنوبي.[394]
الوحدة اليمنية كانت هدفاً لكلا النظامين في الشمال والجنوب منذ ستينيات القرن العشرين وكلا الجمهوريتين أنشئتا مؤسسات خاصة لشؤون الوحدة ولكن اختلاف النظام السياسي والاقتصادي كان عاملا معرقلاً وهو العامل الرئيس.[399] كانت هناك عوامل أخرى مثل رفض عملاءالسعودية من مشايخ القبائل وحلفائهم من القوى المحافظة للوحدة مع اليمن الجنوبي.[400] ولكن التغييرات الداخلية والخارجية الطارئة ساعدت على قيام الوحدة اليمنية. أُعْلِنَت الوحدة رسميا في 22 مايو1990 واعتبار علي عبد الله صالح رئيسا للبلاد وعلي سالم البيض نائب لرئيس الجمهورية اليمنية، لم تستطع أي من الدولتان اليمنيتان فرض نظامها ورؤيتها على الآخر فقامت الوحدة السياسية قبل دمج المؤسسات العسكرية والإقتصادية.[401] تمت مباركة الوحدة عربياً وبالذات من القوى القومية مثل ليبياوالعراقومصر وأراد علي عبد الله صالح أن يلعب دور الوسيط بين المتنازعين من «الأشقاء العرب» وزار معمر القذافيومحمد حسني مباركوصدام حسينصنعاء وأعلن الأخير وقوفه مع اليمن ضد أعداء الأمة العربية وهو بالضبط ما أراده علي عبد الله صالح، فاتخذت الجمهورية الموحدة الجديدة خطا قومياً معاديا لأي تمركز لقوى غير عربية على البحر الأحمر وأعلن اليمن الموحد الجديد عن كشفه «لمؤامرة» إسرائيلية ـ إثيوبية للسيطرة على حوض البحر الأحمر، كانت العلاقات الإسرائيلية الإثيوبية قد عادت من جديد مطلع التسعينات وأرادت إسرائيل تأمين إمداداتها عبر المنطقة وهي «المؤامرة» التي تحدث عنها صالح.[402]
أعلنت الحكومة اليمنية أنها تؤيد قرارا عربياً لحل أزمة الغزو العراقي للكويت في أغسطس1990 ورفضت اليمن التي كانت الدولة العربية الوحيدة بمقعد في مجلس الأمن تلك الفترة، التصويت لقرار أممي يقضي بانسحاب القوات العراقية من الكويت وتدخلت قوات التحالف بقيادة أميركية لتحرير دولة الكويت وتبددت كل آمال الجمهورية اليمنية بتقليص التواجد والنفوذ الغير عربي في المنطقة.[403] الجمهورية الوليدة رأت في صدام حسين حليفاً موثوقاً لإعادة التوازن إلى العلاقات اليمنية السعودية، وكان علي عبد الله صالح ناقماً على موقف السعودية الرافض لإنضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي من الثمانينات [403] من ناحية جيواستراتيجية، عراق ضعيف يعني هيمنة السعودية على شبه الجزيرة العربية ويسمح لها بمزيدا من التدخل في شؤون اليمن الداخلية والخارجية.[404] ادعت السعودية أن اليمن تآمرت مع العراقوالأردنومنظمة التحرير الفلسطينية لتقسيم السعودية بينهم وإعادة آل سعود إلى نجد، لم يتوفر دليل على المزاعم السعودية.[405] ولكن معاهدة الطائف التي تمت عام 1934 بين البلدين كانت قد اوشكت على الانتهاء على أية حال.[406] فنشرت قوات من المرتزقةالباكستانيين على الحدود - الغير المعرفة آنذاك - وشددت إجراءاتها على العمال اليمنيين وشنت حملات إعلامية على اليمن واليمنيين.[407] إذ كانت السعودية تسمح لليمنيين بالعمل داخل أراضيها دون كفيل، رُحِّلَ قرابة نصف مليون عامل، ستين ألف منهم اضطر للعيش في مخيمات للاجئين عند عودتهم لليمن وهو ما أضر بالإقتصاد اليمني الضعيف أصلاً إذ كان المغتربون يرسلون قرابة مليارَي دولار سنوياً إلى اليمن، أي 20% من الإيرادات الخارجية.[408] وزادت السعودية من دعمها التقليدي للقبائل ضد الحكومة المركزية لإستخراج تصريحات مؤيدة لها من زعامات القبائل والقوى الدينية المعادية للوحدة أصلاً.[409] كانت السعودية تعلم بشأن الآبار النفطية في مأربوشبوةوالجوف وهو ما فاقم الأزمة الحدودية بين البلدين.[410]
قامت مظاهرات شعبية على غرار الثورة التونسية وزادت حدتها بعد ثورة 25 يناير المصرية [424] خرج المتظاهرون للتنديد بالبطالة [425] والفساد الحكومي وعدد من التعديلات الدستورية التي كان ينويها علي عبد الله صالح، [426]مؤشر التنمية البشرية منخفض جدا في اليمن، إذ تحتل البلاد المرتبة 133 من 169 دولة يشملها التقرير[427] والحكومة اليمنية هي أكثر الحكومات فسادا سياسيا وعسكريا واقتصاديا[428] جاء ترتيب اليمن في المرتبة 164 من 182 دولة شملها تقرير الشفافية الدولية لعام 2011 المعني بالفساد، ولا تتجاوزه دول عربية أخرى سوى العراقوالصومال[429] حكم علي عبد الله صالح اليمن لمدة 33 سنة واستأثر أقاربه وأبناء منطقته بمناصب مهمة وحساسة في الدولة[430] وصنّف اليمن كدولة فاشلة واحتل المرتبة 13 من قبل مؤسسة صندوق دعم السلام المعني بتصنيف فشل الدول.[431]
خرج ما يقارب 16,000 متظاهر في 27 يناير تنديدا بالأوضاع الاقتصادية والسياسية للبلاد[432] وأعلن صالح أنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة ولن يورث الحكم لإبنه أحمد في 2 فبراير، [433] تظاهر 20,000 شخص في الميادين العامة مطالبة بتنحي صالح دون شروط.[434]
يشكل الشباب الذين ولدوا بعد عام 1978 قرابة 75% من التعداد الكلي للسكان، أي أن معظم سكان اليمن لم يعش فترة الإنقلابات العسكرية في الستينيات ونسبة كبيرة منهم لم يشهد فترة الشطرين أو كان صغيراً لتذكر أي شيء، لذلك عرفت الإنتفاضة الشعبية عام 2011بثورة الشباب اليمنية.[435] اتهم علي عبد الله صالحتل أبيب بالوقوف خلف الإحتجاجات وبدأ بضخ الأموال لتسيير مظاهرات مؤيدة له، كان المتظاهرون المؤيدون لصالح يحصلون على 250 دولار أميركي يوميا داخل صنعاء و300$ للمؤيدين في مدن أخرى وفي بلد يعيش نصف سكانه على دولارين يومياً، 250$ يوميا تعتبر ثروة.[436]
في بدايات شهر مارس، بدأ الأمن المركزي باستعمال العنف ضد المتظاهرين، فقتل ثلاثة أشخاص في صنعاء وشخص في المكلا وفي 18 مارس، قتل 52 شخص برصاص قناصة.[437] ورغم أن اليمن من أكثر بلدان العالم تسلّحا، حاول الثوار المحافظة على سلمية ثورتهم قدر المستطاع ولم يشكل الطلبة والشباب الذين كانوا لب الإحتجاجات أي ميليشيات مسلحة للتصدي لقوات الأمن المركزي.[438]
جمال بنعمر تحدث في تقريره إلى مجلس أمن الأمم المتحدة في 20 يونيو2014 عن ضرورة إنهاء القتال الدائر بين الحوثيين و«مجموعات مسلحة أخرى»، وأشار إلى أحد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الداعية إلى: «نزع واستعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من كافة الأطراف والجماعات والأحزاب والأفراد التي نهبت أو اِسْتُوْلِيَ عليها وهي ملك للدولة على المستوى الوطني وفي وقت زمني محدد وموحد».[462] عُقد اتفاق جديد لإيقاف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة في محافظة عمران برعاية وزير الدفاع في 22 يونيو2014،[463] خرق اتفاق الهدنة سريعاً وتبادل الطرفان الإتهامات واستمرت الإشتباكات إلى 8 يوليو عندما تمكن الحوثيون من إقتحام مقر اللواء 310 وأُعلن عن مقتل حميد القشيبي بعدها.
في 12 يوليو2014، أصدر مجلس أمن الأمم المتحدة بيانا بخصوص أحداث محافظة عمران طالب فيه بانسحاب الحوثيين وجميع «المجموعات المسلحة والأطراف المشاركة في العنف» من عمران والتخلي عن السيطرة عليها وتسليم الأسلحة والذخائر التي نهبت من عمران إلى «السلطات الوطنية الموالية للحكومة». كما طالب أعضاء مجلس الأمن نزع سلاح جميع المجموعات المسلحة والأطراف الأخرى المشاركة في العنف الحالي، وحثوا على تطبيق اتفاقات وقف إطلاق النار الموقعة سريعاً، وطلبوا من الوحدات العسكرية مواصلة التزامها الحياد خدمة لمصلحة الدولة. وحثوا لجنة الخبراء المسؤولة عن تسمية معرقلي عملية نقل السلطة على النظر سريعاً بشأن المعرقلين وتقديم توصيات عاجلة إلى لجنة العقوبات في المجلس.[464] وصدرت بيانات مشابهة من الولايات المتحدةوالاتحاد الأوروبي الذي أشار صراحة إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح في بيانه.[465][466] أعادت الولايات المتحدة تأكيداتها أن أشخاصاً داخل الحكومة اليمنية وآخرين يهددون السلم والأمن والإستقرار في اليمن عام 2014 دون الإشارة لأسمائهم.[467] في 18 أغسطس2014، دعا عبد الملك الحوثي للإحتشاد ضد قرار الحكومة برفع الدعم عن المشتقات النفطية.
بدأ الحوثيين أواخر يونيو2014، احتجاجات على ما وصفوه بالفساد وارتفاع الأسعار، وانطلقت هذه الاحتجاجات من معقل الحركة الأساسي في محافظة صعدة شمال البلاد، ثم اتجهت جنوباً نحو محافظة عمران، وخلال أيام تحولت إلى حرب اشعلتها ضد خصومها القبليين من مشائخ آل الأحمر، وانتهت المواجهات، في 18 يوليو، في مدينة عمران باستيلاء مسلحي الحركة على معسكر اللواء 310 مدرع بعد قتل قائده العميد حميد القشيبي.
واستغلت الحركة هذا الإجراء في أوائل سبتمبر2014 لإطلاق موجة جديدة من الاحتجاجات والاعتصامات بمشاركة أنصار صالح داخل صنعاء لإسقاط الجرعة، وأتبعت اعتصاماتها بحشد آلاف من مسلحيها لمحاصرة العاصمة صنعاء من كل الجهات، مطالبة بإسقاط حكومة باسندوة.
في 21 سبتمبر2014اجتاح مسلحو الحوثيين صنعاء، [468] بادئين بتصفية الوجود العسكري والسياسي لخصومهم العسكريين في الفرقة الأولى مدرع غرب صنعاء بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، وذلك تحت غطاء من قصف مدفعي كثيف وفرته وحدات موالية لصالح كانت متمركزة على بعض الجبال المطلة على صنعاء.[45][46] وفي ليلة اقتحام صنعاء وُقِّع على اتفاقية سياسية عرفت باتفاق السلم والشراكة الوطنية بين حكومة هادي والحوثيين، وتمت صياغة الاتفاق بهدف وضع الخطوط العريضة لاتفاق لتقاسم السلطة في الحكومة الجديدة، واستغل الحوثيون الاتفاقية لتوسيع سيطرتهم على العاصمة صنعاء.[469] وتوالى استيلاء الحوثيين على مؤسسات الدولة وأسلحة جيشها ومنشآتها الأمنية في صنعاء ومدن أخرى.
لقي اجتياح الحوثيين لصنعاء في 21 سبتمبر2014 بهجة كبيرة في طهران التي اعتبرت ذلك نصراً مؤزراً. ونقلت الأنباء عن ممثل مدينة طهران في البرلمان الإيراني، علي رضا زاكاني، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي قوله إن «ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية الإسلامية»، مشيرا إلى أن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التي في طريقها للالتحاق بالثورة الإيرانية. الأمر الذي سبب انزعاجاً وقلقاً كبيرين في اليمن وعدد من دول المنطقة والعالم.[470]
واتجه مسلحو الحركة، 25 سبتمبر2014، لمحاصرة مقر الأمن القومي في صنعاء (الاستخبارات) لإطلاق سراح سجناء من بينهم بعض الإيرانيين كانت الحكومة اليمنية اتهمتهم بمحاولة إيصال شحنة من الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية للحوثيين بواسطة السفينة جيهان. وفي 27 سبتمبر2014، وفي خضم هذه الأحداث، استقال محمد باسندوة وحكومته.
أصر الحوثيين في 13 أكتوبر2014 على حكومة كفاءات لإدارة شؤون البلاد، واختير خالد بحاح رئيساً لها. لكن طموح الحوثيين لم يتوقف عند هذا الحد، فقد واصلوا توسعهم في عدد من محافظات البلاد، وعملوا على الاستئثار بأهم مفاصل السلطة السياسية والعسكرية.
وأبلغ الحوثيون هادي في 22 يناير2015 بأن عليه تعيين نائب له من قيادة الحركة، ومئات من الحوثيين وأنصارهم لشغل مناصب عسكرية ومدنية عليا.[476] وطالبوا بمنصب نائب رئيس الوزراء، وسعوا لتعيين شخص منهم في منصب نائب وزير في جميع الوزارات، إضافة إلى دائرتي المالية والرقابة عن كل وزارة، وجميع إدارات الرقابة والتفتيش في جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات والبنوك الحكومية.[477]
وتوالت الأحداث تباعاً، فاستقالت حكومة خالد بحاح مساء اليوم نفسه وتبعتها بساعة واحدة استقالة الرئيس هادي، ولم يعقد البرلمان جلسة لقبول الاستقالة أو رفضها حسب ما ينص عليه الدستور، [478]
بدأ الحوثيون الحرب بدعم من بعض القادة العسكريين للسيطرة على محافظات الجنوب ومعقل الرئيس هادي، وسقطت مدينة تعز ثالث أكبر مدن اليمن دون مقاومة تذكر، [499] وفي 24 مارس استولى الحوثيون على الضالع، [500] ودخلوا محافظة لحج في اليوم التالي، وأستولوا على قاعدة العند الجوية بدعم من القوات الموالية لعلي عبد الله صالح، [501][502] وألقوا القبض على وزير الدفاع محمود الصبيحي في القاعدة، [503][504] وتقدموا إلى مدينة عدن وسيطروا على مطار عدن الدولي بعد اشتباكات مع الجيش الموالي للرئيس هادي. وغادر هادي القصر الجمهوري، [504] وظهر في العاصمة السعودية الرياض اليوم التالي.
في مطلع أبريل سيطر الموالون للرئيس هادي على مدينة الضالع، [521] مسنودين بغارات جوية للتحالف العربي، الذي أستهدف معسكر اللواء 33 مدرع الموالي للحوثيين، [522] وبدأت قوات التحالف إمداد المقاومة الشعبية في عدن[523] بالسلاح عبر الإنزال المظلي لمواجهة الحوثيين وكذلك في تعز.[524]
أعلنت وزارة الدفاع السعودية انتهاء عملية عاصفة الحزم في 21 أبريل بعد القضاء على الأسلحة البالستية والثقيلة التي تشكل تهديداً لأمن السعودية.[530] وأعلنت بدء مرحلة جديدة تحت مسمى عملية إعادة الأمل.[531] وفي خطاب متلفز للرئيس عبد ربه منصور هادي قال أن الضربات الجوية أُوْقِفَت بناءاً على طلبه، شاكراً التحالف العربي لدعمهم الشرعية في اليمن.[532] وأستمر فرض الحظر الجوي والبري والقيام بأعمال التفتيش لمنع تسليح الحوثيين تنفيذًا لقرار الأمم المتحدة.[533] واستمرت الغارات الجوية والقصف ضد الأهداف العسكرية والحوثيون.[534][535]
أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مقتل أكثر من 2288 شخص، نصفهم من المدنيين، وإصابة نحو 10 آلاف آخرين في اليمن، ونزوح أكثر من مليون شخص داخل اليمن منذ (26 مارس2015 حتى نهاية مايو2015).[538] واستقبلت جيبوتي العديد من اللاجئين اليمنيين منذ بدء الحرب في اليمن، وذلك عبر مضيق باب المندب.[539][540] وأيضاً فر آخرون إلى الصومال، عن طريق البحر في صوماليلاند.[541][542]
في 19 يونيو حذرت الأمم المتحدة من أزمة إنسانية في اليمن مع استمرار القتال وعدم توصل الأطراف إلى هدنة إنسانية تسمح لقوافل المساعدات الإنسانية بدخول البلاد، وقالت المنظمة إنها بحاجة إلى 1.6 مليار دولار كمساعدات لليمن خلال العام الحالي.[548] وبنهاية يونيو بلغ عدد السكان المحتاجين للمساعدة الإنسانية 21.1 مليون شخصاً أي ما يعادل 80% من إجمالي سكان اليمن، بينهم 12.2 مليون مواطن متضررون مباشرة من النزاع، ومليون شخص نازحين داخلياً وذلك حسب تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.[549]
في 14 يوليو تقدمت «المقاومة الشعبية» وسيطرت على مطار عدن، [550] وبحلول 22 يوليو استعادت السيطرة الكاملة على مدينة عدن، وأعيد فتح مطار عدن الدولي.[551] وفي أواخر يوليو، تقدمت القوات الموالية لهادي خارج مدينة عدن وشنت هجمات على مناطق الحوثيين في محيط قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج، [552] وسيطرت المقاومة في محافظة أبين على دوفس والكود ولودر والعين.[553]
وتقدمت المقاومة في تعز بعد سيطرتها على مناطق جبل صبر المطل على مدينة تعز، وتواصلت الاشتباكات في محافظة مأرب، شمال شرق البلاد.[554] في 3 أغسطس2015 أعلنت القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، استعادة سيطرتها الكاملة على قاعدة العند الجوية، بعد حصارها لأسابيع، وسبق الهجوم نشر مئات من المقاتلين والعسكريين في محيط القاعدة تؤازرهم دبابات من نوع «إم1 أبرامز» ومصفحات وعربات عسكرية متطورة وفرتها قوات التحالف.[555][556]
في مقابلة مع صحيفة سعودية نشرتها وكالة الأنباء اليمنية بنسختها الموالية لعبد ربه منصور هادي، تحدث الرئيس المعترف به دولياً عن احتمالية إقامة قواعد عسكرية سعودية في اليمن في موقع لم يحدده، وأن الله وفر للسعوديين ثروة بشرية اسمها اليمنيين ليكونوا «عساكر»، ونصح السعودية بالاطلاع على تجربة بريطانيا خلال استعمارها لعدن.[557] تنشط الجماعات الجهادية في المدينة ونُسبت إليها عدة حوادث إرهابية منها مجزرة دار الأم تريزا في 4 مارس 2016.
مجلس النواب يقوم بالمهام التشريعية وهو مؤلف من 301 نائب ينتخبون مباشرة كممثلين عن دوائرهم الانتخابية. في مايو 1997 قام علي عبد الله صالح بتشكيل مجلس شورى يعين جميع أفراده من قبله دون إنتخابات ويشار للمجلس بمجلس النواب الأعلى ويبلغ عدد أعضائه 133 عضوا[559]
ينتخب الرئيس عبر انتخابات مباشرة لمدة 7 سنوات ويقوم بتعيين نائب الرئيس ورئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء يعد علي عبد الله صالح صاحب أطول فترة رئاسية منذ قيام الجمهورية في اليمن. يشترط في المرشح لمنصب رئيس الجمهورية ألا يقل عمره عن أربعين سنة ومن والدين يمنيين وأن لا يكون قد صدر ضده حكم قضائي في قضية مخلة بالشرف أو الأمانة وعدد من الشروط الأخرى «أن يكون مستقيم الأخلاق والسلوك محافظاً على الشعائر الإسلامية وأن لا يكون متزوجاً من أجنبية وألا يتزوج أثناء مدة ولايته من أجنبية».
تنص المادة الثالثة من الدستور اليمني أن الشريعة الإسلامية هي مصدر جميع التشريعات.[560] عدد كبير من القضاة والمستشارين في اليمن رجال دين في الأساس [561] يقسم القضاء اليمني إلى ثلاثة مستويات:[561] المحكمة الابتدائية، محكمة الاستئناف، المحكمة العليا. القضاء اليمني حكم بعقوبات مخففة على عناصر متهمة بتدبير عمليات إرهابية.[562] وعوضا عن إعدامهم، تقوم السلطات اليمنية بتسليم الإرهابيين السعوديين إلى بلادهم.[563] في 7 نوفمبر2014، عُين خالد باجنيد وزيراً للعدل خلفا لمرشد علي العرشاني.
وواجهت تلك القرارات تمردات عديدة، [587] خاصة من قبل القادة التابعين لعلي عبد الله صالح[588] وانتهت تلك التمردات إما بوساطة [589] أو بحسم عسكري.[590][591] فنفوذ صالح السياسي والعسكري لا يزال مستمراً على القادة السياسيين والعسكريين، [592][593] وبعد ثلاث سنوات من استقالته لا يزال جزء كبير من الجيش موالي له.[594] خاصة تلك الألوية التي كانت تعرف بالحرس الجمهوري اليمني، الذي يحارب حالياً جنبا إلى جنب مع الحوثيين.[595] وقدر نفوذ صالح على الجيش بحوالي 70% من الجيش اليمني.[593]
هو جهاز إستخباراتي مهمته حماية مصالح النخب السياسية.[598] ويبلغ عدد مجنديه مئة وخمسين ألفاً، [597] وهو مايجعله من أكبر الأجهزة الأمنية العاملة في البلاد. هو جهاز الاستخبارات الداخلية.[599] لديه سمعة سيئة لما يدور حوله من مزاعم عن تعذيب وإخفاء قسري.[600] وفقا لمنظمة العفو الدولية، فوسائل التعذيب تشمل الضرب بالأيادي وأعقاب البنادق والركل الإحراق بالماء الحار، ابقاء السجين ساعات طويلة مغمض العينين، التعليق لساعات طويلة والحرمان من الماء والذهاب إلى دورات المياه لقضاء الحاجة.[601] وتربط الجهاز علاقات وثيقة مع أجهزة الاستخبارات السعودية والباكستانية.[602] وهو الجهاز المسؤول عن قضية «المخفيين قسراً» وهي قضية تعمل الأحزاب السياسية على عدم فتحها ولم يحقق مؤتمر الحوار الوطني أي خطوات عملية للكشف عن مصيرهم. قام الشاب اليمني مراد سبيع برسم وجوه «المخفيين» في سجون الأمن السياسي على جدران صنعاء وهو مؤسس حملة «الجدران تتذكر وجوههم».[603]
في 15 فبراير2014 تمكنت عناصر متهمة بالانتماء للتنظيم من الفرار من سجن الأمن المركزي بصنعاء.[608] والقنابل المستخدمة في عملية الهروب صُنعت داخل السجن، الذي يفترض أن يكون بجاهزية أمنية قصوى.[609] ليست المرة الأولى التي يهرب فيها سجناء متهمون بالإرهاب من سجون صنعاءوعدنوالمكلا أبرزها الهروب من سجن الأمن السياسي بصنعاء عام 2006 باستخدام «الملاعق». مسؤول أميركي أخبر نيوزويك أن هناك أمر واحد مؤكد وهو أن جهاز الأمن السياسي متورط في حادثة هروب السجناء عام 2006.[599] بعد الاحتجاجات الشعبية عام 2011، لا زالت هناك تعيينات لمتعاطفين مع التنظيمات الإرهابية في الأجهزة الأمنية.[605] يرأس الجهاز حالياً حمود الصوفي خلفا لجلال الرويشان الذي عين وزيرا للداخلية وغالب القمش صاحب أطول فترة في رئاسته.
الوضع الحقوقي في اليمن سيئ للغاية وتقول منظمات حقوق الإنسان الدولية أن الحكومة اليمنية لم تبذل الجهد اللازم لتحسينه. قرابة نصف السكان في اليمن لا يحصلون على الغذاء الكافي والمياه النظيفة.[611] نسبة كبيرة من الأطفال اليمنيين لا يلتحق بالمدرسة لارتباطاتهم العمالية لإعالة أسرهم.
أثار قرار البرلمان اليمني بمنح علي عبد الله صالح حصانة من الملاحقة القضائية جدلا في الأوساط الحقوقية كونهم يرون أنه مسؤول عن جرائم بحق المتظاهرين السلميين واعتبرت القرار غير قانوني خاصة أن اليمن موقع على معاهدات ومواثيق دولية تجرم قتل المتظاهرين وكل أشكال مصادرة الرأي وقالت رئيسة هيومن رايتس ووتش قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سارة ليا ويتسون أنه يجب على المحاكم الدولية تجاهل القرار خاصة أنه يعطي صالح حماية من الملاحقة القانونية داخل الأراضي اليمنية فحسب.[612]
المرأة اليمنية خاضعة لمجتمع زراعي، قبلي، أبوي إلى جانب أميته وسوء أوضاعه الاقتصادية وهو ماحرمها من حقوقها كمواطنة. شاركت المرأة اليمنية في الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس علي عبد الله صالح ولكن في الفترة مابين 2011 ـ 2013، لا تغيير يذكر في حال المرأة باليمن.[613] تقدم أعضاء في مجلس النواب اليمني بقانون يحدد سن الزواج بسبعة عشر عاما على الأقل، وهو مارفضه حزب التجمع اليمني للإصلاح بحجة أنه يعارض تعاليم الشريعة الإسلامية.[613] أكثر من نصف اليمنيين لا يجد حاجته من الغذاء، وبلغ الفقر بعائلات كثيرة لتزويج بناتهم لرجال أكبر منهم سناً، إما لسداد الديون أو هربا من الفاقة.
وهناك إنتهاكات تطال الناشطين في مجال حقوق الإنسان مثل السجن والمنع من السفر، وانتهاكات أخرى ترتكبها كافة القوى السياسية مثل تجنيد القصر في النزاعات المسلحة تمارسه الحكومة نفسها، والميليشات المسلحة المرتبطة بحزب التجمع اليمني للإصلاحوالحوثيين.[614][615] أوضاع السجون ومراكز الاحتجاز سيئة، يتعرض المعتقلون السياسيون للتعذيب بينما يتعرض كل المحتجزين عمومًا لأوضاع جسدية صعبة.[565] يواجه السجناء تأخيرا في الاحتجاز يتجاوز مدة الحكم الصادر بحقهم إذا لم يتمكنوا هم أو عائلاتهم من دفع الرشاوى المتوقعة. تتسم العديد من السجون، لاسيما في المناطق الريفية، بالازدحام الكبير وتردي الأوضع الصحية وقلة التغذية والافتقار إلى الرعاية الطبية الملائمة.[565] ينص القانون على أنه لا يجوز اعتقال شخص إلا إذا ألقي القبض عليه متلبسا بعمل جنائي أو بموجب مذكرة استدعاء، ويتعين إحضار المتهم أمام المحكمة خلال 24 ساعة من إلقاء القبض عليه أو إطلاق سراحه، وهي إجراءات عادة ما تُهْمَل .[565] لا يعرف المعتقلين أي جهة أمنية قامت باعتقالهم، وتقوم الأجهزة بتعقيد الأمور عن طريق نقل المعتقلين من جهة أمنية لأخرى دون إبلاغهم وذويهم وبصور غير رسمية في كثير من الأحيان.[565] كما تقوم قوات الأمن باحتجاز أقارب مطلوبين كرهائن حتى يُعثَر عليهم أو تسليم أنفسهم. وقد أعربت منظمة الأمم المتحدة لمكافحة التعذيب في 2010 عن قلقها بخصوص هذه الممارسة.[565]
يتواجد حوالي 700,000 لاجئ صومالي في اليمن.[616][617][618][619] 260,000 مسجلون رسمياً.[620] على الرغم من الاقتصاد الهش، محدودية خدمات الصحة العامة والتعليم، وبيئة أمنية شديدة التقلب.[621] تسمي وسائل الإعلام الحكومية من يدخلون اليمن بطريقة غير قانونية بالـ«متسللين» ومعظمهم من دول القرن الأفريقي القريبة والذين يتخذون البلاد طريقاً للحصول على فرص عمل أفضل في دول مجاورة وهي ظاهرة تعود لعقود ونتج عنها تطور تجارة رابحة للتهريب والابتزاز. في مدينة حرض الحدودية، يشكل التهريب مانسبته 80% من الاقتصاد.[622] وفقا لهيومن رايتس ووتش، فإن جهود الأجهزة الأمنية لمكافحة التهريب وحفظ كرامة هولاء المهاجرين الذين اصبحوا يسمون مخيمات احتجازهم بـ«مخيمات التعذيب»، ضئيلة وفي كثير من الأحيان كانت الأجهزة الأمنية تفرج عن المقبوض عليهم من المهربين، وتساعدهم في عملياتهم في أحيان أخرى إما عن طريق استلام الرشاوي لغض النظر أو بلعب دور أكثر فاعلية في عمليات التهريب والابتزاز.[622] وسائل التعذيب التي تتجاهلها الأجهزة الأمنية أو تشارك فيها وفقا للتقرير، تتضمن إقتلاع الأظافر، خزق العيون، الكي، تكسير العظام، والتعليق والاغتصاب وكل ذلك لإجبار المهاجرين على التواصل مع أقاربهم لإرسال الأموال وفي أحيان ينتهي التعذيب بالموت.[622] في 7 نوفمبر2014، عُين عز الدين الأصبحي وزيرا لحقوق الإنسان.
لا يزال نظام الرعاية الصحية متخلفاً في اليمن. شكل مجموع الإنفاق على الرعاية الصحية في عام 2002 3.7% من الناتج المحلي الإجمالي في العام نفسه، كان الإنفاق للفرد الواحد للرعاية الصحية منخفض جدا بالمقارنة مع غيرها من بلدان الشرق الأوسط. وفقا للبنك الدولي، ارتفع عدد الأطباء في اليمن بمعدل أكثر من 7 في المئة بين عامي 1995و2000 ولكن اعتبارا من عام 2004 كان لا يزال هناك ثلاثة أطباء فقط لكل 100،000 شخص و0.6 سرير متوفر لكل 1،000 نسمة[623] اليمن في مصاف الدول التي تعاني كثيراً من المشاكل والأمراض الصحية كون هذا القطاع لا يزال يواجه الكثير من التحديات وأهمها: تدني نصيب الصحة من الإنفاق العام والذي يتراوح بين (3-4)% تقريباً مما جعل الكثير من المراكز الصحية تعاني من نقص في تجهيزاتها وفي مواردها المالية وكوادرها الفنية والطبية إضافةً إلى محدودية انتشار الخدمات الصحية وبالذات في الأرياف.
الميسور من اليمنيين يغادر للخارج إما لدول الخليج أو أوروبا والولايات المتحدة لتلقي العلاج حتى علي عبد الله صالح توجه للسعودية للعلاج من حروق أصابته إثر محاولة اغتيال فاشلة عام 2011. أفراد الطبقة المتوسطة الضئيلة والآخذة بالتقلص، يتوجه إلى مصروالأردن. لا يذهب للمستشفيات اليمنية المتواجدة بالمدن رغم أن معظم السكان يعيش بالأرياف إلا الطبقات الفقيرة، أي معظم اليمنيين.[624] لا يوجد نظام ضمان اجتماعي، النظام الوحيد القريب من ذلك هي المرتبات التي تدفع لمشايخ القبائل من الحكومة اليمنية وحكومات أخرى. في 7 نوفمبر2014، عُين رياض ياسين عبد الله وزيرا للصحة.
التعليم الأساسي: يتكون التعليم الأساسي في اليمن من 9 سنوات وينال الطالب الشهادة المتوسطة باجتيازها.
التعليم الثانوي: يدرس فيه الطالب لثلاث سنوات وبامكانه اختيار تخصصه العلمي أو الأدبي في السنة الثانية ويخضع الطالب لاختبار تشرف عليه وزارة التربية والتعليم في السنة الثالثة.
التعليم الجامعي: توجد عشرين جامعة باليمن سبع حكومية والبقية خاصة.
تشتت السكان وتناثرهم في تجمعات متباعدة، والتمويل العام غير كاف، نقص القدرة المؤسسية اللازمة لتقديم خدمات التعليم بكفاءة، وحاجة الأطفال إلى العمل لإعالة أسرهم هي العوامل الرئيسية التي تمنع الأطفال من الالتحاق بالمدارس. وهناك أيضا العوامل الاجتماعية التي تسهم في ردع الأطفال والفتيات على وجه الخصوص من الدراسة، مثل طول المسافة بين البيت والمدرسة وافتقار كل أرجاء اليمن لمواصلات نقل عامة، وانخفاض مستويات تدريب المعلمين.
المناهج الدراسية اليمنية تدرس الكثير من الدين في المدارس، وفقا لغابرييل فوم بروك محاضرة أنثروبولجي الشرق الأوسط بجامعة لندن، فإن الطلاب في الصفوف الأولية في اليمن يُلقنون أن درجة الحافظ للقرآن أعلى من ذلك الذي يستطيع القراءة فحسب.[625] شٌرح للطلاب من وقت مبكر أن التعليم التلقيني يطور الذهن ويساعد المنطق.[625]
عدد من آباء الطلاب تحدث أن المناهج تثقل عبئ الطلاب بقدر كبير من الدروس الدينية، ورجحوا ذلك لضغوطات من حزب التجمع اليمني للإصلاح.[625]
حزب التجمع اليمني للإصلاح وفر لأولياء أمور الطلاب بدائل أخرى لمن يريد تعليما دينيا أكثر كثافة، فأنشأ ما سمي بالمعاهد العلمية وهذه المعاهد العلمية تعكس الموقف الديني للحزب بشكل أكثر وضوحاً ووفرت منصة للعديد من الشخصيات للتبشير بأيدولوجية إسلامية متطرفة.[625] هذه المدارس تمول من السعودية كذلك.[626] توفر هذه المعاهد العلمية ما لا توفره المدارس العامة، فهي تدفع المرتبات الرمزية لطلابها ومتواجدة بكثرة في قلب المناطق القبلية وتوفر المواصلات لمن يعيش في المناطق النائية.[627] في الفترة ما بين 1979 - 2000، بنيت 12,000 مدرسة مقابل 75,000 مسجد، تشرف وزارة الأوقاف على 6,000 منها فحسب.[628] الحكومة اليمنية كانت تمول جامعة الإيمان ذات الخمسة آلاف طالب على حساب جامعة صنعاء والتي تضم مئة ألف من الطلاب.[628] في 18 سبتمبر2016، عُين عبدالله سالم لملس وزيرا للتعليم خلفا لعبد اللطيف الحكيميوحسين عبد الرحمن باسلامة وزيرا للتعليم العالي.
الاقتصاد اليمني ضعيف وغير متطور تعتمد الحكومة على المساعدات الدولية والاقتصاد ريعي إلى حد كبير رغم قلة الموارد النفطية ويعاني من مشاكل هيكلية أهمها الفساد والنزاعات والعقلية الاستحواذية التي تسيطر على المسؤولين. اليمن واحد من أسوأ إقتصادات العالم وتعتبر الحكومة اليمنية مسرفة وغالباً مايتم إساءة استخدام المال العام[629] إلى جانب الفساد وغياب الكفاءات الإدارية، فإن سياسة تهجير العمال التي انتهجتها الحكومة بدايات الثمانينات جعلت المواطنين اليمنيين يعتمدون كثيرًا على التحويلات المالية للمغتربين، والتي تتم عبر قنوات غير رسمية وبالتالي لا تخضع للضرائب وهو مافاقم التضخم
وإرتفاع أسعار المنتجات المحلية.[630] تأثر الاقتصاد الضعيف أصلاً بسبب الاحتجاجات عام 2011 بنسبة 12.7% ونمى الناتج المحلي الإجمالي عام 2012 بنسبة 2.4% والسبب يعود إلى الإنفاق الحكومي الذي ارتفع بنسبة 32% ويتوقع صندوق النقد الدولي عجزا لعام 2013 بنسبة 5.4%.[631] احتلت اليمن المرتبة 167 من 177 دولة شملها تقرير منظمة الشفافية الدولية لعام 2013 المعني بالفساد.[632] وقد تعرض فرع المنظمة في اليمن لاعتداء من عناصر الشرطة في 24 نوفمبر2013.[633]
وفق إحصاء لعام 2004، فإن 56% من موظفي القطاعات الحكومية أميون بينما يبلغ معدل البطالة بين خريجي الجامعات 54% [634] انضم اليمن إلى منظمة التجارة العالمية في ديسمبر2013[635] ميزانية مصلحة شؤون القبائل ـ مرتبات تدفع لمشايخ قبليين ـ تفوق الجوازات وخفر السواحل والدفاع المدني والهيئة المركزية للبحث العلمي وجهاز محو الأمية والهيئة العامة للآثار والمتاحف والهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية ووزارة الثروة السمكية، وخفر السواحل اليمني مناط به حماية شريط ساحلي طوله 2500 كم يمر عبره مهاجرين غير شرعيين من القرن الأفريقي، وأسلحة ومخدرات إلى اليمن وخارجها.[636] وهذا وفقا للأرقام الرسمية، ولكن مراقبين دوليين عملوا مع وزارة التخطيط اليمنية اكتشفوا أن أكثر من نصف الصرف الحكومي كان يذهب لشبكات قبلية مختلفة عبر أجهزة عسكرية وأمنية.[637] المساعدات الدولية التي تتلقاها الحكومة اليمنية ليست مفيدة لأن مشكلة الاقتصاد اليمني هيكلية بالدرجة الأولى.
تشرف وزارة النفط والمعادن اليمنية على قطاع النفط والغاز في البلاد. يصدر اليمن ما يقارب (258.8 ألف) برميل يوميا[638] في ثمانيات القرن العشرين، تزايد إنتاج النفط في اليمن بشكل بطئ وهو ما ساعد على توفير الاحتياط الأجنبي اللازم من النقد ولكن الإضطرابات الأمنية والحدودية حالت دون عمليات التنقيب.[639] تتعرض أنابيب النفط لاعتداءات متكررة في اليمن وبالكاد بقى أي نفط في اليمن للإستهلاك المحلي ناهيك عن التصدير، ومن أسلوب الحكومة اليمنية، يبدو أنها ستفكر بطرق أخرى لتطوير الاقتصاد اليمني عقب زوال آخر قطرة بترول.[640] اليمن مصدر صغير للنفط إذ لا يشكل إنتاجها أكثر من 1.8% من مجموع الشرق الأوسط.[641]
بدأت اليمن بتصدير النفط عام 1987 من مأرب ولا زالت الشركات النفطية العالمية تدير عمليات التنقيب والتصدير بتدخل حكومي رسمي بسيط للغاية وهذه الشركات هي شركة هنت النفطيةوإكسونويوكونغ واكتشف حقل المسيلة في حضرموت عام 1993 وهو أكبر حقل نفطي في اليمن مماجعل الاقتصاد اليمني يعتمد على تصدير النفط بصورة رئيسية فارتفعت حصة تصدير النفط من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي من 10% عام 1993 إلى 20% في 1999.[641] كان اليمن عام 1999 المصدر رقم 32 للنفط في العالم وشكلت الصادرات النفطية 80 - 90% من مجمل الصادرات اليمنية وكانت الهندوسنغافورةوتايلندوالصينوكوريا الجنوبية أكبر مستورديه[642] بحلول عام 1996 تضاءل الإهتمام الأجنبي بالنفط اليمني بسبب الحرب الأهلية عام 1994 وصعوبات جيولوجية[641] الاحتياطيات المؤكدة من النفط تصل إلى 3 مليارات برميل اعتبارا من أول يناير 2013 [643] ومن المتوقع أن ينخفض إنتاج النفط بنسبة 11% إلى العام 2020 مالم تُكتشف احتياطات جديدة [642]
تمتلك اليمن احتياطي غاز طبيعي مؤكد ما بين 12 -16.9 تريليون قدم مكعب[644] معظمه في منطقة مأرب ـ الجوف الغنية بالنفط [643] لإن الغاز اليمني كان يستخدم لانعاش قطاع النفط، لم تكن هناك تنقيبات مخصصة للغاز ومن عام 1990 وحتى 2009 اعاد اليمن ضخ مانسبته 98% من الغاز في الداخل [643] البيئة الأمنية الصعبة في اليمن تعقد الاستكشاف، والإنتاج، ونقل موارد الطاقة في البلاد، وتقوض قطاع تصدير الغاز الطبيعي المسال الناشئ [643] هناك احتمال لامكانية اكتشاف كميات كبيرة من الغاز ولكن مثل النفط فإن الوضع الأمني المتردي سيحدد مستقبل اليمن الإقتصادي [643] إذ تتعرض أنابيب النفط وأبراج الكهرباء لاعتدائات متكررة من قبليين وهو ماكلف الدولة مليار دولار عام 2012 وأكثر من ذلك عام 2013 لإصلاح الأنابيب ولم تقدم القوات الأمنية أي منهم للمحاكمة[645] يذكر أن الكهرباء تصل إلى 40% فقط من سكان اليمن [643] وكشفت وثائق ويكيلكس عن صفقات فساد في قطاعي النفط والغاز أبطالها مشايخ قبليين وقادة عسكريين من حزب التجمع اليمني للإصلاحوالمؤتمر الشعبي العام.[646][647]
في 30 يوليو2014، أقرت الحكومة رفع الدعم عن المشتقات النفطية لتخفيف عجز الميزانية، إذ أنفقت الحكومة عام 2013 ما يقارب 3 مليار دولار على الدعم.[648] وسجلت إيرادات اليمن من صادرات النفط انخفاضاً حاداً إلى 44.17 مليون دولار في نهاية مارس 2014، بانخفاض 80% عن الفترة المقابلة من العام 2013. وأعلن البنك المركزي أن اليمن خسرت خلال الربع الأول من العام الجاري 2014، نحو 3.3 مليون برميل من النفط، جراء التفجيرات المستمرة التي تطال أنابيب النفط على يد المخربين والجماعات الإرهابية.[649] رفع الدعم أدى لارتفاع أسعار الوقود.[650] على المدى البعيد فإن الإجراء يعتبر خطوة جيدة ومن المفترض أن تستخدم الأموال المتوفرة عن رفع الدعم لتوفير الوقود. ولكنه قد يتعرض لمعارضة شعبية لتأثيرها السلبي المباشر على المواطنين وبالذات أولئك الفقراء وهم غالب مواطني اليمن، ولكنها جائت كجزء من خطة تقشف وتقليل نفقات القطاع العام من قبل رئيس الجمهورية.[650] الحكومة اليمنية وعبر وسائل الإعلام الحكومية، كررت أكثر من مرة أن دعم الوقود كان يذهب لجيوب المهربين.[651] ولكنها لا تكشف عن هويتهم ولم تعلن عن نوايا لملاحقتهم وتقديمهم للعدالة. في 7 نوفمبر2014، عُين محمد عبد الله بن نبهان وزيرا للنفط خلفاً لحسين الكاف.
أبرز المحاصيل الزراعية في اليمن هي الدخنوالذرةوالقمحوالمانجووالموزوالبباياوالبطيخوحمضيات مثل البرتقال والليمون والكمثرىوالتفاحوالخوخوالعنبوالرمانوالبن وبدأت تجارته حول العالم عن طريق اليمن [652] قطاع الزراعة كثيراً بإزدياد عدد مستخدمي القات فاقتطعت أراض كثيرة صالحة لزراعة محصولات أخرى لزراعة القات الممنوع في أغلب دول العالم لذلك لا يصدر اليمن شيئاً لأن القات يُستهلك محلياً. يوظف قطاع الزراعة حوالي 54.2% من القوى العاملة في البلاد وحسب الإحصاءات الرسمية فإنه يشكل 20% من الناتج الإجمالي المحلي إلا أن أبحاثا مستقلة تظهر أنه لا يتجاوز 12.4 %[653]
يشكل قطاع الأسماك 1.3% من الناتج المحلي الإجمالي، [654] وهو من القطاعات الواعدة ومن الممكن توظيف الموارد السمكية الكبيرة لتحقيق الأمن الغذائي، توفير الوظائف والتصدير للخارج، [655] حالياً قرابة 113 سفينة أجنبية وعدد غير معروف من السفن الغير مصرح لها تستغل المخزون السمكي وتهدد بانهيار كامل المخزون باعاقتها لترشيد الصيد على نطاق أصغر، [655] بلغت كمية الأسماك المصطادة سنويا قرابة 135,000 طن عام 2000 و70% منه من قبل صيادين صغار والباقي من سفن أجنبية مصرح لها، [656] حالة الموارد السمكية غير معروفة لغياب الدراسات العلمية الملائمة والإحصاءات الموثوقة وطريقة منح رخص الصيد الحالية تساهم في الافراط باستغلال هذه الثروات بشكل خطر، [656] في 7 نوفمبر2014، عُين فريد بن مجور وزيرا للزراعة وفهد سالم كفاين وزيرا للثروة السمكية.
تعد المياه والصرف الصحي من المشاكل المزمنة في اليمن، حيث يبلغ معدل الوصول للمياه قرابة 140 متر مكعب للفرد ولكافة الإستخدامات وهو أقل من معدلات باقي دول الشرق الأوسط حيث يبلغ المعدل 1000 متر مكعب[657] تعد زراعة نبتة القات، وعدم قدرة السلطات على فرض قوانين ترشد استخدام المياه، وزيادة التعداد السكاني بشكل غير مخطط، وسياسات تطوير زراعية غير رشيدة تعد أهم الأسباب خلف مشكلة المياه في اليمن[658]صنعاء مرشحة لتكون العاصمة الأولى في العالم والتي تنفذ فيها المياه كليا بنهاية العقد الجاري[658] تقع اليمن في منطقة فقيرة مائياً أصلا (شبه الجزيرة العربية) وشهدت البلاد من عقد السبعينيات تطورات اجتماعية واقتصادية لم تستطع الحكومة السيطرة عليها[658] اليمن لديها واحد من أعلى معدلات النمو السكاني في العالم، ومع عدد أكبر من الناس تأتي الحاجة إلى المزيد من المياه كان تعداد سكان اليمن قرابة 12 مليون نسمة عام 1990 واليوم يقارب 25 مليون ومع ازدياد عدد السكان تتناقص معدلات توافر المياه للفرد اليمني[658] فشلت الحكومة في منع إغراق الآبار وتنظيم استخراج المياه الجوفية لانها تنفذ سياسات تشجع على استخدام المياه، بما في ذلك القروض منخفضة الفائدة، ورخص تسعيرة الديزل والاستثمار العام في الري بالغمر. بسبب هذا، كانت المياه الجوفية والري السطحي رخيصة إلى حد كبير وهو ما دفع اليمنيين للإسراف في استخدام المياه[658] قرابة 90% من المياه الجوفية تستخدم لزراعة نبتة القات ومزارعي هذه النبتة ليسوا مستعدين للتوقف غالبا لأنه مصدر الدخل الوحيد لهم بالإضافة لتعاطيه من غالبية الشعب[658]والقات يستهلك الكثير من المياه عكس باقي النباتات فهي نبتة بطيئة النمو. تعد مشكلة المياه من أكبر التحديات التي تواجه اليمن حاليا ومستقبلاً والتعاطي السياسي والشعبي معها لا يزال فاتراً رغم ذلك للأرباح الطائلة التي يجنيها تجار القات ومن المرجح أن تكون المياه سببا لعديد من الأزمات والصراعات المسلحة في المستقبل المنظور لليمن[658] في 7 نوفمبر2014، عُين العزي شريم وزيرا للمياه.
لا زالت الكثير من مواقع الجذب السياحي غير مطورة وتنقصها الخدمات جراء الحروب والاقتتال الدائم.[659] فاليمن يمتلك أربعة مواقع ضمن مواقع التراث العالمي هي سقطرىوصنعاء القديمةوشبامومدينة زبيد القديمة ورغم ارتفاع عدد السياح إلى 176.98% في اليمن ما بين 2004 -2003 إلا أن الحكومة لم تبدي اهتماما بالقطاع السياحي. وأشارت بعض الدراسات أن تنمية قطاع السياحة في اليمن كفيل بإخراجه من دائرة البلدان الأقل نماءا.[660] تشكل السياحة جزءا صغيرا نسبيا من الناتج المحلي الإجمالي، رغم التراث الطبيعي والثقافي الغني في اليمن.[511] معظم الفنادق لا ترقى للمعايير العالمية، بالإضافة لعدم أهلية المواصلات البرية والجوية.[661] توجد وزارة للسياحة في اليمن ووزيرها هو معمر مطهر الارياني خلفا لقاسم سعيد.
تعود مباني المدينة إلى القرن السادس عشر الميلادي وتعد إحدى أقدم النماذج للتنظيم المدني الدقيق المرتكز على مبدأ البناء المرتفع حيث أنها تحتوي على مباني برجية شاهقة منبثقة من الصخور.[663]
مدينة قديمة مأهولة من القرن الخامس ق.م على الأقل، وبها مبان بنيت قبل القرن الحادي عشر الميلادي.[665] في القرن الأول للميلاد أصبحت عاصمة مؤقتة لمملكة سبأ[666][667]
هي مدينة يمنية تشكل موقعاً ذا أهمية أثرية وتاريخية استثنائية، بفضل هندستها المحلية والعسكرية وتخطيطها المدني. وبالإضافة إلى أنها كانت عاصمة اليمن من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر، اتسمت زبيد بأهمية جمة في العالم العربي والإسلامي طيلة قرون من الزمن بفضل جامعتها الإسلامية.[669] مهددة بالخطر منذ العام 2000
أرخبيل يمني مكون من أربع جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي 350 كم جنوب شبه الجزيرة العربية، هناك استيطان حيوي فريد ومميز على الجزيرة بسبب إنعزالها.[671]
سبعة مواقع أثرية قديمة من حضارة مملكة سبأ وتشمل مستوطنات حضرية كبيرة مع المعابد الضخمة والأسوار والمباني الأخرى. يعكس نظام الري في مأرب القديمة براعة تكنولوجية في الهندسة الهيدرولوجية والزراعة على نطاق لا مثيل له في جنوب شبه الجزيرة العربية القديمة، مما أدى إلى إنشاء أكبر واحة قديمة من صنع الإنسان. من ضمن الآثار مدينة مأرب القديمة، ومعبد أوامومعبد بران ومدينة صرواح القديمة.[10]
تم إنشاء وزارة النقل اليمنية عام 1990 وبحسب مزاعم الوزارة، فإن قطاع النقل يشكل 10% من الناتج المحلي الإجمالي.[673] يوجد 17 مطار في اليمن خمس منها دولية وسبعة موانئ بحرية أهمها عدنوالمخا. نظام النقل البري محدودة للغاية. اليمن لديها 71،300 كيلومتر من الطرق، فقط 6،200 كيلومترا منها معبدة ولا توجد أي سكك حديدية. الخطوط الجوية اليمنية هي شركة الطيران الوطنية 51% مملوك للحكومة اليمنية وباقي النسبة للسعودية وهناك طيران السعيدة. وزير النقل اليمني هو عبد السلام صالح هادي الذي عُين في 18 ديسمبر2020 خلفاً لصالح الجبواني.[11]
تتُهم وسائل الإعلام اليمنية بالتضليل واختلاق الأخبار وإنعدام الإحترافية.[677][678] يقول محمد القعاري رئيس قسم الصحافة بكلية إعلام جامعة صنعاء، أن كل الوسائل الإعلامية اليمنية تفتقر لأخلاقيات الصحافة بما في ذلك الحكومية.[678] الذي وجهت له إتهامات بتبني وجهات نظر حزب التجمع اليمني للإصلاح بعد تنحي علي عبد الله صالح.[679][680][681] وكان قبلها يتبنى وجهة نظر الرئيس السابق وحزبه حزب المؤتمر الشعبي العام. الغالبية العظمى من الصحف والقنوات والمواقع منحازة بطبيعتها، ولا ينبغي أن يسمح لهم بالمرور كمؤسسات صحفية مشروعة.[678] وعزى القعاري رداءة الإعلام في اليمن لسوء التعليم وحقيقة أن الصحافة وتغطية الأخبار مقابل المال أصبحت مهنة من لا يستطيع إيجاد وظيفة في اليمن[678][682] ولا توجد قوانين متعلقة بخطاب الكراهية والتحريض في اليمن عمومًا. أشار أحمد عوض بن مبارك عن توجه لحل وزارة الإعلام اليمنية وإنشاء هيئة تنظم العمل الإعلامي داخل اليمن يُعَيَّنُ أعضائها بعيدا عن الحكومة، ولها مجالس إدارية فيها تمثيل نوعي يقره البرلمان.[683] دون أن يعطي تفاصيل أكثر ولم تُحل وزارة الإعلام بعد اختتام جلسات مؤتمر الحوار الوطني اليمني وتوقيع اتفاق السلم والشراكة. في 7 نوفمبر2014، عُينت نادية السقاف وزيراً للإعلام خلفا لنصر طه مصطفى.
الرقصة الشعبية الأكثر انتشاراً في اليمن هي رقصة البرع. وكلمة «برع» مشتقة من «يبرع» أو «البراعة» في التحكُّم بالخنجر، تختلف أنماط الرقصة باختلاف المناطق والقبائل وكلُّها تتميَّز عن الأخرى بالموسيقى المصاحبة وسرعة الحركة وعلى اختلافتها إلا أنَّ كلها رقصات حرب وقتال ضاربة في القِدَم، وأهم معاني البرع هو تعليم أبناء القبيلة أن يعملوا كمجموعة مترابطة في ظروف صعبة [685] تتكوَّن الرقصة غالباً من ثلاثٍ إلى أربع فقرات وقد يصل عدد المشاركين فيها إلى خمسين يقومون بحركات منمنمة وتزداد سرعة الإيقاع وصعوبة الحركات مع التقدم في الفقرات ويخرج من الرقصة الراقصون الأسوأ أداءً[686] ومن الرقصات الشعبية المشهورة الشرح والشبواني، والزامل عند الحضارم رقصة. لليهود في اليمن رقصة مشهورة تدعى الخطوة اليمانية (بالعبرية: צעד תימני) تساعاد تيماني ) يتشارك فيها الجنسان ولا يُستعمل فيها أيُّ نوع من الأسلحة إلا أنَّها تتشابه مع رقصات أخرى في اليمن وتؤدى في الأفراح غالباً.
الأزياء الشعبية
يرتدي اليمنيون ثوباً يسمونه الزَّنَّة ويتوسطون الجنابي ويلفون العمائم على رؤسهم. في السنوات القريبة، أضافوا المعطف فوق الثياب إلى لباسهم اليومي. ويرتدون الـ«معوز» كذلك وهو إزار يلف على الجزء السفلي من الجسم في المناطق الساحلية والجنوبية. يتوارث صناعة الجنابي عائلات معروفة وكان اليهود قديما من أمهرهم في صناعة الغُمد. يرصع أهل البادية خناجرهم بالعقيق اليماني في حين أهالي صنعاء يكتفون بالمعدن فيزرعون جنابيهم بالفضة والذهب واللاز (برونز) مع مقابض من قرون البقر.
كانت النساء قديماً ترتدي زياً مغايراً للعباءة السوداء المنتشرة حالياً والتي دخلت اليمن قريباً. فالعادات والتقاليد اليمنية وطبيعة الشعب الزراعية لم تعرف اللون الأسود وكانت المرأة اليمنية ولا زالت في المناطق النائية تخرج وتهتم بأرض أهلها ولم تكن ترتدي النقاب دخلت العباءة السوداء بشكلها الحالي مع ازدياد تأثير الجماعات الوهابية في اليمن خاصة مطلع تسعينات القرن العشرين [687][688] كانت الفتيات الصغيرات يرتدين غطاء رأس اسمه قرقوش تبقيه الفتاة على رأسها حتى زواجها ولا زالت هذه العادة متواجدة في القرى.
استخدام المجوهرات قديم في اليمن واختلافات بسيطة تطرأ على الشكل وموضع اللباس من منطقة لأخرى. فقد عرف اليمنيون منذ القدم أنهم تجار ذهب وفضة ورصد كتبة العهد القديم ذلك وتصنع الحلي يدوياً وتزين بالفصوص والأحجار المختلفة الكريمة مثل المرجان والعقيق والياقوت واللؤلؤ والكهرمان والزمرد التي يتم استخراجها من مناجم يمنية [689]
السينما اليمنية لا زالت في مراحلها الأولى ومن الأفلام اليمنية يوم جديد في صنعاء القديمة الذي حاز الفيلم على جائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كأفضل فيلم عربي وأول فيلم يمني يعرض في مهرجان كان السينمائي[690] تعد خديجة السلامي، المستشار الإعلامي للسفارة اليمنية في باريس أول مخرجة يمنية وقامت بإخراج عدد من الأفلام الوثائقية عن اليمن منها فيلم غريبة في مدينتها (بالإنجليزية: Stranger in Her Own City) والذي يحكي تغير أنماط اللباس الشعبي التقليدي للنساء اليمنيات وغلبة اللون الأسود عليهم في السنوات الأخيرة.[691] كان هناك أربع دور سينما في صنعاء ومثيلها في عدن وتسعة أربعين دور في اليمن كلها [692][693] اختفت دور السينما مطلع تسعينات القرن العشرين نتيجة صعود الأحزاب السياسية الدينية.[693] يعد مسلسل حكايات دحباش من أول المسلسلات اليمنية وأدى دور الشخصية دحباش الممثل آدم سيف وعدد من الممثلين المسرحيين من محافظة تعز[694] ترشح فيلم ليس للكرامة جدرانلجائزة الأوسكار ليكون أول فيلم يمني يترشح لتلك الجائزة.[695][696]
يعد الطراز المعماري من أبرز مظاهر الثقافة في اليمن، فمظهر البيوت ذات الأربع والست طوابق في صنعاء القديمة لا يختلف كثيراً عما كانت عليه المنازل في اليمن القديم[701] في المرتفعات الشمالية مثل صنعاء القديمة المصنفة ضمن مواقع التراث العالمي لليونيسكو، بُنيت المنازل بالأحجار وتلوين النوافذ، وعادة تلوين النوافذ قديمة في اليمن وتسمى «التخريم» حالياً أو القمرية وكان السبئيون يسمونها مولج والحضارمة القدماء مصبح[702] في المناطق الأخرى مثل زبيدوحضرموت كان الناس يستخدمون الطوب واللبن وضمت منظمة اليونيسكو الأبراج الطينية في شبامحضرموت لقائمة مواقع التراث العالمي [703]
توفر الجبال في اليمن العديد من الفرص لممارسة الرياضات في الهواء الطلق، مثل ركوب الدراجات، وتسلق الجبال ويتم تنظيم تسلق الجبال والمشي لمسافات طويلة على جبال السرواتوجبل النبي شعيب موسمياً من قبل وكالات محلية ودولية. سواحل اليمن وسقطرى أيضاً توفير العديد من الفرص لممارسة الرياضات المائية ولكنها ليست مستغلة استغلالاً جيداً. في 7 نوفمبر2014، عُين رأفت الأكحلي وزيراً للرياضة والشباب.
^هذه الدول لم تتسمَ بهذه الأسماء "الرسولية" و"الصليحية" و"الطاهرية" بل إستعملها المؤرخين لتداولهم أيام العوائل المذكورة أعلاه في الحكم
^وفقا لهذا التأريخ، يكون انسحاب العثمانيين من المخا قد حدث وفق رواية أخرى عام 1626 وليس 1634.
^لم تكن نجران خاضعة للأدارسة بل لعدد من المكارمة الإسماعيليين
^المواطنين العدنيين هو تعريف إنجليزي لكل من ولد وتربى ويملك متجراً في عدن، معظمهم كانوا من غير العرب دفع بهم الإنجليز للتصويت في الإنتخابات ضد الإتحادات العمالية وهم الذين أنشأوا حركة "عدن للعدنيين" التي كانت ترفض الإتحاد مع المشيخات المحمية وتواجد العمال من خارج عدن رغم أن الفائز بانتخابات عام 1955 عن حركة "عدن للعدنيين" كان صوماليا وهو ما جعل محمد علي لقمان يعلق بالقول "أن العدنيين ليسوا عدنيين في الحقيقة"
^الترجمة ليست دقيقة اسمه بالإنجليزية هو (إنجليزية:Federation of South Arabia) أي إتحاد جنوب الجزيرة العربية، أما الجنوب العربي فيجعل نظيره بالإنجليزية هو (إنجليزية:Arabian South)
^[tt_news=37687&no_cache=1#.VvB4_eJ97Dc The Unseen Hand: Saudi Arabian Involvement in Yemen] ([tt_news=37687&no_cache=1 محفوظ]). (25 نوفمبر 2011). "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2015-10-08. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-20.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^[tt_news=43726&no_cache=1#.Vu8FKOJ97Dc Hot Issue: War in Yemen: Sectarian Strife or Family Feuds?] ([tt_news=43726&no_cache=1 محفوظ]). (25 نوفمبر 2015). "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2015-10-08. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-20.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^James Hastings Encyclopedia of Religion and Ethics Vol 2 p.491
^Angelika Neuwirth, Nicolai Sinai, Michael Marx The Qur??n in Context: Historical and Literary Investigations Into the Qur??nic Milieu p.33 Brill 2010 ISBN 90-04-17688-8
^Arabia and the Bible By Jame Alan montegmry p.27 University of Pennsylvania Press, 1934
^Christian Robins Sheba II In the inscriptions of south arabia p.1140 Paris 1966
^نهاية الإرب في معرفة أنساب العرب ـ القلشقندي ص 12 - 18 -19
^[3][وصلة مكسورة]UNHCR.ORG "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-04-08. اطلع عليه بتاريخ 2020-04-11.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^جعفر السبحاني، بحوث في الملل والنحل، الطبعة الرابعة، مؤسسة النشر الإسلامي، قم المشرفة، 1424هـ، الجزء 6 صفحة 616
^Leonid Kogan and Andrey Korotayev: Sayhadic Languages (Epigraphic South Arabian) ondon: Routledge, 1997, p. 157-183
^Róbert Hetzron. The Semitic Languages Published October 23rd 1997 by Routledge p.221
^Saad D. Abulhab DeArabizing Arabia: Tracing Western Scholarship on the History of the Arabs and Arabic Language and Script p.159 Blautopf Publishing, 2011 ISBN 1-4663-9146-4
^St John Philby.The Background of Islam: being a sketch of Arabian history in pre-Islamic times (Alexandria: Whitehead Morris) 1947. p.11
^يقول جواد علي: ويظهر من عثور الباحثين على كتابات مدونة بالمسند في مواضع متعددة من جزيرة العرب، ومنها سواحل الخليج العربي، بعض منها قديم وبعض منها قريب من الإسلام، إن قلم المسند، كان هو القلم العربي الأصيل والأول عند العرب. وقد كتب به كل أهل جزيرة العرب، غير أن التبشير بالنصرانية الذي دخل جزيرة العرب، وانتشر في مختلف الأماكن، أدخل معه القلم الآرمي المتأخر، قلم الكنائس الشرقية، وأخذ ينشره بين الناس؛ لأنه قلمه المقدس الذي به كان يكتب رجال الدين. ولما كان هذا القلم أسهل في الكتابة من المسند، أشياعًا وأتباعًا بين من دخل في النصرانية وبين الوثنيين أيضًا، لسهولته في الكتابة، غير أنه لم يتمكن مع ذلك من القضاء على المسند إذ بقي الناس يكتبون به. فلما جاء الإسلام، وكتب كتبة الوحي بقلم أهل مكة لنزول الوحي بينهم. صار قلم مكة هو القلم الرسمي للمسلمين، وحكم على المسند بالموت عندئذ، فمات ونسيه العرب، إلى أن بعثه المستشرقون، فأعادوه إلى الوجود مرة أخرى، ليترجم لنا الكتابات العادية التي دونت به. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 8 ص 153
^AFL Beeston. foreign loanwords in Sabaic 1994 pp.39-45
^Janet C E Watson; ʻAbd al-Salām ʻAmri.Wasf San'a : texts in San'ani Arabic Wiesbaden : Harrassowitz, 2000. p.324
^A. Al-Saqqaf (2006): Co-referential devices in Hadramî Arabic, pp. 75-93
^Adolf Grohmann, Arabia Volume 3, Issue 1, Part 3 p.122
^A. R. Agwan, N. K. Singh Encylopedia of the holy Quran p.846 Global Vision, 5 v., 2002 ISBN 81-87746-00-9
^Israel Ephʻal,The ancient Arabs: nomads on the borders of the fertile crescent, 9th-5th century B.C. Magnes Press, Hebrew University, 1982 p.82
^Walter W. Müller, M. C. A. Macdonald, C. S. Phillips A. F. L. Beeston at the Arabian Seminar and other papers ; including a personal reminiscence by W. W. Müller p.61 Archaeopress, 2005 ISBN 0-9539923-9-X,
^David Hatcher Childress Lost Cities & Ancient Mysteries of Africa & Arabia p.223
^AGRICULTURE IN PRE-ISLAMIC ARABIA: Introduction MUḤAMMAD REZA-UR-RAḤĪM Islamic Studies Vol. 10, No. 1 (MARCH 1971), pp. 53-65 Published by: Islamic Research Institute, International Islamic University, Islamabad
^A Companion to the Archaeology of the Ancient Near East p.1047 John Wiley & Sons ISBN 1-4051-8988-6
^Yoel Natan Moon-o-theism Volume I of II p.343 Yoel Natan, 2006 ISBN 1-4382-9964-8
^Conti Rossini, Carlo, Chrestomathia Arabica meridionalis epigraphica edita et glossario instructa (1931) Pubblicazioni dell'Instituto per l'Oriente p.76
^Nicholas Clapp Sheba: Through the Desert in Search of the Legendary Queen p.204 Houghton Mifflin Harcourt, 2002 ISBN 0-618-21926-9
^Alois Musil. The Northern Hegaz, A Topographical Itinerary. Published Under the Patronage of the Czech Academy of Sciences and Arts and of Charles Rp.228 Crane
^Albert Jamme,Inscriptions from Mahram Bilqis p.279
^St. John Simpson Queen of Sheba: treasures from ancient Yemen p.165 British Museum Press, 2002 ISBN 0-7141-1151-1
^Kenneth Kitchen :. Documentation for ancient Arabia Volume 1 Chronological Framework and Historical Sources. p.184 Liverpool University Press, Liverpool 1994, ISBN 0-85323-359-4
^Lionel Casson The Periplus Maris Erythraei: Text with Introduction, Translation, and Commentary p.150 Princeton University Press, 2012 ISBN 1-4008-4320-0
^Hârun Yahya Perished Nations p.115 Global Yayincilik, 1999 ISBN 1-897940-87-4
^Jan Retso The Arabs in Antiquity: Their History from the Assyrians to the Umayyads p.402 Routledge 2013 ISBN 1-136-87282-5
^Clifford Edmund Bosworth The Encyclopedia of Islam, Volume 6, Fascicules 107-108 p.561 Brill Archive, 1989 ISBN 90-04-09082-7
^Albert Jamme Inscriptions From Mahram Bilqis (Marib) p.392 Baltimore 1962
^Fischer, Wolfdietrich & Otto Jastrow (1980) Handbuch der arabischen Dialekte. Wiesbaden: Harrassowitz p.125
^A. V. Korotaev Pre-Islamic Yemen: Socio-political Organization of the Sabaean Cultural Area in the 2nd and 3rd Centuries AD p.95 Otto Harrassowitz Verlag, 1996 ISBN 3-447-03679-6
^Angelika Neuwirth; Nicolai Sinai; Michael Marx The Qurʼān in context : historical and literary investigations into the Qurʼānic milieu p.35
^جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 6 ص 38
^Shlomo Sand The Invention of the Jewish People p.193 London ; New York : Verso, 2010. ISBN 978-1-84467-623-1
^Y. M. Abdallah, "The Inscription CIH 543: A New Reading Based On The Newly-Found Original" in C. Robin & M. Bafaqih (Eds.), Sayhadica: Recherches Sur Les Inscriptions De l’Arabie Préislamiques Offertes Par Ses Collègues Au Professeur A.F.L. Beeston, 1987, Librairie Orientaliste Paul Geuthner S.A.: Paris, pp. 4-5
^The Invention of the Jewish People By Shlomo Sand p.193
^Anton Knitl, Sabine Müller Beiträge zu Kult und Religion der Bronze- und Urnenfelderzeit (Materialien zur Bronzezeit in Bayern) S.190
^ ابJoan Comay Who's who in Jewish History: After the Period of the Old Testament p.391
^Scott Johnson he Oxford Handbook of Late Antiquity p.268
^Angelika Neuwirth; Nicolai Sinai; Michael Marx The Qurʼān in context : historical and literary investigations into the Qurʼānic milieu p.40
^Scott Johnson The Oxford Handbook of Late Antiquity p.282 Oxford University Press, 1 November 2012 ISBN 0-19-533693-3
^Irfan Shahîd Byzantium and the Arabs in the Fifth Century p.65 Dumbarton Oaks, 1989 ISBN 0-88402-152-1
^Scott Fitzgerald Johnson The Oxford Handbook of Late Antiquity p.290
^Ken Blady Jewish Communities in Exotic Places p.9 Jason Aronson, 2000 ISBN 1-4616-2908-X
^Angelika Neuwirth; Nicolai Sinai; Michael Marx The Qurʼān in context : historical and literary investigations into the Qurʼānic milieu p.43
^Angelika Neuwirth; Nicolai Sinai; Michael Marx The Qurʼān in context : historical and literary investigations into the Qurʼānic milieu p.45
^Eric Maroney The Other Zions: The Lost Histories of Jewish Nations p.94
^Angelika Neuwirth; Nicolai Sinai; Michael Marx The Qurʼān in context : historical and literary investigations into the Qurʼānic milieu p.49
^Glaser, Zwei Inschriften uber den Dairimbruch von Mareb, in Mlttellungen der Vorderasiatlschen Gesellschaft, , 1897, S. 390
^Scott Fitzgerald Johnson The Oxford Handbook of Late Antiquity p.287
^يقول صاحب المفصل :" أستطيع أن أقول: إن حكم الفرس كان حكمًا شكليًّا، مقتصرًا على بعض المواضع، أما الحكم الواقعي فكان للأقيال. ولا عبرة لما نقرأه في الموارد الإسلامية من استيلاء الفرس على اليمن، لأن هذه الموارد تناقض نفسها حين تذكر أسماء الأقيال الذين كانوا يحكمون مقاطعات واسعة في أيام حكم الفرس لليمن، وكان منهم من لقب نفسه بلقب ملك، وكان له القول والفعل في أرضه، ولا سلطان للعامل الفارسي عليه" المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 2 ص 609
^اهل اليمن في صدر الإسلام الحديثي، عبد اللطيف ص 110
^Strange, Guy (1890), Palestine Under the Moslems: A Description of Syria and the Holy Land from A.D. 650 t 1500, Committee of the Palestine Exploration Fund, London p.25
^Ziyadids, G.R. Smith, The Encyclopaedia of Islam, Vol. XI, ed. P.J. Bearman, T. Bianquis, C.E. Bosworth, E. van Donzel and W.P. Heinrichs, (Brill, 2002), p. 523
^Kamal Suleiman Salibi A History of Arabia p.108 Caravan Books, 1980 OCLC Number: 164797251
^R.B. Serjeant & R. Lewcock, San'a'; An Arabian Islamic City, London 1983 p.55
^Clifford Edmund Bosworth The New Islamic Dynasties: A Chronological and Genealogical Manual p.99
^Paul Wheatley The Places Where Men Pray Together: Cities in Islamic Lands, Seventh Through the Tenth Centuries p.128 University of Chicago Press, 2001 ISBN 0-226-89428-2
^Stephen W Day Regionalism and Rebellion in Yemen p.31
^Encyclopaedia of Islam, Vol. II. Leiden 1913-36, p. 1126
^ابن حجر العسقلاني انباء الزمن في اخبار اليمن ص 11 تحقيق محمد عبد الله ماضي ط 1998 عن دار الناشر العربي
^R.B. Serjeant & R. Lewcock, San'a'; An Arabian Islamic City. London 1983, p. 55
^Enzyklopädie des Islam, Vol. III, Leiden 1936, p. 155
^E. Arnold Yaman: Its Early Mediaeval History p.224
^E. Arnold Yaman: Its Early Mediaeval History p.227
^Lynne S. Newton A Landscape of Pilgrimage and Trade in Wadi Masila, Yemen: The Case Ofal-Qisha and Qabr Hud in the Islamic Period p.112 ProQuest, 2007 ISBN 0-549-30850-4
^Clifford Edmund Bosworth The New Islamic Dynasties: A Chronological and Genealogical Manual p.100
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 36.
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 31
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 39
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 40
^Clifford Edmund Bosworth The New Islamic Dynasties: A Chronological and Genealogical Manual p.102
^Farhad Daftary Ismailis in Medieval Muslim Societies: A Historical Introduction to an Islamic Community p. 92 I.B.Tauris, 2005 ISBN 1-84511-091-9
^Farhad Daftary The Isma'ilis: Their History and Doctrines p. 199 Cambridge University Press, 2007 ISBN 1-139-46578-3
^Fatima Mernissi The Forgotten Queens of Islam p.14 U of Minnesota Press, 1997 ISBN 0-8166-2439-9
^Farhad Daftary Ismailis in Medieval Muslim Societies: A Historical Introduction to an Islamic Community p. 93 I.B.Tauris, 2005 ISBN 1-84511-091-9
^Ghada Talhami Historical Dictionary of Women in the Middle East and North Africa p.39 Rowman & Littlefield, 2013 ISBN 0-8108-6858-X
^ ابSteven C. Caton (2013). Yemen. ABC-CLIO. ص. 51. ISBN:159884928X,. {{استشهاد بكتاب}}: تأكد من صحة |isbn= القيمة: حرف غير صالح (مساعدة)صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 141
^Bonnie G. Smith (2008). The Oxford Encyclopedia of Women in World History. Oxford University Press. p. 163. ISBN 0-19-514890-8.
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 303
^Alexander Mikaberidze (2011). Conflict and Conquest in the Islamic World: A Historical Encyclopedia: A Historical Encyclopedia. ABC-CLIO. p. 159. ISBN 1-59884-337-0.
^G. Rex Smith, "Politische Geschichte des islamischen Jemen bis zur ersten türkischen Invasion". In: Werner Daum: Jemen. Umschau-Verlag Frankfurt am Main 1987, ISBN 3-7016-2251-5, pp. 136–154
^Houtsma, Martijn Theodoor; Wensinck, A.J. (1993), E.J. Brill's First Encyclopaedia of Islam, 1913-1936
^ ابFarhad Daftary (2007). The Isma'ilis: Their History and Doctrines. Cambridge University Press. p. 260. ISBN 1-139-46578-3.
^Josef W. Meri (2004). Medieval Islamic Civilization. Psychology Press. p. 871. ISBN 0-415-96690-6.
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987).political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 350.
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987).political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 354.
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 407.
^ ابAbdul Ali (1996). slamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times. M.D. Publications Pvt. Ltd. p. 84. ISBN 81-7533-008-2.
^Abdul Ali Islamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times p.84
^G. Rex Smith (1988). The Rasulids in Dhofar in the VIIth–VIIIth/XIII–XIVth centuries. Journal of the Royal Asiatic Society (New Series), 120, pp 26-44
^Abdul Ali (1996). slamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times. M.D. Publications Pvt. Ltd. p. 85. ISBN 81-7533-008-2.
^Abdul Ali (1996). Islamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times. M.D. Publications Pvt. Ltd. p. 86. ISBN 81-7533-008-2.
^ ابAbdul Ali (1996). slamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times. M.D. Publications Pvt. Ltd. p. 86. ISBN 81-7533-008-2.
^ ابجJosef W. Meri, Jere L. Bacharach (2006). Medieval Islamic Civilization: L-Z, index. Taylor & Francis. p. 669. ISBN 0-415-96692-2.
^the Unity of the Rasulid State under al-Malik al-Muzaffar p.13
^Robert W. Stookey, Yemen: The politics of the Yemen Arab Republic, 1978, p. 116
^El-Khazraji, The pearl-strings: A history of the Resuliyy Dynasty of Yemen, Vols. I-V, Leiden & London 1906-1918.
^Abdul Ali Islamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times p.90
^ ابجDavid J Wasserstein, Ami Ayalon (2013). Mamluks and Ottomans: Studies in Honour of Michael Winter. Routledge. p. 201. ISBN 1-136-57917-6.
^ ابAlexander D. Knysh (1999). Ibn 'Arabi in the Later Islamic Tradition: The Making of a Polemical Image in Medieval Islam. SUNY Press. p. 230. ISBN 1-4384-0942-7.
^Abdul Ali Islamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times p.91
^Abdul Ali Islamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times p.94
^ ابDaniel Martin Varisco (1993). the Unity of the Rasulid State under al-Malik al-Muzaffar. Revue du monde musulman et de la Méditerranée P.21 Volume 67
^Alexander D. Knysh (1999). Ibn 'Arabi in the Later Islamic Tradition: The Making of a Polemical Image in Medieval Islam. SUNY Press. p. 231. ISBN 1-4384-0942-7.
^ ابAbdul Ali Islamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times p.95
^ ابHalil İnalcık, Donald Quataert (1994). An Economic and Social History of the Ottoman Empire, 1300-1914. Cambridge University Press. p. 320. ISBN 0-521-34315-1.
^Halil İnalcık, Donald Quataertn An Economic and Social History of the Ottoman Empire, 1300-1914 p.326 Cambridge University Press, 1994 ISBN 0-521-34315-1
^Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī (2002). Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71. OI.B.Tauris. p. 2. ISBN 1-86064-836-3.
^Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.81
^Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.88
^Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.91
^Robert W. Stookey Yemen: the politics of the Yemen Arab Republic p.134
^Robert W. Stookey Yemen: the politics of the Yemen Arab Republic p.136
^Halil İnalcık, Donald Quataert (19894). An Economic and Social History of the Ottoman Empire, 1300-1914. Cambridge University Press. p. 333. ISBN 0-521-34315-1.
^Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.159
^Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.180
^Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.198
^Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.198-200
^Abdul Ali slamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times P.103 M.D. Publications Pvt. Ltd., 1996 ISBN 81-7533-008-2
^Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.210
^Robert W. Stookey, Yemen; The Politics of the Yemen Arab Republic p.139
^Michel Tuchscherer, 'Chronologie du Yémen (1506-1635)', Chroniques yémenites 8 2000
^Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.9
^R.B. Serjeant & R. Lewcock, San'a' :An Arabian Islamic City. London 1983, p. 72
^RB Serjeant, R. Lewcok, San'a' :An Arabian Islamic City 1983. p.375
^C. G. Brouwer and A. Kaplanian, Early Seventeenth-Century Yemen: Dutch Documents Relating to the Economic History of Southern Arabia, 1614–1630 p.173
^R.B. Serjeant & R. Lewcock, San'a'; An Arabian Islamic City. London 1983, p. 74; R.W. Stookey, p. 146
^Musflafâ Sayyid Salim Al-fath al-'Uthmani Awal li-l-Yaman, 1538-1635 p.357
^Robert W. Stookey, Yemen; The Politics of the Yemen Arab Republic. Boulder 1978 p.73
^Richard N. Schofield Territorial foundations of the Gulf states p.54
^Dieter Vogel, Susan James Yemen p.43 APA Publications, Oct 1, 1990
^James Hastings Encyclopaedia of religion and ethics, Volumes 11-12 p.844
^Robert W. Stookey, Yemen; The Politics of the Yemen Arab Republic Boulder 1978, p. 147
^Roman Loimeier Muslim Societies in Africa: A Historical Anthropology p.193
^T. Klaric, 2000: Power and successions within the qâsimide Dynasty (seventeenth century): The beginning of the reign of Imam al-Nasir Muhammad, memory for obtaining mastery of Arabic, University of Aix-Marseille I .
^Carsten Niebuhr Beschreibung von Arabien: aus eigenen beobachtungen und im Lande P.249 Princeton University Press 2008
^Paul Dresch A History of Modern Yemen P.21 Cambridge University Press, 2000 ISBN 0-521-79482-X
^"Saudi Arabia p.129">Saudi Arabia: The Coming Storm By Peter W. Wilson p.129
^Bernard Reich Political Leaders of the Contemporary Middle East and North Africa p.510
^Isa Blumi Chaos in Yemen: Societal Collapse and the New Authoritarianism p.108
^Roy Licklider Stopping the Killing: How Civil Wars End p.96
^Kiren Aziz Chaudhry The Price of Wealth: Economies and Institutions in the Middle East p.109
^John Peterson Yemen: The Search for a Modern State P.81
^Steven Charles Caton "Peaks of Yemen I Summon": Poetry as Cultural Practice in a North Yemeni Tribe p.308
^Robert D. Burrowes Historical Dictionary of Yemen p.261
^ ابClive Jones 'Britain and the Yemen civil war, 1962-1965 : ministers, mercenaries and mandarins : foreign policy and the limits of covert action p.24
^Roy Licklider Stopping the Killing: How Civil Wars End p.96,97
^Kiren Aziz Chaudhry The Price of Wealth: Economies and Institutions in the Middle East p.114
^ ابKiren Aziz Chaudhry The Price of Wealth: Economies and Institutions in the Middle East p.117
^Kiren Aziz Chaudhry The Price of Wealth: Economies and Institutions in the Middle East p.118
^Ulrike Freitag Indian Ocean Migrants and State Formation in Hadhramaut: Reforming the Homeland p.467
^ ابSaudi-Yemeni Relations: Domestic Structures and Foreign Influence By F. Gregory Gause p.21
^U.S. Foreign Policy and Middle East Studies Council on Foreign Relations Warren Bass Senior Fellow Support Any Friend : Kennedy's Middle East and the Making of the U.S.-Israel Alliance: Kennedy's Middle East and the Making of the U.S.-Israel Alliance p.104
^Clive Jones Britain and the Yemen civil war, 1962-1965 : ministers, mercenaries and mandarins : foreign policy and the limits of covert action p.60
^Benjamin Beit-Hallahmi The Israeli Connection: Who Israel Arms and why p.18
^Clive Jones Britain and the Yemen civil war, 1962-1965 : ministers, mercenaries and mandarins : foreign policy and the limits of covert action p.136
^Stephen W. Day Regionalism and Rebellion in Yemen: A Troubled National Union p.112
^American Foreign Policy Council The World Almanac of Islamism: 2011 p.257
^Richard D. Mahoney Getting Away with Murder: The True Story Behind American Taliban John Walker Lindh and What the U. S. Government Had to Hide p.150
^Peter Wilson Saudi Arabia: the Coming storm p.130
^Christopher Boucek, Marina Ottaway Yemen on the Brink p.70
^Micah Zenko Between threats and war : U.S. discrete military operations in the post-Cold War world p.76
^Joseph A. Kechichian Oman and the World: The Emergence of an Independent Foreign Policy p.98
^Stephen C Pelletiere, ARMY WAR COLL STRATEGIC STUDIES INST CARLISLE BARRACKS PA Yemen and Stability in the Persian Gulf: Confronting the Threat from Within p.34
^Sarah Philips Yemen's Democracy Experiment in Regional Perspective p.100
^Christopher Boucek, Marina Ottaway Yemen on the brink p.67
^William Mark Habeeb The Middle East in Turmoil: Conflict, Revolution, and Change p.209
^"Yemen Protests: Thousands Call on President to Leave". BBC News. 27 January 2011.
^Ghobari, Mohammed; Sudam, Mohamed (20 January 2011). "Update 1 – Protests Erupt in Yemen, President Offers Reform". Reuters. Archived from the original on 20 January 2011. Retrieved 14 May 2011
^b "Yemen Protests: 'People Are Fed Up with Corruption'". BBC News. 27 January 2011
^David A. McMurray, Amanda Ufheil-Somers (2013). The Arab Revolts: Dispatches on Militant Democracy in the Middle East. Indiana University Press. ص. 122. ISBN:0253009685.
^ اب[8] Arab Judicial Structures A Study Presented To The United Nations Development Program by Nathan J. Brown نسخة محفوظة 27 أبريل 2012 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
^Steven C. Caton (2013). Yemen. ABC-CLIO. ص. 104. ISBN:159884928X. Yemen's sovereignty has been routinley challenged by its complicated relationship to neighboring Saudi Arabia
^Julie Chernov Hwang (2012). Peaceful Islamist Mobilization in the Muslim World: What Went Right. Palgrave Macmillan. ص. 157. ISBN:9781137016232.
^ ابجنسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين. (englisch). Frontline, 6. April 2015, von Priyanka Boghani, Ly Chheng und Chris Amico, archiviert vom Original am 24. April 2015.
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells. Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 126. ISBN:0833049747. The Political Security Organization (PSO), one of Yemen's civilian intelligence agencies, possessed a leadership known for its support of Salafism, as did the Ministry of the Interior's Central Security Organization (CSO). Muhsin al-Ahmar and PSO/CSO leaders —as well as many in the senior ranks of the Army's officer corps — had trained mujahidin during the 1980s wars in Afghanistan, recycling them for the war against the south in 1994. Inclined to a Sunni view of the world and well disposed toward the Ba'thist regime in Iraq, these elements inside and outside of the security services were suspicious of growing U.S.-Yemeni cooperation and also viewed reemergent Zaydi activism as a threat to both the regime and proper Islam.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابShuaib Almosawa,Gregory D. Johnsen (May 15 2014). "Resurrecting The Jihad in Yemen". Buzzfeed. مؤرشف من الأصل في 05 يناير 2018. اطلع عليه بتاريخ May 20 2014. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= و|تاريخ= (مساعدة)
^Stephen W. Day (2012). Regionalism and Rebellion in Yemen: A Troubled National Union. Cambridge University Press. ص. 232. ISBN:9781107379909. مؤرشف من الأصل في 2021-04-22. Back in 2000, the Yemeni president stonewalled FBI investigators sent by the Clinton administration because he worried they would uncover evidence revealing criminal connections at the highest levels of Yemen's government.
^Michael Knights,
“Strengthening Yemeni Counterterrorism Forces: Challenges and Political Considerations,” Policywatch #1616, The
Washington Institute for Near East Policy, January 6, 2010.
^ ابج"Yemen's Torture Camps". Human Rights Watch. May 26 2014. مؤرشف من الأصل في 08 نوفمبر 2014. اطلع عليه بتاريخ May 26 2014. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= و|تاريخ= (مساعدة)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 168. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)